جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 03:01 صـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

قراءة في وقائع مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP 2

حطت طائرات قادة العالم و مرافقيهم من الوفود في جلاكسو لحضور الحدث البيئي الأهم مؤتمر الأطراف لإتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP26 مخلفين ورائهم قدر هائل من الإنبعاثات الغازية الدفيئة في مفارقة لا تقل بأي حال من الأحوال عن كلمات ألقوها على الحضور و بثتها وسائل الإعلام عن تغير مناخي من أسبابه الإنبعاثات ذاتها .

وقائع لمؤتمر بلا أدنى شك حمل الكثير من الأرقام و الإحصاءات و البيانات المنبهه إلى أنه لم يعد هناك سبيل للمستقبل إلا بتضافر الجهود و العمل وفق منظومة عالمية جديدة و حقيقية بعد أن تحول تهديد كوكب الأرض أمر حتمي ما لم تتوافر الإرادة الحقيقية في التحول إلى الطاقة البديلة أو الطاقة الخضراء ، فقد عكست كلمات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مدى ما وصل إليه الأمر بعد إرتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.7 درجة مئوية و ما هو متوقع مستقبلاً من زيادة في الإرتفاع مهددة للحياة و مستقبل الأجيال القادمة ، إضافة إلى ما عكسته كلمة الأمين العام للأمم المتحدة من عجز في السيطرة على مسببات هذه الإرتفاعات في درجات الحرارة رغم كل ما يسوق له عبر الدول الصناعية الكبرى من إجراءات و تدابير لم تقلل من حدة إرتفاع درجات الحرارة بذات القدر الذي قللت به ثقة الشعوب في جدية هذه الدول لما تروج له .

و من بين الكلمات الواقعية الصادمة كانت كلمة رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون ، التي و على ما يبدوا بقدر حملها لتحذير إلا أنها حملت رسالة لا تقل أهمية فإختياره لتعبير لم يعد يتبقى إلا دقيقة واحدة على نهاية الكوكب إضافة إلى إختياره لعدد من المدن على وشك الغرق في المستقبل جراء التغييرات المناخية من بينها الأسكندرية، ميامي ، شنغهاي ، في قمة غاب عنها كل من الرئيس الصيني و نظيره الروسي ، كانت رسائل حادة و هامة مفادها أن الدراسات و الأبحاث الآن كلها تشير و تؤكد أن ثمة خطر كارثي شارف على الحدوث في غضون السنوات العشر القادمة أو على تقدير آخر مع نهاية القرن .

إجماع دولي شهدته جلاكسو على أن التغييرات المناخية تستوجب إلتزام كافة الدول بمعايير جادة في تخفيف الإنبعاثات و التحول للطاقة البديلة ، لا أن يكون الأمر مثل ما حدث في قمة باريس 2015 و ما خرج عنها من قرارات لم تنفذها الدول الصناعية المساهمة بالنسبة الأكبر في حجم الإنبعاثات الكربونية ، و بلا شك مع وقائع المؤتمر المقرر أن ينتهي في 12 من الشهر الجاري فإن ورش العمل و وقائع المؤتمر لن تتوقف عن إصدار البيانات و الإستشرافات المستقبلية التي لن تتحقق إلا وفق مواطن عالمي بات كل جزء على كوكب الأرض جزء منه يؤثر و يتأثر به و فيه .