جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 03:26 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

معبد ابو سمبل مقصد سياحي عالمي يشهد حدث علمي مرتين في العام

معبد ابو سمبل
معبد ابو سمبل

معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان أشهر المعابد الأثرية في مصر والعالم ومقصد سياحي هام يجذب الزائرين من مختلف دول العالم،وترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة، توافق الأولى 22 أكتوبر والثانية 22 فبراير من كل عام.

قصر عائشة فهمي تحفة معمارية ومقصد سياحي عالمي

رمسيس الثاني يبني معبد ابو سمبل

قام الملك رمسيس الثاني رمسيس الثاني ببناء معبد أبو سمبل (حوالي 1303 ق.م - 1213 ق.م)، وهو أشهر ملوك مصر من عصر الدولة الحديثة، ويُعتقد بأنه جلس على العرش وهو في أواخر سنوات المراهقة وحكم مصر في الفترة من 1279 ق.م إلى 1213 ق.م لفترة 67 عاما.

تصميم معبد ابو سمبل

يتميز معبد ابو سمبل بتصميم معماري فريد، حيث نحتت واجهته في الصخر وزينت بأربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني، يصل طول الواحد منها إلى حوالي 20 مترا، ويلي الواجهة ممر يؤدي إلى داخل المعبد الذي نقر في الصخر بعمق 48 مترا، وزينت جدرانه مناظر تسجل انتصارات الملك وفتوحاته، ومنها معركة "قادش"، التي انتصر فيها على الحيثيين، بالإضافة إلى المناظر الدينية التي تصور الملك في علاقاته مع المعبودات .

يضم ابو سمبل اثنين من أهم المعابد الصخرية في أقصى جنوب مصر، وهما أبو سمبل الكبير الذي كان مكرساً لعبادة "رع حور آختي" و"آمون رع" و"بتاح" والملك نفسه، وذكر أن المعبد بالكامل منحوت في الصخر، ويمثل إحدى معجزات الهندسة المعمارية في العالم القديم، كما استغرق نحت المعبد 20 عاماً وتم تنفيذ محور المعبد بحيث يسمح باختراق آشعة الشمس إلى قدس الأقداس مرتين كل عام يومي 22 أكتوبر و22 فبراير.

ومعبد أبو سمبل الصغير الذي يقع على بعد 100 متر من المعبد الأول والذي كرس للمعبودة حتحور والملكة نفرتاري الزوجة الرئيسية للملك، فقد أهداه الملك رمسيس الثاني للملكة نفرتاري زوجته ومحبوبته، وتزين واجهته 6 تماثيل ضخمة متساوية الحجم تمثل الملك والملكة في إظهار واضح للمكانة العالية التي تمتعت بها الملكة لدى زوجها.

يمتد معبد ابو سمبل إلى داخل الهضبة بعمق 24 متر، وتزين جدرانه الداخلية مجموعة من المناظر الرائعة، التي صورت الملكة تتعبد للآلهة المختلفة إما مع الملك أو منفردة.

ابداع تعامد الشمس داخل المعبد

ويظهر الإبداع المعماري لهذا المعبد مع تتابع تعامد أشعة الشمس على أقصى مكان داخل المعبد، وهو ما نسميه "قدس الأقداس" حيث يجلس الملك رمسيس الثاني، وبجواره تماثيل للمعبودات "آمون رع" و"رع حور آختي" و"بتاح" معبود العالم الآخر، تشرق أشعة الشمس على هذه التماثيل ما عدا تمثال "بتاح" لكونه معبود العالم الآخر والذي يجب أن يتصف بالظلام.

وأطلق اسم "أبو سمبل" على الموقع الأثري الرحالة السويسري يوهان لودفيج بوركهارت، المعروف باسم إبراهيم بوركهارت، الذي اكتشف الموقع عام 1813، حين اصطحبه إلي هذه المنطقة طفل يدعى "أبو سمبل".

نقل معبد ابو سمبل

في عام 1960 كان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وبناء خزان المياه بعد بناء السد العالي في محافظة أسوان على نهر النيل.

وتكلف مشروع إنقاذ المعبد حوالي 40 مليون دولار أي ما يوزاري مبلغ 14 مليون جنيه مصري في ذلك الوقت تم جمعها لإنقاذ المعبد، وكانت الأيدي العاملة بالكامل من العمال المصريين، وكان الاتفاق أن لا يزيد سمك القطع عن 6 ملم، ونجح العمال المصريين في تحقيق أقل من هذا حيث بلغ سمك القطع 4 ملم فقط ، كما بلغ إجمالي عدد القطع حوالي 1142 قطعة بما يوازي 250 ألف طن، ونقل المعبد على بعد 210 متر غرب مكانه الأصلي ويرتفع حوالي 65 متر عن سطح الأرض، وشارك حوالي 2000 عامل مصري في تنفيذ هذا المشروع.