جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:56 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

كيف سيبدو الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر؟ 

 من المتوقع أن يصل وفد مصري برئاسة وزير الخارجية سامح شكري يومي 8 و9 نوفمبر إلى واشنطن للمشاركة في النسخة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر. 

الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر يعد الأول من نوعه في عهد إدارة جو بايدن في أكتوبر الماضي عقب اجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين ونظيره المصري على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.

ويعد الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة ومصر من أقدم الحوار الاستراتيجي في المنطقة، فقد تأسس في ظل إدارة بيل كلينتون في عام 1998 وعقد بشكل دوري منذ ذلك الحين  بصرف النظر عن توقف من 2009-2015 حدث مع بداية إدارة باراك أوباما. 

ويؤكد مركز Atlantic Council المهتم بشئون الشرق الأوسط أنه بالنسبة للقيادة المصرية، يمثل حوار هذا العام فرصة لإعادة تأكيد دورها كشريك حيوي للولايات المتحدة في المنطقة في وقت تسعى فيه القاهرة لإحياء قيادتها في القضايا الإقليمية. 

وقال مسؤولون أمريكيون إن تعميق العلاقات الثنائية سيتطلب من مصر إظهار استجابتها لانتقادات إدارة بايدن لقضايا حقوق الإنسان المنهجية في مصر. 

وبالنسبة للولايات المتحدة، يمثل الحوار فرصة لتعزيز التعاون في القضايا طويلة الأمد مثل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والسعي للتأثير على نهج مصر في القضايا الناشئة مثل الانقلاب العسكري الأخير في السودان، وتشجيع المشاركة البناءة في قضايا مثل سد النهضة الإثيوبي.

القضية الفلسطينية

من المرجح أن تسلط مصر الضوء على دورها كوسيط رئيسي في القضايا الإسرائيلية الفلسطينية، لا سيما فيما يتعلق بجهودها لتحقيق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس المسلحة في مايو. 

من المحتمل أيضًا أن تكون مصر مستعدة للضغط على إدارة بايدن للقيام بدور أكثر بروزًا في المحادثات بين إثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضة الذي تعتبره القاهرة تهديدًا وجوديًا لأمنها المائي ومكانتها الإقليمية. 

ومع بدء إثيوبيا في الاستعدادات خلال العام المقبل لملء المرحلة الثالثة من السد واستمرار ركود المحادثات التي يتوسط فيها الاتحاد الأفريقي، لجأت مصر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والولايات المتحدة للحصول على الدعم، مع السفير المصري لدى الولايات المتحدة، معتز زهران، بطرح موقف مصر.

مخاوف إقليمية أخرى

من المرجح أن يتم تناول العديد من قضايا شمال إفريقيا وشرق المتوسط ​​خلال الحوار الاستراتيجي، وسط بيئة سياسية وأمنية غير مؤكدة، أعربت كل من الولايات المتحدة ومصر عن دعمهما للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا في ديسمبر والانتخابات البرلمانية في يناير 2022. 

وفي هذه اللحظة المحورية لليبيا، يجب على الولايات المتحدة استخدام الحوار للضغط على مصر للمشاركة بشكل مسؤول مع أصحاب المصلحة الليبيين، لا سيما قائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر في شرق البلاد.

من المرجح أن تلعب جهود مصر لتعزيز التعاون مع جيرانها في شرق البحر المتوسط ​​دورًا إيجابيًا خلال الحوار، بالإضافة إلى دور مصر في إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط ​​في عام 2020، وهي خطوة حظيت بإشادة كبيرة، يُنظر إلى بناء علاقاتها مع اليونان وقبرص على أنها إيجابية.

مجالات أخرى للتعاون

توجد عدة مجالات أخرى للمناقشة الاستراتيجية للتعاون الأمني ​​والاقتصادي الثنائي بين الولايات المتحدة ومصر، ويشمل ذلك اجتماعات لجنة التعاون العسكري الدورية، التي عقدت الجولة الثانية والثلاثين منها في سبتمبر. 

بالنظر إلى عدد القضايا الجيوسياسية والأمنية التي سيتم تغطيتها، من المرجح أن تلعب مناقشة السياسة الاقتصادية دورًا داعمًا خلال هذا التكرار للحوار، ومع ذلك، فإن دافع مصر لتنمية الاستثمار الأجنبي المباشر واهتمام الولايات المتحدة برؤية اقتصاد مصري مستقر ومتنامي يعني أن الاقتصاد من المرجح أن يكون موضوع حوار مثمر.