جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 09:26 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

«زي اليوم ده».. وفاة عباس الأول خديوي مصر غريب الأطوار

عباس حلمي الأول
عباس حلمي الأول

هو عباس حلمى  الاول ابن طوسون باشا وحفيد محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة .
ولد في جده ثم انتقل إلى القاهرة وقد أعطاه جده "محمد على" رعاية فائقة وحرص على تدريبه على الحكم حيث أنه أكبر أفراد الأسرة العلوية سنا بعد عمه" ابراهيم باشا" .


وقدعهد إليه "محمد على " بالعديد من المناصب مثل مدير الغربية ومنصب الكتخدائية  الا ان "عباس الاول" لم يظهر شئ من البراعة أو الكفاءة لتولى تلك المناصب مما جعل "محمد على" ينهاه عن تصرفاته ويحذره من الاستهتار مرارا وتكرارا .


وقد اشركه عمه "ابراهيم باشا "في حروب الشام ورغم ذلك لم يبلي بلاء المقاتل الشجاع القادر على إدارة أملاك "محمد على" .
ومما جعل" ابراهيم باشا "أيضا لا يرضى عن تصرفاته ويسخط عليه لذلك اضطر  عباس الاول للهجرة لبلاد الحجاز وظل هناك حتى توفى ابراهيم باشا ويتم استدعائه ليخلفه في الحكم.


واستمرت فترة حكم عباس الاول من 1848-1854خلالها أساء معاملة أسرته حتى اضطروا إلى الرحيل الأستانة عاصمة الدول العثمانية أو باوروبا هربا من بطشه.
كما سعى إلى تولية ابنه إبراهيم من بعده بدلا من سعيد باشا ابن محمد على .


ومن الجدير بالذكر  ان عباس حلمى الاول عرف عنه أنه غريب الأطوار يسىء الظن بالناس ويأوى إلى العزلة  ويحتجب في قصره بعيد عن الناس والعمران وقد بنى قصرا في بنها على النيل ذلك القصر الذى شهد قتله

.
وهناك عدة  الروايات عن مقتله الاولى أنه كان يعانى من مرض الصرع الذى أودى بحياته.
والثانية مؤامرة دبرتها له عمته "نازلى هانم".
والثالثة قتله من خلال مماليكه حيث كان له حاشية من المماليك بقربهم إليه ويغدق عليهم الرتب العسكرية دون وجه حق أو كفاءة منهم .

إلا أن الخلاف دب بينه وبينهم نتيجة شكوى من احد غلمان المماليك يتهم فيها تلك الحاشية بالإساءة له فسرعان ما استجاب له الخديو عباس حلمى الاول وأمر بجلدهم وتجريدهم من رتبهم العسكرية وإرسالهم للخدمة في اسطبلات الخيل وهنا تدخل "مصطفي امين باشا" امين خزانة الوالى وطلب من الخديو العفو عنهم فاستجاب له وردهم إلى مناصب إلا أن الغل قد تمكن من قلوبهم وقرروا الانتقام 
وتامروا مع غلامين من المماليك المكلفين بحراسه الخديو أثناء نومه الاول يدعي "عمر وصفى "والآخر"شاكر حسين "وفي هذا الليلة جاء المتامرون وقاموا بقتله ولاذا الغلامين بالفرار.

وفي تصريحات خاصة للديار  يقول عاصم دسوقي استاذ التاريخ الحديث والمعاصرأن "الأرجح هو تعرض عباس الاول لمؤامرة على يد مماليكه فنازلى هانم كانت أضعف من ذلك ولن تصل الأمور بها لذلك خاصة أنه عرف بالشذوذ في علاقاته ".

وعن توقف حركة النهضة في عهد عباس الاول يشير دسوقي إلى أن فترة حكم عباس الاول كانت قصيرة  للغاية وكان يمتثل للضغوط الإنجليزية لوقف النهضة المصرية التى بدأت في عهد جده محمد على  حيث طلبت  انجلترا من الدولة العثمانية باعتبارها صاحبة الولاية على مصر أن يفتح محمد على السوق المصرية أمام المنتجات الإنجليزية لانه كان ينتج ويصدر ولا يستورد مما يسبب خسائر الصناعة الإنجليزية فقامت انجلترا بفرض معاهدة بلطة ليمان ومن بعدها معاهدة لندن لتقضي على مشروع محمد على ومن بعده السيطرة على الأوضاع من خلال أحفاده ومنهم عباس حلمى الاول ".
ومن الجدير بالذكر ان عباس الاول دفن في مدافن العائلة الخديوية بالقاهرة.