جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 06:46 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تعرف على قصة عالمة الذرة سميرة موسى

"لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان، وسأستطيع أن أخدم قضية السلام" ... كانت تلك آخر رسالة لشهيدة العلم و الوطن العالمة سميرة موسى والتي خرجت و لم تعد !!!

ولدت سميرة موسى في الثالث من مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية بمصر ، تعلمت سميرة منذ الصغر القراءة و الكتابة، و حفظت أجزاء من القرآن الكريم و كانت مولعة بقراءة الصحف وكانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته .

تعلمت سميرة في المدارس الاولية في قريتها ثم انتقلت الى القاهرة حيث كان والدها يمتلك فندقا بحي الحسين و التحقت بمدرسة قصر الشوق الابتدائية ثم بنات الاشراف الثانوية وبعد ذلك التحقت بكلية العلوم قسم الفيزياء .

تتلمذت سميرة موسى على يد الدكتور مشرفة تلميذ انشتاين ، واثبتت نبوغ وعبقرية وبعد ان تخرجت عام ١٩٤٢ اصبحت معيدة بكلية العلوم وواصلت ابحاثها وتجاربها المعملية في كلية العلوم والطب او اللجان العلمية المتخصصة المسئولة عن مؤسسة الطاقة الذرية ، وقد حصلت سميرة على الماجستير في التوصيل الحراري للغازات وفيما بعد حصلت على الدكتوراة وكان موضوعها عن خصائص امتصاص المواد للاشعة وبعد ذلك قدمت سميرة العديد من الابحاث .

وللأسف على الرغم من كثرة الأبحاث والدراسات التي قامت بها الدكتورة سميرة إلا أن معظمها لم يصل إلينا، كان أملها دوماً أن تستطيع تسخير الذرة لخدمة الإنسان في المجالات السلمية والطبية كالعلاج بالذرة وقد تطوعت في مستشفيات القصر العيني من أجل مساعدة المرضى في العلاج بالمجان .

أمنت الدكتورة سميرة موسى بمبدأ هام وهو التكافؤ في امتلاك الأسلحة النووية ، فلا تفرض دولة قوتها و هيمنتها على الأخرى، فأي دولة تسعى للسلام يجب أن تسعى له وهي في موقف قوة، وقد لفت انتباهها اهتمام إسرا. ئيل بامتلاك الأسلحة النووية وحرصها على الا يمتلك غيرها مثل هذا النوع من السلاح ، مما رسخ في فكر سميرة أهمية مجاراة التقدم والحصول على ميزة التسلح بنفس أسلحتهم، خاصة بعد ما عاصرته من مأساة القنبلة النووية التي أسقطها الأمريكان على كل من مدينتي هيروشيما وناجازاكي عام 1945 في الحرب العالمية الثانية .

وسافرت سميرة عام ١٩٥٢ في بعثة تعليمية الى الولايات المتحدة الامريكية ، ولم تكن تعلم ان عيون العد.و تترصدها و انه قد صدرت الاوامر بتصفيتها !!

وفي ١٥ اغسطس ١٩٥٢ كانت سميرة على موعد لزيارة احد المفاعلات النووية الامريكية ، وقد جاءها اتصال قبيل موعدها بانه سيأتي لها مرشد هندي ليصحبها الى المفاعل ، فيصحبها في طريق جبلي ، وعلى ارتفاع ٤٠٠ قدم و فجأة تظهر سيارة نقل تصدم السيارة التي تستقلها سميرة ، ويقفز المرشد الهندي لتسقط السيارة اثر الاصطدام القوي لتهوى بسميرة بقوة في عمق الوادي وينكر المسئولون عن المفاعل الامريكي انهم ارسلوا ذلك الهندي!!

وترحل سميرة شهيدة العلم و الوطن مخلفة وراءها غموضا ولغزا حول واقعة وفاتها المفاجئة!! .