العنف الرقمي يهدد العقول.. تحذير جديد من مرصد الأزهر
في عالم تتدفق فيه المعلومات بلا توقف، حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف من خطورة ترك العقول فريسة للكراهية والتضليل، مؤكدًا أن فقدان الوعي هو البداية الحقيقية لكل أشكال التطرف، والنهاية الصامتة لقيم السلام والتعايش.
وأشار المرصد في بيان له إلى أن أخطر ما يواجه الإنسان اليوم ليس نقص المعلومات، بل وفرتها المشوشة، حيث تختلط الأخبار الكاذبة بنظريات المؤامرة، وتُقدَّم المغالطات في صورة حقائق، ما يجعل الوعي الإنساني هدفًا سهلًا للاختطاف. وأضاف أن استقرار الكراهية داخل العقل يعني الهزيمة قبل خوض أي معركة فكرية.
العنف الرقمي.. خطر متصاعد يطال النساء بشكل خاص
وسلط البيان الضوء على تصاعد ظاهرة العنف الرقمي، باعتبارها واحدة من أسرع أشكال الإساءة انتشارًا في العصر الحديث، موضحًا أن ملايين النساء والفتيات حول العالم يتعرضن سنويًا لأشكال متعددة من هذا العنف، تشمل الملاحقة الإلكترونية، والتصيد، والتشهير، وصولًا إلى تقنيات التزييف العميق.
وكشف المرصد أن نحو 58% من النساء والفتيات عالميًا تعرضن لشكل من أشكال العنف الرقمي، بينما تشير الإحصاءات في المنطقة العربية إلى أن 60% من مستخدمات الإنترنت واجهن اعتداءات إلكترونية، مع تأكيد أن النساء أكثر عرضة للتحرش الإلكتروني بنحو 27 مرة مقارنة بالرجال.
كيف نحمي العقول من الكراهية؟
وفي إطار المواجهة، طرح مرصد الأزهر ثلاثة مفاتيح رئيسية لتعزيز الوعي المجتمعي:
التفكير النقدي: عدم التسليم بكل ما يُنشر أو يُتداول، وطرح الأسئلة الجوهرية: من المصدر؟ وما الدليل؟
التعليم الواعي: امتلاك القدرة على التمييز بين الحقيقة والتضليل، باعتبار التعليم حجر الأساس في بناء عقل محصن.
المسؤولية الرقمية: إدراك أن مشاركة المحتوى ليست فعلًا عابرًا، بل سلوك يؤثر في تماسك المجتمع، إما بالبناء أو بالهدم.
واختتم المرصد بيانه بالتأكيد على أن الكراهية ليست فطرة، بل سلوك مكتسب، ويمكن اجتثاثه عبر الوعي، والفهم، وتحمل المسؤولية، مشددًا على أن حماية العقول اليوم لا تقل أهمية عن حماية الأوطان.

















