جريدة الديار
الأربعاء 8 مايو 2024 05:36 مـ 29 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

فضفضه الجمعه.. حلم فكاهي..!! بقلم : د. محمد الأشقر

حلمت ربنا يجعله خير علي الحاكي والمستمعين.. اني واقف في ميدان كبير.. واسع تخرج منه وتدخل شوارع كبيره طويله.. بعضها يوصلك الي وسط البلد.. والبعض الاخر يوصلك الي ضفتي النيل.
المهم ياصديقي الكريم.. انا حلمت اني واقف في منتصف الميدان.. ورغم الحواجز والمتاريس الحديديه المنتشره في اركان الميدان.. حلمت اني. . اعلن رفضي التام لاكل الشمام او البطيخ... واقول بصوت عالي.. انا فقدت الثقه تماما.. ودقه وحلاوه المذاق في اكل الشمام.. المغلف بسوليفان لامع تم تجهيزه في محل قمر الدين.. المحل اللي علي اليمين بجوار المسجد الكبير..
.. تسالني ليه.. اقولك يابيه.. ورق السوليفان طلع مغشوش.. ومصنوع من هرس النفايات.. مش مصنوع من ماده خامه امنه اصليه... اثبت فقهاء وعلماء قمر الدين.. والعلوم الطبيعيه.. ان ماده السوليفان هذه. التي يتم استخدامها تحت اسماء تجاريه متعدده.. .ماده مسرطنه وبها مواد تخدير... تغيب الروح والتفكير.. .. تؤذي العقل والكبد والكلي.. وتسبب العمي المؤقت او الدائم في رؤيه حقائق الحياه والدين..
طيب هذا سبب رفضك لاكل الشمام المغلف بالسوليفان المغشوش كما تزعم او تدعي..!!.. وان كان لي سؤال.. هل راي هولاء الفقهاء وعلماء الطبيعه والحياه... في ماده السوليفان راي معتدل مستنير.. من صاحب علم وكفاءه وشجاعه... ام انه راي خاضع لضغوط تجار البطيخ في السوق الكبير.. سوق العبور... ؟؟.لتسويق اكثر للبطيخ.. . علما بان السوق حاليا.. ندر فيه الشمام.. ويتوافر فيه الكانتالوب المشابه للشمام...عمي يوسف بك.. اشتري بذوره وشتلاته من الجار الجديد.... ولاداعي للخروج عن اطار الموضوع الاصلي.. علما بان حديثك كله انصب علي غلاف السوليفان.. ولم يناقش جوده الشمام.. خاصه ان اصل زراعه الشمام.. كانت في مدينه الاسماعليه علي يد مدرس شاب.. وقليل من الاعوان.
طيب فهمنا الان.. سبب رفضك لاكل الشمام.. ماسبب رفضك لاكل البطيخ.. ؟؟
اقولك ياسيدي... انا زهقت من اكل البطيخ.. منذ يوم مولدي عام 1962.وقبل مولدي بعشره اعوام...انا واسرتي اكلي وفاكهتي علي المائده او الطبليه هي الفول المدمس... والبطيخ.
كل فتره ابويا وعمي رحمهم الله.. كانا يبشراني باكل جديد.. واكل لذيذ.... وتمر الاعوام والسنين... وهو نفس الاكل... ولازم تاكله.. . هو هو.. بس اشكال مختلفه.. او من بائع مختلف لنفس البطيخ.. مره اسم البائع ناصر.. ابويا كان بيقول عليه بائع نزيه.. حاسس بالبسطاء.. اقام شادر جديد في كل منطقه بالدلتا او الصعيد.. .. حتي باع لنا في يوم من ايام صيف 1967...قشر البطيخ.. وبطيخ فاسد مات من اكله بعض الجيران..!.. ومازلنا حتي الان.. نعاني من اثر ذلك.. احزان كثيره.. وهم كبير.
ثم جاء البائع الاسمر في اكتوبر 1970.. مره ابويا يناديه محمد.. ومره يناديه السادات.. انا فاكر رغم مرور السنين انه اول عمله كان طيب وغلبان ومستكين.... وبعد بضعه سنين.. اتقلب زاويه مقدارها 180 درجه.. احس انه كبير وعظيم.. وشبه ابو الهول.. ورمسيس الثالث.. البطل الفرعون.. راينا منه دهاء عظيم... وقفز فوق كل المالؤف والمعروف..
... لكن كلمه حق لازم تتقال.. البائع السادات.. جاب لنا في اكتوبر 1973 احلي بطيخ تذوقته مدي عمري الذي اقترب من الستين.... رغم كلام بياعين وهم كثير.. حاولوا يشوشروا علي هذا البطيخ.. لكن الحقيقه انه كان اجمل بطيخ زرعه المصريين في اخر مائتي عام..
مات السادات بطعنه غدر من بائع سوليفان.. الطعنه خلفها اسرار كثيره.... لم يعرف من تلك الاسرار الا القليل. . تسلل الي عرض السوق الكبير بائع شاب.. قتل السادات في اكتوبر عام 1981...حزنت وابي وعمي لمقتله.. لكن العزاء.. انه مات شهيد... وتوقفت الاشاعات التي كانت تقول.. انه سيبيع الاهرامات... وارض حديقه الحيوان.. لمجموعه مستثمرين.. وحسابه الان بيد الاله العظيم.. العادل السميع العليم.
واصبح ينادي علي البطيخ ويروج له بائع جديد في شارع المعز لدين الله. .. اسمه المشهور به مبارك.. واسمه في شهاده الميلاد محمد حسني.. كعاده غالبيه المصريين في اطلاق اسم محمد علي غالبيه الذكور.. تيمنن باسم الرسول الكريم.. خاتم المرسلين.
المهم ياسيدي.. حافظ البائع الجديد.. علي استقرار سوق البطيخ.. عمل تحديث وتطوير بحاجات كثيره في ارجاء السوق... خاصه مركز السوق... وسنترال السوق للاتصالات.. وحاجات كثيره في اول عشره سنين... وحافظ علي السوق واهله من اي مناوشات او عركه.. . خاصه مع مكر الجار الجديد.. ورفض باصرار وقوه تاجير محل في السوق للبلطجي الكبير...
وكان صاحب ذكاء في توفير الحد الادني للبسطاء في متطلبات الحياه دون غلاء كثير... وفتح بعض الشبابيك للشمس والهواء... لكن لم يفتح كل الشبابيك.. استمر حال السوق معقول عشره اعوام.. ثم بدا الهبوط والانكسار.. ولعب بطانه السوء من الحاشيه ورجال الاعمال من خلف الستار والكواليس.. ولا استطيع ان اجزم او اؤكد.. هل كان يعرف ام لا.. وفي الحالتين مسؤل..!! .. كل هذا كوم... وماحدث فجر احد ايام صيف 1990..كوم اخر..
لخبط السوق.. بائع البطيخ العراقي... عمل مصيبه وكارثه كبيره....واحد اغسطس عام 1990. ضرب اخوه الكويتي.. ضربه كبيره في ظهره بالسكين.. كاد ان يقتله.. تم انقاذ الكويتي... وتامين الحجازي. .. وتدخل البلطجيه الاغراب في شئون السوق.. واخذوا مال كثير... وزيت كثير.. مقابل تدخلهم وانقاذ الكويتي. .. الذي كان بيلعب في اسعار الزيت في الخفاء مع الاغراب.. .. واخذ علي مدي اعوام زيت عراقي كثير... من خلال مد المواسير.. . مرت اعوام.. وتم ضرب وسجن واعدام التاجر العراقي... في العيد... ارهاب لكل باعه البطيخ في سوق العبور. . واتلخبطت امور كثير.... ولن ازيد.
من يومها حتي الان.. يعيش الجميع في مياه البطيخ... تجار.. باعه.. مشترين.. مشتاقين.. الكل غرقان في مياه البطيخ....... طال الحديث.. واصابك الملل.. عذرا..
ملخص الحلم والحديث.. انا نفسي اكل فاكهه جديده.. من ارض بكر شابه.. مش شمام ولا بطيخ.... مش ح اقول نفسي في المانجو او المشمش.. لكن نفسي اكل واشرب برتقال مثلا... زرعه فلاح شاب