جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 03:13 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

في الذكرى الـ 48.. الجندي «بدري محمد حسن» يروي حكايات وأمجاد الجيش المصري وتضحيات وبطولات زملائه فى حرب أكتوبر

الجندى بدرى محمد حسن
الجندى بدرى محمد حسن

ترى في وجهه هيبة المقاتل وتعلو ملامحه السمراء صفات الجندي في قسمات وجهه قوة الرجل الصعيدي وطيبته، تسمع في صوته نبرة الحنين والحب الصادق لأرض مصر، لما لا وهو رجلا كان ضمن صفوف أبطالنا الذين عبروا قناة السويس وتحطمت تحت أقدامه وزملائه أكبر الأساطير الزائفة في العصر الحديث «خط بارليف المنيع» الأكذوبة الإسرائيلية الكبرى.

الجندي مقاتل «بدري محمد حسن» أحد أبطال حرب أكتوبر، ورقمه العسكري: ٥٤٧٤٦٣٣، والذي التحق بصفوف الجيش في 5 مارس 1970 واستمر في الخدمة حتى عام 1975، وكان ضمن الكتيبة 151 التابعة للواء 30 التابع لقطاع بورسعيد العسكري قيادة الجيش الثاني الميداني، وكانت خدمته في القيادة الرئيسية لسلاح الإشارة ببورسعيد برأس العش، تحت قيادة المقدم أنور علي حسانين قائد الكتيبة، واللواء طلعت مسلم قائد اللواء التابعين له.

«تلقي الأوامر العليا من قيادات الجيش وحل شفرتها سواء كانت أبجدية أو موريس»، هي المهمة الأساسية التي قام بها الجندى «بدري» ابن محافظة قنا.

ويروي أنه كان ينظر لمهمته على المستوى الشخصي بتلقي التعليمات وتسليمها لقائد الكتيبة الذي يقوم بدوره بتنفيذها، عملية سهلة وبسيطة، رغم أنها كانت معقدة، حيث يقوم بتسجيل الرصد يدويًّا في كشكول بعد أن يتلقى المعلومات التي على الجهاز ويحولها إلى الكابينة والتي كانت تقوم بالتسجيل إلكترونيًّا على لوحة.

وتابع البطل «بدري»، هذه المهمة التي تبدو على المستوى الشخصي سهلة وبسيطة كانت تعني في الكثير من الأوقات الحفاظ على أرواح الكتيبة بأسرها وتنفيذ العمليات وتلقي تعليمات الارتكاز والانسحاب وغيرها من الأمور العسكرية والمهام الخاصة بالحروب.

مضيفا، أن القاصي والداني يعي جيدا أهمية وخطورة سلاح «الإشارة» والذي يعتبر بمثابة شريان الحياة الرئيسي في المعارك الحربية، وكان له دورا جليا في حربي الاستنزاف وأكتوبر73.

 

وتطرق البطل «بدري»، بحديثه عن الدور الجلي الذي قام به سلاح الإشارة في حرب أكتوبر73، حيث كانت مهمة السلاح تتلخص في تأمين عملية بث واستقبال وإرسال الإشارة بين القيادات والضباط، ومواجهة «شوشرة» العدو الإسرائيلي على الترددات المصرية، وإعاقتها عن طريق المناورة بالترددات المختلفة، وكذلك رصد ترددات العدو وتحديد تحركاته وأماكن تمركز الجنود والسيارات والدبابات والطائرات، حتى إننا كنا نحدد بالأسماء الأشخاص التي كانت في هذه المعدات والآليات، ونضعها بين يدى قوات الإغارة على العدو بهدف الحصول على أسرى أو وثائق أو معدة مما تجعل العدو كتاباً مفتوحاً أمامهم.

العبور للنصر

بثقة المنتصر ولهجة الفرح والفخر، قال الجندى «بدري»، كنت ضمن طلائع العبور الأولى التي عبرت قناة السويس واقتحمت خط برليف ودمرته وفتحت الطريق لباقي القوات للعبور، ومن ثم إلى النصر العظيم الذي تحقق ومازال يشهد به العالم، مشيدا بما قام به زملائه من الجنود والصف والضباط خلال حرب العزة والكرامة.

متابعا: كانوا أبطالا حقيقيين وقفوا في وجه العدو بكل شجاعة وبسالة، ضحوا بحياتهم من أجل وطنهم الغالي، ومن أجل الأجيال القادمة ومستقبلها وحتى لا يعانوا مما عانت منه مصر في تلك الفترة.

وأشار إلى أن زملائه من قوات الصاعقة دائما ما كانوا يقومون بعمليات ضد العدو الإسرائيلي على شط القناة الآخر، والذين كانوا يختبؤون خلف الساتر الترابي والدشم الإسرائيلية والتي كانوا يدعوا أنها حصونا منيعة.

مضيفا، دائما ما كانوا يتفاخرون بها أمام جنودنا المصريين ليثبطوا من عزيمتهم، ولكن رجالنا بالصاعقة كانوا يرفعون الروح المعنوية لجنودنا بعملياتهم المباغتة خلف خطوط العدو، وكانوا يأتون بأسرى ليكونوا خير دليل على نجاح عملياتهم، فلقد كانوا ومازالوا فخرا لنا جميعا.

 

فترة اللاحرب واللا سلم

وتحدث البطل «بدري محمد حسن» عن الفترة التي سبقت حرب أكتوبر والتي كانت من أصعب الفترات التي مر بها الجيش المصري، حيث انخفاض الروح المعنوية لدى الجنود المصريين لعدم معرفة إذا كان هناك حربا قادمة لاسترداد أرضنا المغتصبة أم لا، ولكن في نفس الوقت كان لدينا إيمان بقدراتنا وحماس شديد لخوض الحرب والتضحية بأنفسنا من أجل وطننا الحبيب، مستطردا أن حرب الاستنزاف وما كان يتكبده العدو الإسرائيلي من هزائم وخسائر متلاحقة كانت تعيد الروح المعنوية للجنود مرة أخرى.

وأختتم البطل القنائي حديثه، رأيت بعيني في حرب أكتوبر73 ما لم أراه من قبل من أبطال يضحون بأنفسهم من أجل تراب وطنهم، لازلت أتذكر زملائي وهم يجعلون أجسادهم حائلا ما بين نيران مدافع العدو وبين زملائهم، كانت أشلاءهم تتطاير مئات الأمتار لكي يفسحوا مجالا لمئات الجنود لمواصلة العبور سالمين.

نعم فقدنا الكثير من الأصدقاء والأخوة في حرب أكتوبر73، ولكنهم مازالوا في قلوبنا نتذكرهم باستمرار ولن ننساهم أبدا، وأشعر بهم يحتفلون معنا بهذه الذكرى كل عام وكأن أرواحهم تطوف شتى أرجاء مصر مهللة بذكرى العزة والكرامة.. ذكرى أكتوبر«1973».