جريدة الديار
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 04:23 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
نميرة نجم: التواطؤ بالصمت على الجرائم ضد الإنسانية يقوض السلم والأمن الدوليين رئيس البريد” تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسياً القومي للإعاقة يتابع منظومة خدمة المواطنين ويشدد على سرعة الاستجابة وحل الشكاوى البحيرة ترفع درجة الاستعداد لمواجهة حالة عدم الاستقرار وسقوط الأمطار المتوقعة اليوم موعد وتفاصيل منحة عيد الميلاد للعمالة غير المنتظمة لعام 2026 قطار ركاب يتعرض لحادث بمطروح والسيطرة على آثار التصادم جارية ضبط مئات العبوات من الأدوية البيطرية المنتهية وغير المرخصة بالبحيرة البيئة والقانون في البحيرة: إزالة 7 حالات تعدٍ على أراضي الدولة والزراعة وفاة فتاة بالقاهرة الجديدة بعد إلقاء نفسها من مبنى جاكلين عازر توجه بالجاهزية القصوى ومتابعة تجمعات مياه الأمطار بالمحافظة القبض على متهم أرسل فيديوهات مخلة مفبركة لأميرة الدهب وابتزها ماليًا رئيس جامعة المنصورة ورئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التدريب والتثقيف القانوني

اللوبي العربي

اللوبي "Lobby" هي كلمة إنجليزية تعني الرواق أو الردهة الأمامية في فندق ، ولكن أيضاً تستخدم هذه الكلمة سياسياً في وصف الجماعات أو المنظمات التي يحاول أعضاؤها التأثير على صناعة القرار في هيئة أو جهة معينة ، أو كما يطلق عليها جماعات الضغط .

ففي فرنسا يوجد اللوبي اليهودي الذي يمارس الضغوط على متخذي القرار كالرئيس والحكومة الفرنسية لتأييد إسرائيل ، وتحقيق أهدافها ومصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية ، حيث أن يهود فرنسا يبلغ عددهم نحو 560 ألف ، وغالبيتهم العظمى من يهود المغرب العربي الذين هاجروا إلى فرنسا بعد إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين ، ومازالوا يرفضون الهجرة لإسرائيل .

وعلى الرغم من مساواتهم في الحقوق مع سائر المواطنين الفرنسيين إلا إنهم لم يندمجوا اندماجاً كاملاً في المجتمع الفرنسي ، واستمروا في التقوقع حتى لا تذوب الشخصية اليهودية داخل المجتمع الفرنسي .

وشدد بن غوريون على هذه القضية محذراً يهود الشتات بقوله "إن الاندماج في المجتمعات التي يعيش فيها اليهود هو أكبر خطر يهدد اليهودية اليوم" .

استطاع اليهود أو اللوبي اليهودي في فرنسا إخضاع معظم الحكومات الفرنسية لنفوذها وابتزازها اليهودي ، خوفا من اتهامها بمعاداة السامية ، حيث يعد النفوذ اليهودي في فرنسا هو أكبر نفوذ يهودي في أوروبا ، وهو نفوذ قديم ومرتبط بالحياة اليهودية في المجتمع الفرنسي ، وقد ازداد بعد قيام إسرائيل ومشاركتها في العدوان الثلاثي مع فرنسا وبريطانيا على مصر .

السؤال الذي يجب أن نطرحه هنا الآن ، هل من لوبي عربي في فرنسا يمكن استخدامة كوسيلة ضغط على الحكومات الفرنسية ؟ .

عند الحديث عن العرب ، فإن علينا أن نعرف أعدادهم في فرنسا ، إلا إن المشكلة تكمن في أن الدستور الفرنسي لا يجيز عمل إحصائية سكانية على حسب الدين أو العرق أو اللون ، لأن هذا يُعتبر مخالفاً لحقوق الإنسان ، وسيُلاحظ أنّ به نوعاً من أنواع التَّفرقة الدينية أو العرقية ، ولذلك فإن الحكومة الفرنسية عندما تريد عمل إحصائية سكانية فإنها لا تضع بين البنود أي سؤال عن الدين أو العرق .

وقد ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن عدد المواطنين الفرنسيين المسلمين يتراوح بين 4.5 إلى 6 ملايين شخص ، في حين ذكر دليل بوبكر رئيس المجلس الفرنسى للعبادة للمسلمين وعميد المسجد الكبير فى باريس أن في فرنسا 7 ملايين مسلم ، وهناك من يذكر بأن عددهم يتراوح ما بين 8 إلى 10 ملايين .

توجد بعض الجهات المستقلّة التي أعدَّت تعداداً للسُّكان العرب أو المسلمين في فرنسا ، ومن بينها المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (INED): أكَّد بدراسةٍ أن أكبر نسبة من مسلمي فرنسا أصولهم من المغرب العربي ، حيث إنّ الجزائريين يشكلون نسبة 43.2 بالمائة ، والمغاربة بنسبة 27.5 بالمائة ، والتونسيين بنسبة 11.4 بالمائة ، ومن جنوب الصحراء الأفريقية بنسبة 9.3 بالمائة، والأتراك بنسبة 0.1 بالمائة ، وأخيراً يصل عدد الفرنسيين الذين كانوا نصارى وتحوَّلوا للإسلام إلى سبعين ألف متحول للإسلام ، وهذا يعني أن نسبة العرب منهم تبلغ 82 بالمائة وهو رقم كبير .

وعلى الرغم من عددها الكبير ومما تتعرض له من تهميش ومن انتهاك لحقوقها ، لم تتمكن بعد الجالية العربية والإسلامية في فرنسا من تشكيل "لوبي" أو جماعات هوية ضاغطة قوية ومؤثرة في صناعة القرار ، وفي الدفاع عن هذه الحقوق ضد الهجمة الشرسة التي تطالها .

الجالية العربية بشكل خاص والمسلمة بشكل عام ، ومازالت عاجزة عن فرض نفسها كقوة انتخابية لتتمكن من الدفاع عن نفسها وانتزاع حقوقها ، ويحسب لها حساب خلال الحملات الانتخابية رغم تعدادها الكبير ، بل على العكس صارت عند بعض المرشحين الفئة التي يجب حصد أصوات الناخبين عبر مهاجمتها ، خاصة في معسكري اليمين واليمين المتطرف .

لا ينقص الجالية العربية في فرنسا سوى الإرادة الصادقة ، لإيجاد لوبي عربي نافذ وقوي يصل إلى حجم الجالية وطموحها ، والتحديات المختلفة التي تواجهها ، وقد تكون اللقاءات على قواسم مشتركة بين اتحادات الطلاب العربية والمنظمات المجتمعية المختلفة في فرنسا مدخلاً للارتقاء بالجالية العربية في فرنسا إلى مستوى الطموح .

إن وجود عدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والفنانين والطلاب الجامعيين ورجال الأعمال العرب في فرنسا سيساعد بكل تأكيد في تعزيز فكرة العمل على تأسيس لوبي عربي منظم وفاعل .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل