جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 09:37 صـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
كمامات بـ4 ملايين جنيه.. إحالة 3 مسؤولين بمستشفى الشيخ زايد المركزي للمحاكمة تعطل عمليات السحب والإيداع بماكينات البريد خلال ساعات مركز خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة دمنهور يعقد فعاليات اليوم الأول لدورة التحاليل الطبية خبير اقتصادي: مؤشرات البورصة المصرية حققت أداءا جيدا الفترة الحالية تكليف سمير البلكيمى وكيلا لمديرية التموين بالبحيرة مدبولي ..الاسعار ستأخذ مسارا نزوليا بدأ من الاحد القادم التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر خلال القافلة التنموية لجامعة دمنهور جامعة دمنهور تطلق مشروع لانتاج نواقل خلوية نانوية الحجم من النباتات العضوية (FarmEVs) جامعة دمنهور تحتفل بيــــــوم التراث العالمي استكمال رصف فرعيات شارع الجمهورية بحوش عيسى بتكلفة إجمالية 4 مليون و 500 ألف جنية وزارة الصحة بالشرقية يتابع الخدمات الطبية بمستشفى الزقازيق العام المخرجة السويسرية «عايدة شلبفر » مديرا للأفلام الروائية بمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي

قصر الزعفران تحفة معمارية بناه مهندس إيطالي لتخليد الخديوي إسماعيل

قصر الزعفران
قصر الزعفران

قصر الزعفران قصرٌ مَهيبٌ وهو تحفة معمارية فخمة، كان شاهدًا أحداث تاريخية، ارتبط اسمه بالخديوي إسماعيل، بناه المعماري الإيطالي أنطونيو لاشياك عامي 1901-1902 ، للأميرتين جنانيار هانم وجشم آفت هانم أرملتي الخديوي إسماعيل، وتخليدًا لذكرى الزوج الفقيد.

تصميم قصر الزعفران

وطلبت ارملتي الخديوي إسماعيل من المهندس المعماري أنطونيو لاشياك بوضع وحدات زخرفية تمثل المونوجرام الخاص بالخديوي إسماعيل، بالحرف الأول من اسمه داخل إكليل نباتي مكون من غصنين متقابلين في شكل دائري يعلوهما التاج الملكي ذو الهلال، كأحد الشارات الملكية التي عرفت للحكام والأمراء من عصر أسرة محمد علي.

قصر رأس التين بالأسكندرية بناه محمد علي وشهد زوال حكم أسرته في مصر

مكونات قصر الزعفران

شيد لاشياك قصر الزعفران بالحجر الجيري من دورين وبدروم وسطح يشغله مجموعة من الغرف الخدمية، تبلغ مساحة البدروم 1504 متر مربع، أما مساحة كلا من الطابقين الأرضي والأول فهي 1377 مترا مربع، ويفتح على هذا القصر خمس مداخل اثنان رئيسيان في الجانبين الشمالي والجنوبي، وآخران فرعيان، إضافة لمدخل يُفضي للبدروم.

طراز بناء قصر الزعفران

وقد بني القصر متأثرًا بطراز فن الباروك، ويميزه العناصر الزخرفية المتنوعة الأشكال، والتي اشتملت على باقات الورود، وفروع الأزهار المتناثرة في الواجهات الأربع للقصر، والتي تميزت بتكدس الوحدات النباتية، وكذلك في الكتل البارزة للواجهات، فكانت مزدحمة بالوحدات الزخرفية المكونة من فروع النباتات والفاكهة والأزهار المتناثرة على الواجهات. أما النقوش الداخلية فهي متأثرة بزخارف الباروك وبعض ملامح من طراز الروكوكو، الذي يعد امتدادا لفن الباروك بتكثيف النقوش النباتية، كاستخدام الأكاليل المشكلة من الزهور، واستخدام ألوان الباستيل الدافئة، وهذا ما يظهر أيضا في الأشغال المعدنية، كما جمعت زخارف القصر الداخلية بين الطراز القوطي الذي يتضح في كثرة استخدام الزجاج المعشق بالرصاص، وفي البريجات الصغيرة التي تعلوا الواجهات.

تناسق قصر الزعفران

ويتميز القصر بالتناسق المثلي (السمترية) في تخطيط القصر، وبين أجزاء الواجهة، واستخدام السلم الكبير البيضوي الذي يعد أبرز عنصر معماري في البهو الكبير، وافتراش الأرضيات بخشب الباركيه بنظام السبعات والثمانينات، إضافة إلى استخدام الأعمدة أمام الفصوص وهو ما يبدو في بهويّ الطابقين الأول والثاني، وكذلك الثراء الزخرفي في الداخل لاسيما الزخارف المنفذة بنظام الفورمات التي اشتهرت بها مباني الباروك والركوكو وتغطية الزخارف الجصية بالألوان الذهبية والفضية.

سبب تسمية قصر الزعفران بهذا الاسم

وقد اختلفت الآراء في سبب تسمية القصر بالزعفران، وكل ما ذكر ربما يكون مجرد آراء متواترة؛ فذكر أن الوالدة باشا خوشيار هانم أصيبت بمرض غريب، ونصح الأطباء باللجوء لسكن هادئ تحيط به نباتات الزعفران، فأقام إسماعيل باشا هذا القصر، وذكر أيضًا أن المنطقة التي بنى فيها كانت مشهورة بنمو نبات الزعفران المعروف بجمال لونه الأصفر وغلو ثمنه، وقد يكون الرأي الأصوب، أن القصر أخذ اسمه من المكان، الذي تميز بوجود مساحات واسعة مزروعة بنبات الزعفران.

بعد وفاة الأميرتين، وشراء السلطان أحمد فؤاد للقصر، وافق في 1921 على إحلال مدرسة ثانوية جديدة فيه، وأطلق عليها اسم مدرسة السلطان فؤاد، ثم حلت الجامعة المصرية محل المدرسة في 1925، ثم اشترته وزارة الخارجية عام 1930، وحولته إلى قصر ضيافة لكبار الشخصيات، وشهد قصر الزعفران المفاوضات المصرية البريطانية المعروفة بمعاهدة 1936، وإقرار ميثاق الجامعة العربية والتوقيع عليه في 1945، ثم مفاوضات الجلاء المصرية البريطانية في 1946، بالإضافة إلى أنه كان حاضنا للعديد من الحفلات الخاصة.

تحويل قصر الزعفران الي مبني تعليمي

في 1950 أصدر الملك فاروق قرارًا بإنشاء جامعة إبراهيم باشا الكبير، وتبنى الدكتور طه حسين وزير المعارف مشروع إنشاء الجامعة، وكانت هناك 8 كليات متفرقة فيها، ثم وافقت لجنة انتقاء المواقع بوزارة الأشغال في 1951 على تخصيص قطعة أرض تبلغ مساحتها 196 فدانًا من أملاك الحكومة لتكون موقعًا لبناء كليات الجامعة الجديدة، وفي 1952 أهدى اللواء محمد نجيب قصر الزعفران لجامعة إبراهيم باشا، فانتقلت إليه إدارة الجامعة الجديدة.

 ضُم قصر الزعفران إلى مباني الجامعة، وفي 1954 تم تغيير اسمها إلى "هليوبوليس"، ثم تغير في السنة نفسها إلى "عين شمس". بدأت الجامعة بالتوسع ببناء الحرم الجامعي حول قصر الزعفران في 1962، وأنشئت المباني الجديدة، وبدأت قرارات إنشاء كليات الجامعة واحدة تلو الأخرى حتى أصبح عددها 17 كلية ومعهد عالي واحد.