جريدة الديار
الثلاثاء 21 مايو 2024 04:56 صـ 13 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
تضافر جهود الفريق الطبي فى البحيرة والغربية لإنقاذ فتاة من الموت المحقق د. ياسمين فؤاد: ٩٦ مليون جنيه تكلفة ٣ مدافن صحية آمنة تم تسليمها نهائيًا لمحافظة الوادي الجديد بمدن الداخلة والخارجة والفرافرة عامين ونصف سجن للمتهم بضرب شاب من ذوي الهمم بقرية ميت عنتر دقهلية وزيرة البيئة تبحث مع شركات الأسمنت فرص الإستثمار في مجال إعادة التدوير لمُعالجة المُخلفات وتحقيق إلتزامات المناخ قومي المرأة بالدقهلية والأوقاف افتتحا تدريب المدربين لاعداد الدعاه والقيادات الدينية لتناول القضايا السكانية والصحية قصور الثقافة بالغربية تناقش تأثير الدراما الأجنبية على الهوية المصرية وكيل تعلبم الغربية يتابع سير امتحانات الشهادة الإعدادية استحداث وحدة الاعطاء التنظيمي لداء عديد السكاريد المخاطي MPS بمستشفى مبرة طنطا «تحديات المرأة العاملة» ضمن محاضرة تثقيفية لقصور الثقافة بالغربية وكيل تعليم الغربية يشكر إدارة غرب المحلة خلال المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية غدا على مسرح قصر ثقافة شرم الشيخ والعرض المسرحى زيارة السيدة العجوز إطلاق مبادرة إنشاء «المراكز الجامعية الاقليمية لتوطين الصناعات المحلية والتطوير الوظيفي» بإقليم الدلتا من جامعة طنطا

ذكرى ميلاد السياسي احمد حسين صاحب مشروع القرش و مؤسس حزب مصر الفتاة

في مثل هذا اليوم 8 مارس 1911 ميلاد السياسي احمد حسين صاحب مشروع القرش و مؤسس حزب مصر الفتاة

ولد أحمد حسين في 8 مارس 1911م بحي "السيدة زينب" بالقاهرة ، و تلقى تعليمه الابتدائي في "مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية"، ثم انتقل منها إلى مدرسة "محمد علي الأميرية"، و في المرحلة الثانوية انتقل الى المدرسة الخديوية الثانوية ، و بدأ اهتمامه بالمسرح و التمثيل ، ونمت عنده موهبة الخطابة ، و الحس الوطني ، و بعد ان أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية الحقوق .

تبنى أحمد حسين "مشروع القرش" سنة 1931م ، و ذلك لحث كل مواطن مصري على أن يتبرع بقرش واحد لإنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان يعاني آنذاك من آثار انخفاض أسعار القطن في الأسواق ، كما أن المشروع جاء في إطار معركة شهيرة عرفت في مصر بمعركة الطربوش ، فمصر كانت تستورد الطرابيش إلى أن أنشأ محمد علي باشا باشا مصنعا لتصنيع الطرابيش ، لكن بعد تحالف الدول الغربية ضد مشروعه عام 1840م توقفت كثير من المصانع ، و من بينها مصنع الطرابيش ، و عادت مصر إلى الاستيراد مرة أخرى ، لكن المعركة التي اشتعلت في تلك الفترة كان الطربوش فيها يعبر عن رمزية ، و رمزيته تعني التمسك بالهوية الوطنية المصرية الشرقية و الإسلامية في مقابل الهويات التي كانت تطرح نفسها في ذلك الوقت ، خاصة الانجذاب نحو الغرب ، حيث كان أنصار هذا الاتجاه يرون أن القبعة هي بديل الطربوش الذي من المفترض أن يرتديه المصريون كغطاء للرأس ، شارك آلاف المتطوعين في كافة أنحاء مصر في "مشروع القرش"، و حظي بدعم الكثير من الأحزاب باستثناء حزب الوفد ، كما حظي بدعم الحكومة ، حتى ان الشاعر الكبير أحمد شوقي شارك في دعم المشروع بأشعاره ، و كان مما قاله : علم الآباء و اهتف قائلا أيها الشعب تعاون و اقتصد إجمع القرش إلى القرش يكن لك من جمعهما مال لبد أطلب القطن و زاول غيره و اتخذ سوقا إذا السوق كسد

أسفر مشروع الطربوش بالفعل عن إنشاء مصنع في العباسية ( في شارع مصنع الطرابيش ) بالتعاقد مع شركة هاريتمان الألمانية ، و افتتح المصنع في 15 فبراير 1933م ، و في أواخر 1933 بدأ الطربوش المصري يطرح في الأسواق ، غير أن بعض الوفديين قاموا بمظاهرات تنادي بسقوط أحمد حسين ، و تقول : "يسقط حرامي القرش"، و اتهموه باختلاس أموال المشروع ، و كانت حملة تشهير قاسية ضده تغذيها روح السياسة ، فاضطرته إلى الاستقالة من سكرتارية جمعية القرش ، و إعلانه قيام جمعية مصر الفتاة .

▪️في أكتوبر عام 1933م تشكلت جمعية "مصر الفتاة"، و أعلنت رسميا تحت رئاسة "أحمد حسين"، و اتخذت من جريدة "الصرخة" لسانا لها ، و كانت جمعية ذات أهداف وطنية قد تصل إلى حد الحماسة المفرطة ، و لعل ذلك يرجع إلى حالة الاحتلال التي كانت تعيشها مصر ، و كان من متطلباتها : "لا تتحدث إلا بالعربية"، و"لا تشتر إلا من مصري"، و"لا تلبس إلا ما صنع في مصر"، و "احتقر كل ما هو أجنبي ، و تعصب لقوميتك إلى حد الجنون".

كانت الجمعية مقصدا لكثير من الشباب المصريين ، لما تميزت به من حماسة و حب للوطن ، و أنشأت الجماعة جماعات شبه عسكرية عرفت بـ"تشكيلات القمصان الخضراء"، و في 31 ديسمبر 1936م تحولت جمعية مصر الفتاة إلى حزب سياسي ، فكان حزبا يتمتع بشعبية وسط الشباب المصري ، و يتبنى خطا وطنيا قويا ذا تأثير سلبي على شعبية الوفد بين الشباب ، لذا اتجه الوفد إلى محاربة مصر الفتاة ، كما أن تولي مصطفى النحاس رئاسة الوزراء في مصر عام 1936م كان مؤشرا على اضطهاد أعضاء مصر الفتاة و تشكيلات القمصان الخضراء ، فأنشأ الوفد تشكيلات شبه عسكرية عرفت بـ"القمصان الزرقاء"، و اصطدم هؤلاء بتشكيلات مصر الفتاة ، و نتج عن ذلك قتل شخصين ، و من ثم تعرضت مقرات مصر الفتاة للإغلاق ، و توازى مع ذلك حملة سياسية شنها النحاس باشا في مجلس النواب بأن مصر الفتاة تعمل مع دولة أجنبية ، خاصة بعد حادث تعرض النحاس باشا لإطلاق النار ، فتم إغلاق دور مصر الفتاة ، و اعتقال الكثير من أعضائها ، و على رأسهم أحمد حسين ، و قد وُجهت تهم لأحمد حسين بأنه خائن لاتصاله بالألمان .

و بسبب الرسالة التي بعث بها إلى الزعيم الألماني هتلر ، و الحقيقة أن رسالة أحمد حسين لهتلر كانت تدعوه إلى الدخول في الإسلام ، فصدر أمر باعتقال أحمد حسين في مايو 1941م إلا أنه تمكن من الهرب ، و اختفى فترة حتى قبض عليه مرة أخرى ، و عندما نزل الألمان الأراضي المصرية إبان الحرب العالمية الثانية و بدءوا يحرزون انتصارات على الإنجليز في مصر ، تمكن أحمد حسين من الهرب مرة ثانية من السجن في أثناء علاجه في المستشفى ، لكن هزيمة الألمان في معركة العلمين الشهيرة أحبطته ، إذ كان يأمل أن يستغل تقدم الألمان لإحداث ثورة شعبية تقود إلى تحرير مصر من الاحتلال الإنجليزي ، و هو ما جعله يسلم نفسه ، فتم حبسه عامين ، حتى أفرج عنه عام 1946م .

و في عام ( ‪1938-1939‬م ) أيدت "مصر الفتاة" الملك فاروق ، و نادت بإحياء الخلافة في شخص الملك ، و خلعت على الملك فاروق لقب "أمير المؤمنين"، و طالبت بالأخذ بالشريعة الإسلامية باعتبارها أساسا للحياة في مصر .

في أواخر الأربعينيات كاد حزب مصر الفتاة أن يختفي من على المسرح السياسي ، نتيجة الإجراءات القمعية التي مورست ضده ، و نتيجة للتغيرات التي حدثت في المجتمع المصري في أثناء الحرب العالمية الثانية و بعدها ، و كان أحمد حسين ضيفا متكررا على السجون .

في عام 1948 وضع حزب مصر الفتاة برنامجا سياسيا واجتماعيا كشف عن بعض ميوله نحو الاشتراكية ، ثم كان التغيير في شعار الحزب ، ففي البداية كان شعاره ( الله .. الوطن .. الملك ) و ( الملك نعظمه ، و نلتف حول عرشه) ثم استبدل بذلك شعار ( الله .. الشعب ) و كان إسقاط الملك من الشعار و استبدال الشعب به دلالة واضحة حول الرغبة في التغيير ، بل إنه تغير اسمه من "مصر الفتاة" إلى "الحزب الاشتراكي"، و اعتبر أحمد حسين "أن الاشتراكية من لب الإسلام و صميمه".

▪️رأى الملك أن التخلص من التيار يكمن في التخلص من أحمد حسين زعيم الحزب ، و بعد حركة يوليو 1952 أفرج عنه ، وعاد لنشاطه ، لكن حل الأحزاب شمل حزبه في 1953م ، ثم ما لبث أن تعرض للسجن و التعذيب الوحشي في السجن الحربي إبان "أزمة مارس" الشهيرة عام 1954م ، و التي دار خلالها صراع على السلطة بين الرئيس محمد نجيب و جمال عبد الناصر .

عندما أفرج عنه انتقل أحمد حسين إلى منفاه الاختياري في سوريا ، ثم لبنان ، ثم لندن ، ثم السودان ، و لم يكف خلال هذا التجوال عن إرسال البرقيات إلى الرئيس جمال عبد الناصر - الذي كان عضوا سابقا في حزب مصر الفتاة - يطالبه فيها بالديمقراطية ، و يحذره من الاستبداد و الديكتاتورية .

و في عام 1956م طلب أحمد حسين العودة إلى مصر على أن يعتزل العمل السياسي ، و استجيب لطلبه ، فعمل بالمحاماة فترة ، ثم اعتزلها عام 1960م ، و تفرغ للكتابة ، و أصدر مجموعة من المؤلفات منها : "موسوعة تاريخ مصر" في خمسة أجزاء ، و عدد صفحاتها ( 1500 ) صفحة ، و إيماني، و الأرض الطيبة ، و في الإيمان و الإسلام ، و وراء القضبان ، و رسالة إلى هتلر ، و حكومة الوفد ، و احترقت القاهرة ، و الاشتراكية ، و كتاب الطاقة الإنسانية و هو أشهر كتبه على الإطلاق ، ثم اتجه إلى تفسير القرآن الكريم لكنه لم يكمله ..

توفي أحمد حسين في 17 ذو الحجة 1403هـ الموافق 26 سبتمبر 1982 بعد حياة حافلة بالكفاح و العطاء .