جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:23 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

د . أحمد القيسي يكتب : السلام في المجتمعات المتحضرة ..!

د . أحمد القيسي
د . أحمد القيسي

مفهوم السلام العريض لا يعني زوال الصراع والخصام فقط .. أنما يمكن أن يتطلب تأسيس حزمة من المفردات والقيم والإخلاق والأنضباط في النفس اولاً والذي هو السلوك القويم الذي تنطبق عليه مفردات القيم للأمور وكيفية التعامل بها والتي تركز على الأحترام الكامل لكل شيء المبدئ للذات والقيم التي يحملها الفرد وباقي أفراد المجتمع ليكونوا حزمة أنضباط تعطي قواماً متناسقاً بخط مستقيم في سلوك الحياة كافة تتركز على الأحترام الكامل للسيادة والحريات الأساسية وحقوق الإنسان والحوار والتعاون بين الشعوب والثقافات المتعددة ونبذ القوة وأستخدامها وإدراكه الشعوب لخوص خيارات هي خارج نطاق معايير وسلوكهم .

إذ يعتبر السلام الركيزة الأساسية التي تبنى عليها المجتمعات لتحقيق التقدم والأزدهار في أساسيات بناء الدولة ومقوماتها .والتطور في مختلف المجالات المهمة العلمية و الصحية والثقافية والعامل الأهم الإقتصاد والذي هو عصب الدولة والمجتمع والفرد .

كم أنه لا يعني الخضوع والإستسلام بمفهوم الإنهزام .. لا بل هو حالة رقي تعيشها المجتمعات كافة في الدول والدولة والأسرة التي تدير زمام أمور بلدها والعقل السليم والتخطيط الصحيح لبلدها.. كم أن للسلام أهمية بالغة في حياة المجتمعات وسبل عيشه إذ تأتي ثمار السلام للبلدان والمجتمعات على تحويل الشيء السلبي إلى إيجابي حيث أن من طبيعة الإنسان أن يسعى لكل ماهو سليم وإيجابي في الحياة اي تحويل الأشياء السلبية للإيجابية يمكن الأستفادة منه .

حيث أن عدم الأستقرار النفسي والضغط العصبي يضعف من قدرة الإنسان العقلية في البناء والأبداع .

أما السلام والأستقرار يجعل الشخص قادراً على تحقيق الإيجابيات والمشاركة في تطوير المجتمع في مختلف المجالات والمشاركة في تطوير الذات للفرد والمجتمع في مختلف مفاصل الحياة .. وتلعب الثقافات في المجتمع والشعوب بحماية الفرد من الأمراض كافة ومنها النفسية والعصبية حيث أن الحروب والضغائن تجعل من الفرد دائم التوتر ومشتت العقل وفي حالة حرجة وقلقة مما يصيبه الكثير من الأمراض النفسية والتي تحد من مزاجه .

لذلك فإن العلم هو طريق النجاح والتقدم ورفع شأن البلاد والمجتمع بل أن تطبيقه على أرض الواقع من خلال العمل به وأحترام سيادة الآخرين سيعطي أمداً لحياة مليئة بالتفائل و رفع الروح المعنوية له حين يستشعر أنه في مأمن حياتي من مأكل ومشرب وملبس وبنى تحتية توفر له بيئة مكتملة المقومات العامة للنجاح .

فالعلم والعمل هما عاملان أساسيان في إيصال البلدان إلى بر السلام وهما مرتبطان مع بعضهما البعض ومكملاً للآخرولايمكن الأستغناء عن أي منهما .. ولو تمعنا النظر والبحث قليلاً لوجدنا أن السر في تقدم الشعوب هو الأهتمام بالتعلم وأصلاح منظومة التعليم وأعطاء الفرصة للمجتمع وأكتساب الخبرات ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع من خلال الشباب المثقفة والمتعلمين التي تشعر بالمسؤولية الملقات على عاتقهم إتجاه بلدهم إذ أن الشباب الواعي والمثقف هو الطبقة التي تصنع الحياة لغدٍ مشرق لأوطانهم وهي التي تبني أسس السلام في الأوطان وهو مبدئهم في الأساس .. فعندما تصل الأمة إلى مرحلة السلام والأستقرار يترتب عليه الأزدهار وتحقيق مبادئ العدل .. وقد أوصى ألله تعالى في أهمية السلام حتى في النزاعات أن لانبدأ بالعداء مع الآخرين بل حثنا ديننا على أهمية اتباع السلام ومقومات صنع السلام في الحياة وبين الشعوب والنهوض بواقع مشرف وذلك من خلال نبذ العنف والحث على التعاون فيما البين ومن الضروري أن يحرص الإنسان على تحقيق السلام لكي ينعم بالأستقرار وتزدهر الأوطان .

فنحن بحاجة إلى رسم أهداف مسبقة توضع في إطار أستيراتيجية الشخصية الفردية وشخصية المجتمع والدولة للنهوض بواقع السلام الذي تبنى به الأوطان .

وهذا يكون في مراحل قصيرة الأمد وطويلة الأمد تركز على الآتي :


١ _ إشاعة مفهوم السلام ونبذ العنف على صعيد
المجتمع بكل صوره ووسائله ويتم هذا عبر
التعليم ومسيرته.

٢ _ إن إشاعة مفاهيم التجارب والسلام فيما البين
من خلال الجانب الديني والقيمي والأخلاقي و
التركيز على أحكام ألله الشرعية الداعية والرامية
السلم وهذا مانصت علية بقية الأديان وهو سعادة
الفرد والإنسان أجمع في مسيرة حياته .

٣_ العمل على تطوير برامج تنموية من شأنها توفير
فرص العمل للأفراد كافة والشباب الذين هم عماد
الأوطان .

٤ _ التأكيد على ثقافة ترسيخ تقبل الفرد والفرد الآخر
وأحترام حرياتهم وإرائهم ومعتقداتهم التي تكفلت
بضمانها شرائع الله تعالى وجميع المواثيق و
النصوص والمواثيق الدولية في كل والأوقات .

٥ _ تأكيد المساواة بين فئات المجتمعات كافة
لا فرق بين هذا وذاك لأي سبب كان .

٦ _ ترسيخ الديمقراطية في المجتمعات والتداول
السلمي للسلطة والتهذيب في الخطاب السياسي
بعدم التشنج الذي يعتبر هو الباعث والدافع
لكثير من الجرائم المرتكبة بحق المجتمع
والأفراد .

٧ _ بناء العلاقات الحميمة بين الدول وشعوبها
والمجتمع وأفراده وعلى الصعيد الديبلوماسية
المتوازية بين المجتمعات والمحيط الدولي
وصنع السلام هو عملية نبيلة تنهض بواقع
جميل بين الشعوب ونظيراتها من الدول الأخرى.

وأخيراً فإن السلام يجنب الشعوب ويلات الحروب والدمار والتشتت حيث يجعل الشعوب تشعر بالأمن والأمان .. فكم من دولة تهاوت وفقدت الكثير الكثير بسب الحروب والدمار .. فبالسلام تبنى الأوطان وتزدهر الحياة وتقام المعمورات والنفس والله الموفق وهو خير الحافظين .