خفض الفايدة.. هل بدأ المواطن المصري يتنفس؟

في خطوة كانت منتظرة منذ شهور، أعلن البنك المركزي المصري مساء الخميس خفض أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 100 نقطة أساس، لتصل إلى 24% للإيداع و25% للإقراض، وذلك للمرة الثانية في عام 2025، في ظل تراجع معدلات التضخم وتعافي مؤشرات الأداء الاقتصادي.
لكن السؤال الذي يتكرر على ألسنة المصريين هو: "إحنا كمواطنين هنستفيد بإيه؟" وهل فعلاً خفض الفائدة هيخلينا نحس بفرق؟ وهل البورصة هتنتعش؟ والاقتصاد هيتحرك؟ تعالوا نجاوب على الأسئلة دي بلغة بسيطة.
1- العائد على المواطن البسيط: نفس طويل وفرص جديدة
المواطن البسيط مش هيشوف التأثير في يوم وليلة، لكن الانعكاسات جاية لو الحكومة لعبت صح:
تمويل أرخص للمشروعات الصغيرة: الشباب اللي عنده فكرة مشروع ممكن ياخد قرض بفائدة أقل، ويبدأ شغل، ويشغّل غيره.
انخفاض في أسعار السلع (مع الوقت): الإنتاج لما يزيد والمصانع تشتغل، العرض هيزيد، والأسعار ممكن تهدى.
أقساط أهدى على القروض: اللي عنده قرض عقاري أو تمويلي ممكن يستفيد لو الفائدة نزلت على القروض القائمة.
فرص عمل: مع التوسع في الاستثمار، هيزيد الطلب على الأيدي العاملة.
لكن كل ده مش هيحصل تلقائي، محتاج قرارات حكومية داعمة تضمن وصول الفايدة دي للناس مش بس للأرقام.
2- الاقتصاد الوطني: وقت التحرك لا التراخي
خفض الفائدة بيقلل تكلفة الاقتراض على الدولة نفسها، وبالتالي:
أعباء الدين العام هتنخفض.
الميزانية العامة هيتوفر فيها موارد ممكن تتوجه لدعم الصحة والتعليم.
تشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي: المستثمر بيحب يلاقي تكلفة تمويل قليلة وسوق فيه حركة.
لكن مهم إن الحكومة ما تقعش في فخ الاستسهال، لازم تركز على:
تسهيل الإجراءات.
إزالة العقبات أمام المشروعات.
الرقابة على السوق علشان الفايدة توصل للناس مش بس للأغنياء.
3- البورصة المصرية: وقت الصعود ولا لسه؟
خفض الفائدة في العادة بيكون خبر حلو للبورصة:
المستثمر بيبعد عن الودائع ذات العائد القليل ويتجه للأسهم.
الشركات المقيدة تقدر تقترض بأسعار أقل، فتكبر وتكسب أكتر.
المؤشرات ترتفع بسبب تدفقات السيولة.
لكن علشان البورصة تستفيد بجد، لازم يحصل:
دعم حكومي مباشر لسوق المال.
طرح شركات جديدة في البورصة.
تسويق داخلي وخارجي جيد لجذب المستثمرين.
4- ما المطلوب من حكومة مدبولي؟
الكرة الآن في ملعب الحكومة، وعلشان المواطن البسيط يلمس الفرق، لازم:
إطلاق برامج تمويل للمشروعات الصغيرة بفائدة مدعمة.
تشديد الرقابة على الأسواق لمنع ارتفاع الأسعار رغم انخفاض التكلفة.
استغلال توفير الفايدة في تحسين الخدمات العامة.
الحفاظ على استقرار سعر الصرف علشان ما نرجعش لنقطة الصفر.
توعية الناس بلغة بسيطة عن معنى كل قرار اقتصادي بيتاخد.
خفض الفايدة
خفض الفايدة قرار إيجابي، لكنه مجرد بداية في طريق طويل.
المواطن مش هيرتاح من أول خطوة، لكنه ممكن يبدأ يحس بالتحسّن لو الحكومة ربطت السياسة النقدية برؤية اجتماعية حقيقية. في النهاية، الاقتصاد مش أرقام على ورق.. الاقتصاد هو لما المواطن يفتح عينه الصبح ويحس إن بكرة أفضل.