جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 11:41 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الدور الخفي لـ سوريا والسعودية والعراق لتحقيق نصر أكتوبر.. وهذا ما قام به سلاح الجو العراقي أثناء المعركة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم تكن حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام 1973 مجرد عملية عسكرية قامت على جبهتي مصر وشقيقتها سوريا ضد العدو الأول للأمة العربية فحسب، بل كانت معركة تاريخية فاصلة بدأ التفكير فيها والإعداد لها عقب حرب يونيو من العام 1967، حيث قررا كل من القيادتين في مصر وسوريا على إزالة وصمة الهزيمة التي مني بها العرب والتي نتج عنها احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية وسقوط هضبة الجولان السورية في قبضة إسرائيل.

بدأ الجيشان المصري والسوري الترتيبات لإطلاق حرب الاستنزاف التي اعتمدت على إضعاف العدو الإسرائيلي واستنزاف قواته من خلال عمليات عسكرية تنفذها مجموعات قتالية في العمق الإسرائيلي وتكبده خسائر في الأفراد والمعدات وصولا إلى معركة العزة والكرامة في ظهيرة يوم السادس من أكتوبر عام 1973 والتي انتهت بهزيمة العدو الأبدي للعرب، تلك الحرب التي أظهرت اللحمة العربية في أزهى صورها حيث شاركت 12 دولة عربية بمختلف الأسلحة في هذه الحرب معلنة بذلك التكاتف والوحدة العربية.

الجبهة السورية وتحديد ساعة الصفر

وفي هذا الصدد، يقول اللواء محمد رشاد مسئول ملف الشئون العسكرية الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر 1973: بعد حرب يونيو 1967النكسة بدأنا نضع تصورا للحرب القادمة مع إسرائيل، على الجبهتين المصرية، والسورية، كل على حدة، وبدأ التنسيق على أعلى مستوى بين الجيشين وفي سرية تامة، وتم البدء في القيام بعمليات عسكرية متقطعة كان الهدف منها أضعاف الجيش الإسرائيلي مرة بعد مرة وإنهاكه، حتى بدأ القيادتان المصرية والسورية يقتربان من وضع خطة للمعركة الفاصلة، وبالفعل تم الاتفاق على يوم السادس من أكتوبر وفي السادسة من مساء ذات اليوم، لكن كان للقيادة السورية وقتها رأي آخر وهو الذي جعل المشير أحمد إسماعيل كونه القائد العام الجيشين حينها، يسافر إلى سوريا في  3أكتوبر 1973وقبيل انطلاق الهجوم المصري السوري على القوات الإسرائيلية بساعات من أجل التأكد من جاهزية القوات السورية للمعركة والاتفاق على الموعد المحدد.

وحينها التقى مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري، والذي أخبره بأنه لا يمكن بدء انطلاق العمليات خلال هذا التوقيت على جبهة سوريا وينبغي البدء مع أول ضوء وعندها تم رفع الأمر إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، الذي اقترح أن يتم تنصيف اليوم إلى نصفين لتبدأ المعركة الساعة الثانية ظهرا، وبالتالي وافق عليه الرئيس الراحل أنور السادات.

القوات العراقية في حرب أكتوبر استبسال فوق العادة ومفاجأة مدوية

كانت مشاركة العراق في حرب أكتوبر 1973 مفاجأة لكلا من مصر وسوريا، وهذا لأسباب عديدة أبرزها انشغال العراق بتأمين حدوده الشرقية مع إيران وأزماته الداخلية مع الأكراد، ما يجعل من الصعب تحريك قواته، وعلى الرغم من ذلك اتخذ العراق قراره بالمشاركة في الحرب، وقام الرئيس أحمد حسن البكر وقتها بالاتصال بالرئيسين السادات والأسد وإعلامهما بأن القوات الجوية العراقية مستعدة لخوض الحرب، وذلك مع وجود طائرات عراقية من طراز "هوكو هنتر" في مصر منذ السادس من أبريل 1973.

وبلغ حجم القوات العراقية المشاركة في الحرب خمسة أسراب جوية مقاتلة، و60 ألف مقاتل و700 دبابة ومئات العربات المدرعة وآلاف سيارات النقل و12 كتيبة مدفعية (32)، ليس هذا وحسب بل شاركت القوات الجوية العراقية في الضربة الأولى، إذ حلّقت 24 طائرة بجانب 200 طائرة مصرية في الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر إلى مواقع العدو في شرق قناة السويس.

الدور القوي للسعودية في حرب العاشر من رمضان

وعن الدور القوي للمملكة العربية السعودية ودول الخليج في حرب العاشر من رمضان، يقول اللواء أركان حرب نبيل أبو النجا، قائد الكتيبة 85 صاعقة في حرب أكتوبر 1973: إن الدور الخليجي في حرب أكتوبر كان واضحا للجميع وضوح الشمس في كبد السماء، حيث لم يبخل الأشقاء في دول الخليج على مصر بالإمداد بالنفط والعتاد وحتى الأموال في هذه المعركة التي ساهمت وبشكل كبير في تحجيم النفوذ الإسرائيلي والصهيوني في الأراضي العربية، وأكدت على أن العرب وقت الأزمة يظهرون مدى ولائهم لأمتهم العربية المجيدة.

تابع أبو النجا: إن المملكة العربية السعودية لم تكتف بقرار حظر صادرات البترول مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء الرئيس الراحل أنور السادات بالملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بالسعودية في صيف أغسطس من العام 1973، حيث تبرعت بـ 200 مليون دولار أمريكي، بالإضافة إلى القيام بتدشين جسرا جويا لإرسال 20 ألف جندي إلى الجبهة السورية،

وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج؛ فوج مدرعات بانهارد (مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع، وقاتلت هذه القوات بجانب القوات السورية في معركة تل مرعي في يومي 20 و21 أكتوبر 1973 وصمدوا لأطول فترة ممكنة رغم القصف والهجوم الإسرائيلي العنيف والمكثف على التل.

نقلا عن العدد الورقي....