أبطال فيديو السجود للكلب «خلف القضبان»| البدل الزرقاء بديلا للبالطو الأبيض.. ونشطاء: الحكم انتصار جديد لدولة القانون

عاقبت المحكمة الاقتصادية بالقاهرة الطبيبين والموظف المتهمين في الواقعة المعروفة بـ "السجود للكلب" بالسجن لمدة عامين، مع تغريم كل منهم ١٠٠ ألف جنيه، وإلزامهم بدفع ٢٠ ألف جنيه للمجني عليه على سبيل التعويض المدني المؤقت.

البداية كانت بعدما أشعل فيديو الواقعة مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت إجراءات التحقيق في الفيديو سريعة، فرصدت وحدة الرصد والتحليل بإدارة البيان، بمكتب النائب العام، الواقعة، وتعرفت على المستشفى التي تمت بها الواقعة، وكلفت الشرطة بإجراء التحريات، والاستعلام عن المتهمين.

وأمر المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بإحالة المتهمين الثلاثة إلى المحاكمة الجنائية، بعدة تهم وهي: التنمر على ممرض بالمستشفى، واستعراض القوة والسيطرة عليه، وإثارة الفتنة وازدراء الأديان السماوية، عن طريق أمر الممرض بالسجود لكلب، وانتهاك الخصوصية عن طريق التصوير ونشر الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام حسابا خاصا بهدف ارتكاب تلك الجرائم والتعدي على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري.

اختراق الواتس آب

وقررت النيابة العامة ضبط وإحضار المتهمين، وجرى التحقيق مع الطبيب والموظف الظاهرين في الفيديو فقط، بسبب هروب الطبيب المصور "عمرو خيري" أستاذ جراحة عظام بكلية الطب جامعة عين شمس، وقد أنكرا المتهمين التهم المنسوبة إليهما، مبررين فعلتهم أنها كانت على سبيل المزاح المعتاد بينهم، وأنه تم اختراق الواتس آب الخاص بأحد الأطباء المتهمين، وتسريب الفيديو ونشره، غير أنهم أقروا بأنهم هم الموجودون بالفعل في الفيديو.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على الطبيب الهارب، مصور الفيديو، داخل أحد منازله بالقاهرة، وتم عرضه على النيابة العامة شرق القاهرة، ونفى المتهم التهم المنسوبة إليه بقوله: اللي حصل إن أنا شغال طبيب في مستشفى النزهة الدولي، وعندي ممرض اسمه عادل، بيشتغل معايا بقاله أكثر من 23 سنة، وبحكم العشرة اللى ما بينا أخدنا على بعض، وبقيت بعامله زى صديق، واتعودنا بعد يوم العمل الشاق، نهزر ونضحك وناكل ونصلي مع بعض، وهو كان بيجيلي البيت أحيانا، وفي مرة شاف الكلب بتاعي وقعد يلعب معاه، ولما الكلب بتاعي مات، أنا حزنت عليه جدًا، ولما عادل شافني حزين قالي أنت حزين ليه؟ رديت وقولتله عشان الكلب مات، وابتدى يهزر معايا ويضحك على حزني على الكلب.

وأكمل: وفي مرة كان عادل عندي في المكتب، وقعد يهزر معايا، ويقولي أنت لسه حزين على الكلب، وكان موجود فى العيادة السكرتير اسمه عمرو رفعت، والدكتور مسعد جمال الدين، وقعدنا نهزر مع عادل، وخليناه يلعب رياضة، ودي مش أول مرة، وأنا كنت بصوره فيديو وهو بيلعب رياضة، وبعد كده فوجئت إن الفيديو ده اتنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، والناس قعدت تهاجمني بعد انتشار الفيديو ده، وبسببه اتقبض عليا وجيت على النيابة، ودا كل اللى حصل.

وبرر فعلته في مداخلة هاتفية له في إحدى البرامج قائلا: "لو كل اتنين حصل بينهم هزار، الفيديو اللي بينهم تم نشره، هيحصل مشاكل في البلد وفتنة بين الجميع، وسبب تصوير الفيديو كونها أمور شخصية، وبدافع التهريج ليس إلا." 

تعرض ممرض للإهانة والتنمر

وقد استمعت النيابة إلى أقوال المجني عليه، عادل سالم، حيث أكد أن الفيديو تم تصويره منذ حوالي ستة أشهر، قائلًا: «أنا تعرضت للإهانة والتنمر من الطبيب بطلبه السجود للكلب أكثر من مرة، والفيديو تم تصويره منذ 6 أشهر»، نافيا ما قاله المتهمين بأن الفيديو تم تصويره منذ ثلاث سنوات، حيث قال: «كيف تكون الواقعة منذ 3 سنوات، والطبيب يظهر في الفيديو بارتدائه الكمامة».

الأمر الذي سبب حرجا له ولأسرته أمام أهالي قريته في محافظة القليوبية، فقال: «أنا طبعا مش قادر أواجه الناس، وأهلي في بلدي بمحافظة القليوبية» مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الإهانة من قبل الطبيب المتهم، مؤكدًا أنه لم يقبل هذا المزاح أو يرضى به أبدًا.

الشعور بالقوة وفرض السيطرة

وشخص أحد الأطباء المختصين في الطب النفسي، حالة الطبيب المُصور للفيديو، بأنه من الشخصيات السادية التي تستمتع بإهانة الآخرين وتعذيبهم، والتقليل من شأن المحيطين بهم، بهدف الشعور بالقوة وفرض السيطرة، وربما يكون السبب في ذلك تعرض الطبيب للقسوة في طفولته.

وطالب اتحاد الأطباء العرب بمحاسبة الطبيب وكل من عاونه في هذه الجريمة، مؤكدا حرص المنظومة الطبية على كرامة وحقوق جميع العاملين.

ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي

ولاقى الحكم ردود أفعال إيجابية واعتبروه انتصارا جديدا لدولة القانون، ودشن النشطاء هاشتاج يحيا العدل، والذي انهالت عليه التعليقات حيث يرى البعض أن الحكم سيجعل من المتهمين عبرة، قائلين: شكرا لنزاهة القضاء المصري، ولازم يكون فصل الدكتور عبرة لغيره، دا خبر جميل، يستاهلوا دا عقاب البشر ما بالكم بعقاب رب البشر.

وعبر النشطاء عن سعادتهم من العدالة الناجزة حيث اقتص القضاء من المتهمين خلال شهر، ويرى الجميع إن سرعة الحكم على الجناة يعد بمثابة إعلاء لراية القضاء المصري الشامخ، مشيرين إلى أن الحكم يعبر عما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي من تفعيل وإعلاء دولة العدل والقانون.