جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 03:14 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

السنوسي يكشف للديار تاريخ فكرة إحياء «طريق الكباش» منذ 72 عاماً

الأثري أحمد السنوسي
الأثري أحمد السنوسي

مازال حديث الديار ممتد مع الباحث الأثري أحمد السنوسي ، عن طريق الكباش ، فبعد أن ألقى الضوء التاريخي على الطريق الذي بات حديث العالم المرتقب للإحتفال بإفتتاحه ، فاليوم يكشف السنوسي لقراء الديار حقيقة جديدة عن هذا الطريق.

أكد "السنوسي" أن فكرة احياء طريق الكباش الذى سوف يتم افتتاح في الأيام القادمة،تعود فكرته أصلا الى 72 عاما كاملة ، ولذلك شكرت كثيرا معالى الرئيس عبد الفتاح السيسى لجرأته ومساندته لاحياء هذا الطريق بالرغم من الصعوبات التي واجهت الاثاريين في هذه السنين الأخيرة وهى ثلاثة سنوات كاملة.

وترجع الفكرة أصلا لاكثر من 72 عاما وخاصة في عام 1949،حيث قام الاثارى المرحوم الدكتور زكريا غنيم بالكشف عن 8 تماثيل لابو الهول،ورغبته في اكتشاف المزيد حتى الوصول الى نهاية هذا الطريق،وهو يعتبر بذلك رحمة الله عليه رائد هذه الفكرة من الأساس.ولابد للتاريخ ان يسجل ذلك ولا ننسى أصحاب الفكرة على مدار كل هذه السنوات. و لكن مصر في هذه الفترة كانت مشغولة بالسياسة داخليا وخارجيا،فتوقفت الهيئة امام هذا المشروع وخاصة الناحية التمويلية له.

وعلى مدار الأعوام 1958 حتى عام 1960،قام الدكتور الاثارى الكبير محمد عبد القادر بالكشف عن 13 تمثالا لابى الهول،والتنظيف حول هذه التماثيل،ورغب في احياء هذه الفكرة أيضا،ولكن عوامل كثيرة منعته أيضا وخاصة التمويل.

وعلى مدار الأعوام من 1962 حتى  1964 قام الدكتور الاثرى محمد عبد الرازق بالكشف عن 64 تمثالا أخرى لابو الهول،ثم توقفت الفكرة تماما لمدة 38 عاما حتى كان عام 2002.

ففي هذا العام قام الدكتور الاثرى محمد الصغير بالكشف عن الطريق الممتد من الصرح العاشر حتى معبد موت، و الطريق المحاذي باتجاه النيل،ثم جاء الاثرى الكبير الأستاذ منصور بريك بإعادة أعمال الحفر،للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد وطريق المطار وشارع المطحن،بالإضافة إلى قيامه بصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة ورفعها معماريا وتسجيل طبقات التربة،لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور،وهو ما ألمح لفكرة إعادة إحياء الطريق.

ثم جاء سيادة اللواء الدكتور سمير فرج،محافظ الأقصر الأسبق،وتبنى  فكرة إحياء طريق الكباش وتحويل الأقصر إلى متحف مفتوح.وكان ذلك عاملا في ظهور الطريق إلى النور من خلال القرارات الجريئة التي قام بها بموافقة مجلس الوزراء،في نزع جميع الأراضي ووضعها تحت بند منفعة عامة،مما أسرع من عجلة العمل،وذلك بتسخير كل القوى لتسهيل عملية الحفر.

ولكن الطريق لم يكن مفروشا بالورود،وظهرت العوائق الكثيرة ومنها،مساكن منطقة (نجع أبو عصبة) الواقعة على طريق الكباش.حيث سعى محافظ الأقصر الأسبق،سمير فرج،لاستصدار قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1408 لسنة 2005 بنزع ملكية 130 منزلا من العقارات المتداخلة في مسار الطريق،وتم تعويض المضارين بشكل عادل،نظير ملكياتهم المنزوعة،كونها آخر محطة لكشف الطريق.

ثم جائت ثورة يناير 2011،وتوقفت جميع اعمال النزع،ثم الاحداث السياسة في مصر بعد ذلك.وفى الثلاث سنوات الأخيرة قام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى وتبنى هذا المشروع كاملا،واصدر قرار بإزالة جميع المعوقات امام هذا الطريق وافتتاحه في غضون ثلاث سنوات على اقصى تقدير.

والذين يبكون اليوم على هذه الازالات، هل كان يعجبكم تلك المناطق العشوائية،وهل هذا يتفق مع فكرة الرئيس وخاصة في مشورع (حياة كريمة) ولماذا لم تبكون مثلا على ازالة مسجد المقشقش، أو مسجد الوحشى. وهما لم يكونوا مسجلين أصلا في هيئة الاثار على أنهم مساجد قديمة أو اثرية.

وأيضا تم إزالة أيضا المحكمة القديمة، فلماذا لم يبكوا القضاة على ذلك مثلا؟ وكذلك قرار إزالة الكنيسة الإنجيلية، وكذلك إزالة قصر يسى باشا أندوراس. فهذه بعض الأمثلة فقط من جميع الازالات التي كانت توجد في طريق الكباش منذ عهد سمير فرج حتى يومنا هذا واخرها كان إزالة قصر يسى باشا منذ شهور قليلة فقط.

وهنا سؤال يفهمه فقط كل انسان متحضر هل هذه الازالات كانت لاشياء تاريخية واثرية ام كان موضوع عشوائى افسد جمال الأقصر،ويفسد مشروع احياء طريق الكباش.وكل الازالات تم تعويض أصحابها،بل وهيئات حكومية نفسها مثل الأوقاف وغيرها،فعلى اى شيء تبكون؟.

فهذا المشروع العملاق يدعم بكل تأكيد حماية التاريخ التراثي من الاندثار المحيط بتلك البقعة الأثرية الممتدة من معبد الأقصر إلى الكرنك،وخاصة بعد ان امتدت أيادي العمران وشبكات الصرف الصحي المتهالكة لها مما كان سيتسبب في تدميرها على المدى البعيد،فهل فكر أحدا في ذلك بالعقل والمنطق؟.

فهذا المشروع يعتبر بكل صدق وامانة،نقلة حضارية وأثرية كبيرة تساهم في إثراء القطاع السياحي.وان الفائدة المرجوة ستعود الى مدينة الأقصر أولا وأخيرا،بل وقبل بلادنا العزيزة مصر نفسها.وسمعت باقتراح جميل جدا وهو سوف يسمح للسائح والمصريين بالتجول في الطريق باوقات ممتدة حتى الساعة 12 مساء،ما يجعله يمثل نقلة نوعية كبيرة لمدينة الأقصر السياحية.

فطريق الكباش سوف يكون بكل تأكيد وبفضل الله نقلة نوعية لمدينة الأقصر،ويمكن الاستفادة منه في  اقامة الكثير من الاحتفالات والمؤتمرات السياحة داخليا وخارجيا،خاصة ان المناسبات كثيرة في مصر سواء الحديثة أو التاريخية.

ولكن كل الرجاء الان لكل الناس في مصر،عندما تزوروا هذا الطريق ان تحافظوا عليه وعدم القاء اى قمامة به او التخدين مثلا وغيرها من وسائل تفسد جمال هذا الطريق،من اجل المحافظة على تاريخ هذا الطريق وبالله التوفيق وهو الموفق والمستعان.