جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 01:31 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

مأساة شاب مكافح جاء من المطرية بحثًا عن الرزق ببورسعيد ( ماذا حدث )

الشاب محمد عطية
الشاب محمد عطية

والدي ووالدتي متوفيين وأنا من عمر 6 سنوات شقيان علي لقمة عيش بالحلال، بهذه الكلمات المؤلمة يروي محمد علي عطية البالغ من العمر 24 عامًا تفاصيل الحادث الأليم الذي تعرض له، أثناء سعيه علي لقمة العيش.

في هذا اليوم خرج محمد عطية من مكان إقامته المؤقت بمحافظة بورسعيد وتوجه إلي مقر عمله في أحد جمعيات بيع الأسماك بنطاق حي الضواحي بمحافظة بورسعيد، ولم يكن يعلم الشاب ماذا تخبئ له الأقدار.

في الثامنة من صباح يوم الجمعة الماضي، طلب أحد العاملين بفرع الجمعية من الشاب أن يشعل نيران شواية الأسماك لشوي السمك لزبائن طلبوا تجهيز الأسماك مبكرًا لظروف السفر، ونظرًا لأن الشاب كان هو المسئول عن الفرع حاول إشعال النيران ولم يكن يعلم أن مواسير الشواية يتجمع بها الغاز، ومع عدم تمكنه من تشغيل الفرن، فتح الباب ليستكشف سبب عدم إشتعال النيران، وعند محاولته إشعالها أمسكت به النيران.

فوجئ الشاب المكافح بالنيران تمسك بوجهه ويديه وملابسه وكادت أن تلتهمه، لولا أن المتواجدين بالمكان قاموا باطفائها بالرمال والمياة، الا أنها كانت قد التهمت وجوه الشاب واحدثت إصابات بذراعيه.

حمل الأهالي محمد عطية إلي مستشفي الزهور المركزي التابعة للتأمين الصحي الشامل، ومنها إلي مستشفي السلام الدولي التابعة للرعاية الصحية، وحصل الشاب علي علاجه المبدئي، لينتقل من المستشفي عائداً إلي بلده وقد أحدث الحريق به إصابات من الدرجة الأولي وشوه وجهه الجميل وهزم البسمة التي كانت مرسومة دائمًا علي وجهه.

ذهب محمد إلي مدينة المنصورة لإستكمال علاجه التي تكلف 300 جنيهاً كل يومين، بمساعدة شقيقته التي تعاني من ظروف مادية قاسية وتقيم في وحدة سكنية بالإيجار، حتي أنه بات لا يتحمل مصاريف العلاج، وسانده في ذلك الاصدقاء والجيران.

رحلة ضحية لقمة العيش عند الطبيب النفسي

النوم لم يصادف أعين الشاب محمد خليفة من يوم الحادث، حتي أن ذهب إلي طبيب نفسي للبحث عن حل، وأعطي له الطبيب النفسي حقنة يحصل منها علي 2 سينتمترات ليتمكن من النوم، ويتغلب بها علي الألام الشديدة التي يعاني منها.

يروي محمد عطية بالدموع ما تعرض له من أصحاب العمل الذي ظل يعمل معهم لمدة 6 سنوات تحمل خلالهم مسئولية المكان وكان اميناً مخلصاً في عمله، ولم يستجيب لعروض البعض بتركهم والعمل معه مقابل اجر اكثر من الذي يحصل عليه.

يقول الشاب المكافح، أنه منذ أن تعرض للحادث لم يقوم أحدهم بالإطمئنان عليه من خلال الزيارة أو الهاتف حتي في فترة تواجده بالمستشفي وقبل عودته للمطرية، ويؤكد أن أحدهم لم يعرض عليه مساعدة في رحلة العلاج، مؤكدًا أن الـ 6 سنوات لم يشفعوا له عند قلوب هولاء.

ويستكمل ضحية لقمة العيش، أنه وقد عاش بدون والديه وتحمل الفقر طوال حياته، ومع رحلته التي أستمرت إلي 18 عامًا من الشقاء، أقدم علي خطبة فتاة من المطرية، وكان يعمل ليل نهار من أجل سداد الجمعيات والاقساط لبناء منزل وحياة بسيطة يعيشها، إلا أن إصابته جعلته عاجزًا عن سداد ديونه، وجعلت هذه الديون تطارده.

بكلمات الرضا بقضاء الله أكد الشاب أنه راضي بما حدث له، مطالبًا بأن يتم مساعدته في علاجه من أي جهة رسمية، وذلك حتي يستطيع استكمال علاجه، والزواج من الفتاة التي أحبها، مؤكدًا أنه وأخته الفقيرة لا يستطيعون تحمل هذه النفقات، ومساعدة والد خطيبته وأصدقائه كذلك لا تقوي علي استكمال رحلة علاجه.