جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 11:58 صـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

جزيرة الروضة إنشئت بها قصور لأمراء أسرة محمد علي

جزيرة الروضة جزيرة كبيرة تقع في النيل بدأت أهميتها الحربية منذ الفتح العربي، فقد لاذ بها زعماء الروم عند محاصرة الحصن وأقاموا داخل أسوارها المحيطة بها وعن ذلك طلب المقوقس الصلح ولكن لما انتهت المفاوضات بالفشل غزا العرب تلك الجزيرة واستولوا عليها. وعند ذلك دك عمرو بن العاص أسوارها وبقيت مجردة عاطلة حتى أيام بن طولون،نهض ذلك الأمير بإعادة بناء أسوارها وحصونها وشيد فيها القصور وداراً لصناعة السفن الحربية وكان فيها ديوان الجهاد.

قوات الأمن بشمال سيناء توجه ضربة إستباقية وتقتل عنصرين إرهابيين

وعرفت الجزيرة بالروضة نسبة إلى البستان الذي أنشأه في نهايتها الشمالية الأفضل شاهنشاه بن أمير الجيوش ليكونا على مقربة من الأزهر و يواجه طرفها الشمالي حي جاردن سيتي، والطرف الجنوبي أمام مصر القديمة، ويربطها ببر جاردن سيتي كوبري المنيل، وببر مصر القديمة كوبري الملك الصالح وكوبري الجيزة (عباس سابقاً). أما كوبري الجامعة فيوصل الجزيرة بالجيزة أمام جامعة القاهرة.

شهدت جزيرة الروضة في زمن أسرة محمد على نشاطا كبيرا فقد حفلت بقصور وبساتين عديد من الباشوات والبكوات، ومن أهمها بستان إبراهيم باشا بن محمد علي ، بالجزء الشمالي من الجزيرة، وقد أنشأه على طراز أوروبي وجمع فيه النادر من الأشجار والزهور التي أدخلت إلى مصر من أوروبا وأمريكا والهند. وقال عنه علي مبارك والناس يترددون على اختلاف طبقاتهم إلى البستان المذكور في أيام شم النسيم وهو من أعظم البساتين لأحتوائه على الأشجار المتنوعة الغربية المجلوبة إليه من البلاد البعيدة واحتوائه ايضا على أصناف الحيوانات والطيور وبه خلجان من النباء تجرى فيها الماء، ومغارة معمولة من الودع وجبلاية مصنوعة مغروسة بالأشجار والأزهار ويحيط بالبستان المذكور رصيف من الثلاث جهات".

ويمثل موقع البستان الآن القصر العيني الجديد. أما في جنوب الجزيرة فقد أقام حسن باشا المناسترلي قصرا كبيرا وكوشكا في سنة (1267هـ/1851م) وهذا الكوشك (السراي) قد حل محل جامع المقياس الذي ترجع أصوله إلى زمن الخليفة المستنصر الفاطمي، وقد كان قد تعرض للتدمير من جراء انفجار مصنع البارود الذي كان بالقرب من المقياس والذي صمم بمعرفة المهندس الفرنسي باسكالكوست

في(عام 1235هـ/1820م) وهذا الكوشك مبنى على الطراز الأوربي المسمى الباروك والروكوكو، وهذا الطراز انتشر بمصر من عصر محمد علي، والكوشك عبارة عن صالة كبيرة تحفها الحجرات، وهذا الطراز من المباني كان يبنى من الخشب وتكسى حوائطه بالحلفا والجبس وتنقش عليه الزخارف ويكون من دور واحد. أما القصر الكبير الذي كان أمام الكوشك فقد اندثر الآن ومحله الآن محطة المياه الموجودة شمال الكوشك، وقد تخلف من هذا القصر سلسلبيل معروض حاليا بالحديقة المتحفية بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.

وكانت جزيرة الروضة أيام (علي باشا مبارك) يشغلها من الجنوب المقياس وسراى المناسترلي وشمالها بقليل تقع سراى وبستان سليم باشا الجزائرلي مطلة على سيالة الروضة وشمالا منه بستان السادات الوفائية ثم أرض الست البارودية وبها زاوية أبي زيد البسطامي ثم أرض حسن باشا يجن وبستان شاكر بك ثم بستان وقصر على باشا شريف ثم بستان وقصر على باشا ذو الفقار ثم بستان وسراى للخديوي إسماعيل، ويفصل هذا القصر عن قصر والده عباس باشا الأول الطريق الموصل لجامع قايتباي، وفي شمال الجزيرة بستان إبراهيم باشا ابن محمد علي. أما الجانب الغربي من الجزيرة فيذكر على مبارك أنه كان يوجد من الجنوب سراي أمين باشا ثم أرض حسين باشا يجن ثم أرض على باشا شريف ثم أرض تعلق الخديوي إسماعيل ثم أرض أحمد باشا المنكلي ومنزل وبستان ورثة خليل بك ، ثم القرية المعروفة بالمنيل ثم ثانية أرض ورثة أحمد باشا المنكلي ثم قصر وبستان قاسم باشا، ويتوصل منه إلى الفرع الشرقي بطريق مظلل بالأشجار.

هذا ويوجد حاليا مسجد يسمى مسجد الدريني يقع شمال شرق جامع صلاح الدين داخل حرم كلية طب الأسنان، وكان يقع أيام على مبارك غرب بستان إبراهيم باشا، وهو مسجد قديم غير معروف تاريخ إنشائه لأول مرة، وقد جددته زوجة الهامي باشا ابن عباس حلمي الأول وهي والدة السيدة أمينة زوجة الخديوي توفيق التي عرفت بأم المحسنين، وبالمسجد المذكور ضريح الشيخ الدريني الذي توفى في سنة (697هـ/1297م) ويذكر على مبارك أنه لم يدفن به وإنما دفن في بلدته درين. وفي منتصف هذا القرن قسمت أرض المنيل إلى شوارع وتحولت أراضيها إلى مباني، وأطول شوارعها حاليا شارع المينل الذي يخترقها من الجنوب إلى الشمال، بينما يقطعها من الشرق للغرب شارع الروضة الذي يمتد عند كوبري الملك الصالح إلى كوبري الجيزة (كوبري عباس سابقاً).وكان يقيم حسن صبري (رئيس وزراء سابق) في مسكن خاص وكانت تقع في مواجهة مشرب أحمد عبده، كذلك أحمد علي. وكان يتردد طلعت حرب في أيام التلمذة على مقهى (أحمد أفندي في خان الخليلي) ومكانها اليوم مقهى(الحرم الحسيني)هذا إلى جانب رجال الأدب والفن والموسيقى الذين كانوا يجتمعون (ليدندنوا)أو يتنادرو فيما بينهم.