جريدة الديار
الأحد 5 مايو 2024 04:02 صـ 26 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

رحمك الله يا ابراهيم«ضحية قسوة ابيه»وشهيداخطر الامراض النفسية

شريف الباز  شاب خلوق يبلغ من العمر17عاما،   محل اقامته «عزبة السرايا »بكرم ورزوق التابع لمركز فارسكور.

اقبل  ابراهيم على الانتحار نتيجة ضغوط نفسية وعصبية  شديدة جدا لم يحتملها ،«حيث لم يعد لديه اية طاقة ايجابية يرى بها الحياة،حتى ولو جزء بسيط «من شعاع الامل» او من نافذة المستقبل امام عينه وعقله وروحه .

ازداد كم الطاقات السلبية حول ابراهيم والتفت عليه الدائرة ،واقفلت عليه ابواب الحياة فى عقله وفى نفسه وسيطر عليه الشيطان ؛ولم يعد يرى  من الحياة الا الظلام ،فاسودت عليه الحياة ، عندما  دخل فى حالة نفسية خطيرة و شديدة سيطرت عليه بشكل تام ،بسبب عدم وجود من يحنو عليه ؛وبسبب سؤ معاملة والده القاسية على حد ماتركه فى الرسالة.

 حدثت الكثير من هذه الحوادث ،لاننا فى مجتمع جاهل ،لا يوجد لديه الكثير من المعرفة ان النفس يجب ان تداوى وتتعالج ويحدث لها صيانة باستمرار، وان المرض النفسى لا يشوبه العيب،ومثله كمثل باقى الامراض ولكنه اخطرهم،لانه يتحكم فى مشاعر واحاسيس الانسان وهرموناته التى تؤثر على انشطة اجهزة الجسم المختلفة.

نحن فى مجتمع يسوده الجهل لا يؤمن بالامراض النفسية سوى انها امراض عصبية ومتخلفة،ولكن الامراض النفسية هى امراض خفية،تتعلق بالسلوك والافعال والتربية والاخلاق ،تؤثر وتتوارث على الفرد  ثم الاسرة ثم على المجتمع . وقد تؤدى الى حدوث جريمة.

ويذكر ان ابراهيم  القى بنفسه بنهر النيل،اسفل الكوبرى العلوى بفارسكور.

وقد ترك الشاب رسالة عن سبب انتحاره عبر  صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»،قبل ان يتوجه الى الكوبرى ليلقى نفسه ،لينتحر.

تاركا رسالة لحبيبته معتذرا فيها عن عدم تنفيذ وعده معها،وانه لم يستطيع تعويضها فى هذه الحياة.

ودعى ابراهيم  فى هذه الرسالة لابيه بالهداية على الرغم انه السبب فى موته،وبعث رسالة لاهله من الاعمام على ان يحرصوا على امه واخواته،ورساله للاباء والامهات والمتزوجين، بان يحرصوا على عدم اهمال ابنائهم وتركهم وحدهم وكانهم غير موجودين.

 كتب« ابراهيم» رحمه الله ،ورقة فيها بياناته لبعض الاشخاص على الكوبرى،وسط اندهاش من المارة، فى ظل تواجد امنى مكثف لانتشال الجثة، وسط حزن تام يسيطر عالاهالى والمارة.

فمن يحمل وزر ابراهيم اذا ابراهيم ام اباه ؟

ولماذا لا يعاقب والد ابراهيم الذى تسبب فى انتحاره!

وهل ابراهيم مات كافرا ،ام انه ضحية لامراض نفسية توارثت عن قساوة الاباء على ابنائهم، وهل الله من الجائز ان يرحمه ويعذره لانه كان تحت سيطرة المرض؟؟

هذا ما يجاوب عليه دار الافتاء المصرية،المعنية بفتاوى الدولة،فرحمك الله يا ابراهيم ،انت وكل ضحايا الامراض النفسية الناتجة عن الظروف القاسية.