جريدة الديار
الأحد 12 مايو 2024 02:40 مـ 4 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

من ذئاب الجبل إلى نسل الأغراب.. دراما الصعيد لم يتبقي منها إلا الشارب والجلباب

اعتاد المشاهدون علي رؤية الدراما التي تجسد الصعيد وتنم عن الأصالة والعراقه التي يتميز بها صعيد مصر وأهله، ولم تغب عن الاذهان مسلسلات السنوات الماضية مثل ذئاب الجبل والضوء الشارد وغيرها من الدراما التي كانت وما زالت حتي الآن محل إهتمام الأجيال من مختلف الأعمار.

وإحقاقا للحق نقول أن أبطال هذه المسلسلات كانوا أسطورة بداية من الفنان عبدالله غيث والفنان يوسف شعبان والفنان حمدي غيث ووصولا إلى الفنان ممدوح عبدالعليم.

ولأن الأسطورة لا تتكرر ولا يمكن تقليدها فقد انحدر مستوي التمثيل للدور الصعيدي في الدراما المصرية فلم نعد نري من صفات السابقين شئ فلا إتقان" عبدالله غيث " ولا حكمة "" حمدي غيث" ولا دهاء" يوسف شعبان " ولا تضحية" ممدوح عبدالعليم".

واستمر الانحدار التدريجي حتي كانت دراما الصعيد في رمضان هذا العام 2021 التي لاقت نقداً كثيراً من جماهير السوشيال ميديا.

وأشهر الأعمال التي طالها الإنتقاد كان مسلسل" نسل الأغراب" من تأليف وإخراج محمد سامي ويجمع بين أحمد السقا وأمير كرارة ومي عمر، وتدور الأحداث حول شاب نشأ في إحدى قرى الصعيد، يبحث عن الثأر لوالده الذي قتل على يد إحدى العائلات، وتحدث مفاجأة حيث يكتشف أن والده على قيد الحياة، ويحتدم صراع بين السقا وكرارة، الذي يلعب دور شرير، ويملك كل منهما جزيرة في النيل.

بدأت السخريه من أحداث المسلسل منذ بداية العرض ورأي المشاهدين أن هناك مبالغه في الأداء كما اعترض جماهير السوشيال ميديا علي دور الفنانين أحمد داش وأحمد مالك، مطالبين المخرج محمد سامي باختيار شخصيات من الصعيد نفسه يمتلكون صفات الجسديه والشكليه للصعايده، قائلين كان يجب عليه أن يجهد نفسه قليلاً ويذهب إلى محافظات الصعيد ولتكن سوهاج أو أسوان أو الأقصر ليختار شخصيه يليق بها تجسيد دور الشاب الصعيدي. كما انتقد المشاهدين ظهور الفنانه مي عمر تقود سياره فارهه وتسير لتقابل طليقها وعدو زوجها وسط الأراضي الزراعية، فأي صعيد هذا؟ وأين المرأه التي تفعل ذلك في الصعيد؟!. 

والجدير بالذكر أن صعيد مصر من المناطق الإداريّة والتقليديّة الأساسية في جمهورية مصر، وهي تمتدّ من الجهة الجنوبيّة لمدينة القاهرة وصولاً إلى السّودان، ويُعتبر صعيد مصر من المناطق الجغرافيّة المُرتفعة؛ التي تُشكّل وادي النيل والدلتا الجنوبيّة، وهو يتميّز بمعالمه الجغرافيّة والثقافيّة الخاصّة في مجتمعه، وقد كان في الماضي كياناً مُستقلاً عن منطقة الدلتا، ومن ثم تمَّ ضمّهما معاً؛ ممّا ساهم في تشكيل رابط بين صعيد مصر؛ المعروف باسم مصر العُليا، والدّلتا؛ المعروف باسم مصر الدُنيا.

وينقسَّم صعيد مصر إلى ثلاثة أقاليم، وهي: إقليم شمال الصعيد؛ الذي يشمل كلاًّ من محافظات الفيوم وبني سويف والمنيا، وإقليم وسط الصعيد؛ الذي يشمل محافظتي أسيوط والوادي الجديد، وإقليم جنوب الصعيد؛ الذي يشمل كلاًّ من محافظات سوهاج، وقنا، والأقصر، والبحر الأحمر، وأسوان، وامتداداتها الجنوبية حتى الحدود المصرية السودانية.

وخلاصة القول أن الدراما التي تجسد صعيد مصر الآن هي أشبه ما يكون بالمنتجات التي يتم تسويقها عبر مواقع التواصل الإجتماعى، بعروض مغريه والوان جذابة وخامات عالية فيخيل إلى الرائي أنها شئ عجاب فيقع في مصيدة الشركات ويطلب الأوردر الذي اختاره ليفاجأ بعد استلامه أنه مختلف تماما عما رأي في الإعلانات عندها يتأكد أن المعروض يختلف عن الحقيقه وهذا ما حدث في دراما رمضان هذا العام عن صعيد مصر.