جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 03:14 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

عادل وليم يكتب عن مهندس توسيع الحرمين

محمد كمال اسماعيل مهندس توسيع الحرمين الشريفين ومصمم مجمع التحرير ودار القضاء العالي ولد في 15 سبتمبر 1908 في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية
درس في مدرسة ميت غمر الابتدائية بعدها انتقلت أسرته إلي مدينة الإسكندرية وهناك أنهي تعليمه الثانوي ليتوجه بعدها إلى القاهرة للالتحاق (جامعة فؤاد الأول) ودراسة الهندسة بها فكان واحداً من بين أفراد دفعته التي لم يتعد عددها سبعة دارسين. 

وقد تأثر بشدة بفن العمارة الإسلامية ليبدع فيه عقب التخرج ويكون ملهمه لعمل دراسة شاملة عن المساجد المصرية،كان أول مهندس مصري يحل محل المهندسين الأجانب في مصر،وكان أيضا أصغر من حصل على (وشاح النيل) (ورتبة البكوية) من الملك. 

بعد حصوله علي بكالوريوس الهندسة من (جامعة فؤاد الأول) في مطلع ثلاثينيات القرن الماضى سافر إلي فرنسا للحصول على الدكتوراه في العمارة من مدرسة بوزال عام (1933) ليكون بذلك أصغر من يحمل لقب (دكتور في الهندسة) تلاها بعدها بسنوات قليلة بدرجة (دكتوراه أخرى في الإنشاءات) وليعود إلي مصر ويلتحق بالعمل في مصلحة المباني الأميرية التي شغل منصب مديرها في العام 1948 كانت المصلحة وقتها تشرف علي بناءوصيانة جميع المباني والمصالح الحكومية لتصمم يداه العديد من الهيئات ومنها
( دار القضاء العالي_ مصلحة التليفونات_ مجمع المصالح الحكومية الشهير بمجمع التحرير) الذي أنشئ عام 1951 مائتان الف جنيه بالنسبة للإنشاءات ومليون جنيه بالنسبة للمباني التي بلغ ارتفاعها 14 طابقا

وكان لتصميم المبني على شكل القوس دوراً في تحديد شكل (ميدان التحرير) وما تفرع منه من شوارع على حد وصف شيوخ المعماريين في تلك الفترة 

وتعدأبرز البصمات التي تركها كان إشرافه على أعمال توسعة( الحرمين الشريفين)  (المكي والنبوي)
وبناء مجمع الجلاء (مجمع التحرير حالياً) للمصالح الحكومية ودار القضاء العالي ومسجد صلاح الدين بالمنيل
منحه (الملك فاروق) وشاح النيل ولقب (البكوية) ومنحته السعودية (جائزة الملك فهد) للعمارة. 

قدم إلى المكتبة العربية والعالمية (موسوعة مساجد مصر) في أربع مجلدات عرض فيها لتصميمات المساجد المصرية وطرزها وسماتها المعمارية التي تعبر كل منها عن مرحلة من مراحل الحضارة الإسلامية وقد طبعت تلك الموسوعة فيما بعد في أوروبا. 

ونفدت كما يقول المتخصصون فلم يعد منها أي نسخ سوى في المكتبات الكبرى وقد كانت تلك الموسوعة سببا في حصوله على رتبة البكوية من الملك فاروق تقديراً لجهوده العلمية،وقد توفي في عام 2008 عن عمر يناهز 99عاما