جريدة الديار
الثلاثاء 16 أبريل 2024 06:40 مـ 7 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أبرزها التكافؤ.. روشتة لزواج ناجح وبيوت هادئة مستقرة

تزايدت مؤخرًا معدلات المشاكل الزوجية والتي أدت إلى ارتفاع معدل الطلاق، ويرى خبراء علم النفس والاجتماع وعلماء الدين، أنه في الكثير من الأحيان تنتهي الحياة الزوجية على أسباب تبدو ظاهريًا بسيطة أو بالتعبير الشعبي "تافهة"، ولكن هذا السبب البسيط هو بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، بعدما يكون تحمل كل طرف الكثير ووصل إلى ما يعرف باسم الاكتفاء النفسي.

ويقدم الشيخ حمدي أحمد نصر أحد مشايخ وزارة الأوقاف نصائح للأزواج لتجنب الطلاق وما ينتج عنه من أضرار سلبية على الأسر المصرية وعلى الأطفال وهو ما ينعكس أيضا على المجتمع ككل، مؤكدًا أن الانفصال ليس الحل الأمثل لإنهاء المشاكل الزوجية، حيث يأتي الطلاق في الشريعة الإسلامية كحل نهائي وأخير عندما ييأس كل الزوجين من الآخر، أو عندما يكون أحد الطرفين يأمر الآخر أو يدعوه لما يخالف صحيح العقيدة الإسلامية.

مراعاة التكافؤ بين الزوجين

وقال الشيخ حمدي أحمد نصر إمام وخطيب بوزارة الأوقاف: جعل الله الحياة بعد الزواج أمنًا وسلامًا وسعادةً واستقرارًا لأن مبناها على المودة والرحمة، فالرجل والمرأة قبل الزواج شيء وبعده من المفترض شيء آخر، لذا كان لزاما مراعاة التكافؤ بين الزوجين قبل الزواج من كل ناحية، وحسن الاختيار هو أساس النجاح والإعمار، لأن الحياة لا تخلو من مشكلة هنا واختلاف وجهة نظر هناك وربما اشتد الأمر فوصل إلى خلاف واحتد النقاش فوصل إلى نزاع، وهنا يأتي ما أسسنا له من حسن الاختيار والتكافؤ.

وتابع من المفترض أننا أهَّلْنا طرفي الزواج قبل الزواج من حيث المدارسة نظريًا في المدارس والجامعات والمساجد وثقفناهم بحقوق كل زوج على الآخر وواجبات كل زوج وكيف يتناقشان وكيف يختلفان وأن الحياة الزوجية مقدسة وميثاق غليظ وعقد متين وعهد حكيم، وعمليا في بيوتنا الرجال والنساء على السواء من خلال معاملة الآباء للأمهات والعكس، هكذا نعدهم لأجمل رسالة وأعظم غاية، لكن إذا اشتد الخلاف واحتد النزاع واستحال الاستمرار وتوقفت الحياة لأسباب معتبرة ولأمور معقدة هنا يأتي الشرع بحل "الطلاق" وله أصوله وقواعده وعقوده التي تحفظ حق الطرفين وما بينهما من أولاد.

وأرجع حمدي، تزايد النزاعات والاختلافات في بيوتنا حاليا إلى بُعْدِ أصحابه عن الدين والشريعة والتي ترتب هذه العلاقة كما قلنا فيفقد الحلول المقنعة والطرق المرضية فيدخل الشيطان، والشيطان كما نعلم لا يدخل إلا بشرٍّ وهمٍّ وغمٍّ، ولكن للأسف فينا ومنا من يتبعه بعمى ويقلده عن هوى بل ربما يتخطاه في الفكر فيصبح الشيطان عنده تلميذا، هنا خرجت المودة وانعدمت الرحمة فيكون التعامل بمبدأ القوة والشر والتي يغذيها الشيطان.

انهيار العلاقة الزوجية

ومن جانبها، قالت سهير صقر استشاري الصحة النفسية: الحياة ليست ساحة للصراع أو المنافسة فما زالنا نجد رجالا يفكرون بطريقة "سي السيد" متناسيا حق المرأة في تحقيق حلمها وأهدافها بل وحقها في تحقيق ذاتها في المجتمع وتأبى أن تكون نموذجا "للست أمينة" تلك المرأة الضعيفة المقهورة مسلوبة الإرادة ضعيفة الشخصية.

وأوضحت استشاري الصحة النفسية، أن العلاقة بين الزوج والزوجة ليست بـ "ندية" بل هي تكاملية ليكمل كل منهما الآخر، تشاركه في كل شيء بل في كل أمور الحياة، وليتدبروا الحكمة من خلق آدم وحواء ليعمرا الأرض سويا وليس بفرد دون الآخر، وخلق حواء من نفس آدم ليسكن إليها ويطمئن قلبه لها.

وأشارت صقر إلى أنه إذا وصلت المشاكل إلى حد انهيار العلاقة الزوجية، فالأمر ليس الطلاق اللفظي فقط بل هناك الطلاق المعنوي وهو الانفصال الروحي بين الزوجين، وهنا وجب علينا أن نقف مع أنفسنا ونواجه مشاكلنا جاهدين أن نجد لها حلا، ولنضع نقطة ومن أول السطر لنبدأ من جديد، والبداية هنا غير مرتبطة بمرحلة عمرية معينة أو وقت معين وإنما هي في أي وقت وفي أي عمر، طالما أن الإنسان ما زال على قيد الحياة ومازال به قلب ينبض ولسان ينطق.

واختتمت استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، المرأة والرجل شريكان في الحياة ولن تستمر الحياة إلا بهما ولن يستقيم الحال إلا بتوافقهما ولا ننسي وصية رسولنا الكريم ﷺ  "استوصوا بالنساء خيرا " فالمرأة نصف المجتمع بل المجتمع بأكمله فهي الأم والزوجة والابنة والأخت ولكل مسمى من هذه المسميات دور عظيم في المجتمع، وعلينا أن نتفهم جيدا بأن هناك حقوق وواجبات فإذا نال أحدكم حقه فعليه واجبات يجب أن يؤديها للطرف الآخر.