عصام النجار يكتب : قيادات الصف الثاني.. شرط لاستمرار العمل وتفعيله داخل المؤسسات الإنتاجية

عانت في الآونة الأخيرة معظم المؤسسات والشركات المصرية العاملة في مجال الإنتاج، حالة من نقص الخبرات والتي تتزايد يوم بعد يوم والسبب هو عدم وجود الصف الثاني والثالث، من الخبرات من الكوادر والشباب، داخل هذة المؤسسات، لحظنا في هذا الايام خروج بعض الكوادر والقيادات والخبرات من العاملين والفنيين داخل القطاعات المختلفة على المعاش تاركين ورائهم، خلو هذه المؤسسات من الخبرات التي كانت تقطنيها في عهدهم، وهذا هو السبب الرئيسي لتجاهل البعض لهذه الإدارة، التي لم تمكن الشباب للاستفادة من هذه الخبرات في عهدهم وتكوين صفوف موازية لهم.
ميدان العمل الانتاجي والمدني في المجتمع هو ميدان واسع جدًّا، ويحتاج إلى طاقات أكبر، وإلى رؤى أعمق وإلى وعي شديد الانتباه بحاجات المجتمع وأولوياته، إضافة إلى تراكم الخبرات وتكاتف الجهود.. لهذا كله، لا بديل عن العمل المؤسسي الراسخ؛ الذي ينطلق من رؤية واضحة، ومن أهداف محددة، ويأخذ في اعتباره ضرورة تكوين صفوف تالية للقيادات التي يقوم العمل على أكتافها.
فتكوين الصف الثاني بل والثالث والرابع لقيادات أي مؤسسة من المؤسسات، يحقق عدة مكاسب وفوائد؛ منها: توارث الخبرات: بحيث لا يبدأ كل إنسان من نقطة الصفر، بل يبدأ من حيث انتهى الآخرون ويبني على إنجازاتهم، ويتجنب عثراتهم.
استمرارية العمل: فلا يموت العمل بموت مؤسسيه، وإنما يتواصل مع تعاقب الأجيال.
تفعيل الأداء: لأن الاقتصار على رؤية واحدة، مهما بلغ صاحبها من تجويد، يؤدي إلى تكلس العمل، وإلى تجمده عند مرحلة معينة.
مضاعفة الإنجاز: لأن وجود صف ثانٍ، يسمح بوجود رؤى متعددة تتكامل مع بعضها البعض، ويسد بعضها ما يمكن أن يكون من نقص في الرؤى الأخرى..
وبالتالي يتضاعف الإنجاز والانتاج