جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 06:56 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

إزالة التعديات على حرم النيل وتبطين الترع والمصارف.. خطوات تساهم في النهوض بالزراعة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تحقيق الإدارة المثلى للمياه والاستفادة بكل قطرة، خطوات حثيثة تتخذها الحكومة بتوجيهات من القيادة السياسية لزيادة المساحات الخضراء وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ومضاعفة العائد من الحاصلات الزراعية، إلا أن التعديات على حرم النيل، وردم وتلويث المصارف والترع، كانت أبزر الأسباب في تقليل كميات المياه الصالحة للزراعة، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع الرقعة الزراعية.

وكانت أبرز تلك التعديات ردم مساحات مائية لإنشاء بنايات أو مقاهٍ أو أكشاك، أو حتى عمل مجرى مائي غير مقنن من الترع، ما تسبب في تبوير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية، وانتبه الرئيس عبد الفتاح السيسي لخطورة هذه التصرفات مما جعله يوجه في عدد من المناسبات على أهمية التصدي لهذه الظواهر لما تمثله من خطورة على توفير احتياجات مصر الزراعية.

ويرى الخبراء، أن جهود الدولة في إزالة التعديات عن حرم النيل والمصارف والترع، يساهم في استعادة الرقعة الزراعية التي تم تدميرها على مدار أعوام، حيث يساعد مشروع تبطين الترع على ترشيد المياه وتقليل الفاقد ويرفع كفاءة الري، ويقضي على تلوث المياه مما، ويضمن وصول المياه لنهاية الترع دون عوائق، مما يساعد في توفير المياه اللازمة للزراعة والقضاء على أحد أبرز الأزمات التي عانى منها المزارعين على مدار أعوام.

خطة استراتيجية للاستفادة من الموارد المائية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري: الدولة تتعامل مع تراكمات ٥٠ عاما، وقامت بإعداد خطة استراتيجية للاستفادة من الموارد المائية حتى ٢٠٥٠، بتكلفة ٥٠ مليون دولار باحتمالية زيادتها إلى ١٠٠ مليون دولار، وبلغت أعداد الإزالات حوالي ١٦٣ ألف حالة تقع في مساحة ٨.٢٧٥ مليون متر مربع.

وأضاف عبدالعاطي: تعتزم الوزارة التصدي لحالات التعدي في المهد بجميع محافظات الجمهورية، وهذا بمختلف إدارات الري والصرف؛ لكي يتسنى لنا ضمان سير العمل وتوفير احتياج الماء اللازم للزراعة.

وتحدث وزير الموارد المائية والري عن أهمية تأهيل المساقي بكافة المحافظات؛ لتحقيق التطوير الشامل للمنظومة المائية، حيث تم التنسيق مع وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي للبدء في تنفيذ قرار رقم ١٦١ لعام ٢٠٢١ والذي ينص على ضرورة تعميم نظم الري الحديثة.

المشروع القومي لتأهيل الترع

وبدوره ثمن الكاتب كرم جبر، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تنظيم الدولة المشروع القومي لتأهيل الترع، والذي يعمل على تحسين توزيع المياه، وكذلك مشروع التحول من الري الغمر لأحد أنظمة الري الحديث، بالإضافة إلى توعية المزارعين بهذا التحول.

وبحسب كرم جبر، فأن تبطين الترع أحد أهم المشروعات القومية، والركن الأبرز من أركان خطة الدولة في تعظيم الاستفادة من المياه وتوفير الاحتياجات المطلوبة لكل القطاعات بشكل عام وللقطاع الزراعي بشكل خاص.

تقليل الفاقد من مياه الترع

"وصول المياه إلى النهايات التي كانت تعاني من ضعف المياه"، بهذه الكلمات أكد أسامة الظاهر نائب وزير الري، أهمية تبطين الترع لتقليل الفاقد من المياه، مشيرا إلى أهمية مراعاة الاشتراطات الفنية والنسب الهندسية في عمليات التبطين لتحقيق الأهداف المرجوة، ثم المتابعة المستمرة للترع التي تم تأهيلها للحفاظ على ما تم تنفيذه.

وقال الظاهر: إن المشروع يهدف استعادة الترع لقطاعها التصميمي الأصلي قبل حدوث التآكل والاتساع بأبعادها وجوانبه، بغرض المساعدة في وصول مياه الري إلى نهاية الترع بشكل أسرع وتوفير حوالي ٥ مليار متر مكعب مياه، وإكساء سطح القناة الترابي بمادة "الجيوسيل" للمساهمة في تقليل فواقد المياه من التبخر.

التوزيع الجيد للمياه على الأراضي الزراعية

الدكتورة إيمان السيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، عددت فوائد تبطين الترع، قائلة: أهمها التوزيع الجيد للمياه على الأراضي الزراعية، ومنع نمو الحشائش على جوانب الترع والمصارف، وسرعة انتقال المياه، وتقليل معدلات تلوث المياه، وتقليل تكلفة صيانة المجاري المائية سنويا.

وترى رئيس قطاع التخطيط بوزارة الري، أن التبطين يوفر كميات مياه كبيرة من الفاقد، ويُساعد في مواجهة الزيادة السكانية ونقص المياه والتغلب على تغيرات المناخ، مشيرة إلى أهمية التغلب على الفاقد في شبكة التوزيع، ثم من الفاقد داخل الحقول، مؤكدة أن الفاقد الأكبر للمياه داخل شبكة التوزيع والتي يصل طولها إلى حوالي 30 ألف كيلو متر.

نقلا عن العدد الورقي...