جريدة الديار
الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 11:36 مـ 7 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
سقوط سيارة سوزوكي في ترعة الجيزة: رجال الإنقاذ النهري ينجحون في انتشالها ندوة لمجمع إعلام الدقهلية بكلية التربية بنين جامعة الأزهر بتفهنا الأشراف 15 عاملا فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال منذ بداية العام: تدهور خطير لحقوق العمال غزة تحت القصف: إسرائيل تشن غارات عنيفة على شمال القطاع بعد تهديد نتنياهو غزة تشتعل: نتنياهو يأمر بشن غارات عنيفة بعد تأجيل تسليم جثة أسير إسرائيلي ”القومي لذوي الإعاقة” يواصل تنظيم فعاليات مبادرة ”أسرتي قوتي” بمركز الطفل للحضارة والإبداع ” محافظ الدقهلية يبحث استغلال أرض الإيواء بميت غمر لتعظيم موارد الدولة وإقامة مشروع خدمي استثماري قناة السويس تعود للانتظام بعد جنوح ناقلة نفط: 30 دقيقة كانت كافية لإنقاذ الموقف وكيل وزارة الصحة بالبحيرة يعلن عن إنشاء عيادة عزل جديدة بمركز تدريب أطباء الأسنان استبعاد 15 قيادة محلية لم تحقق المستوى المطلوب: تفاصيل الحركة السنوية للمحليات اعتماد حركة قيادات الإدارة المحلية السنوية مصرع شاب وإصابة 3 آخرين في حادث تصادم دراجتين بخاريتين ببني سويف

مدحت الشيخ يكتب: التصحر السياسي.. دعوة لإحياء الحياة العامة

لا يخفى على المتابع المهتم بالشأن العام أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا ملحوظًا في الحضور الفعّال للنخبة الوطنية في المجال العام، خصوصًا في الساحة السياسية. هذا التراجع لم يكن مفاجئًا، بل جاء تدريجيًا، نتيجة لعوامل متعددة تتراوح بين تقلّص مساحات التعبير، وضعف العمل الحزبي، وتبدّل الأولويات المجتمعية.

فالأحزاب السياسية، التي لطالما كانت مدارس لتكوين الكوادر، ومختبرات طبيعية لتبلور الرؤى، أصبحت في كثير من الأحيان غائبة عن المشهد، أو حاضرة بأدوار محدودة لا توازي التحديات.

ومع غياب هذه البُنى، وجد العديد من غير المتخصصين أنفسهم في صدارة المشهد، لا بالضرورة لقوة طرحهم، ولكن أحيانًا لغياب البديل المؤسسي الواضح.

ومن هذا المنطلق يمكن استخدام مصطلح "التصحر السياسي" – بمعناه المجازي – للدلالة على حالة من الجمود والتراجع في النشاط السياسي المنظّم، حيث تراجعت المبادرات الجادة، وضعفت مساحة النقاش الموضوعي، وقلّت فرص التعبير المؤثر ضمن قنوات مؤسسية واضحة.

لكن هذه الصورة لا يجب أن تُقرأ بتشاؤم، بل بدعوة للتأمل وإعادة النظر.

فالحياة السياسية لا تُبنى فقط على الأسماء أو المواقع، بل على المشاركة، وعلى بناء الثقة المتبادلة بين الدولة والمجتمع، وعلى إتاحة المجال أمام الأفكار الجديدة والمبادرات الشبابية، ضمن مناخ يُشجع على الاختلاف البنّاء لا يُخاصمه.

إن إعادة إحياء الدور الفاعل للنخبة، وعودة الأحزاب لممارسة دورها الحقيقي في التأطير السياسي والتفاعل مع الشارع، هما ركيزتان لا غنى عنهما لبناء حياة عامة أكثر توازنًا وفعالية.

وكذلك الأمر بالنسبة لوسائل الإعلام والمجتمع المدني، اللذَين يجب أن يضطلعا بدور أكبر في دعم الحوار الوطني الشامل.

ربما لا تكون الطريق سهلة، لكن المؤكد أنها ممكنة. فما زالت مصر تملك من العقول والكفاءات ما يؤهلها لتجاوز هذه المرحلة، والانطلاق نحو بناء مشهد سياسي متوازن، أكثر تمثيلًا، وأشد ارتباطًا بالواقع، وأقرب إلى نبض الناس.

في النهاية، ليست المسألة في اختفاء السياسة، بل في الحاجة إلى تجديد أدواتها، وتوسيع دائرتها، وإعادة صياغة علاقتها بالمجتمع على أسس من الثقة والاحترام المتبادل.

وهذا، في تقديري، هو التحدي الأكبر الذي علينا أن نواجهه بروح مسؤولة، وعقل مفتوح.