جريدة الديار
الجمعة 29 مارس 2024 05:49 مـ 19 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

هل يُنهي توقيع الصلح بين طرفي نزاع جبل مون الاقتتال؟

دارفور
دارفور

وقعت حركات الكفاح المسلح، في إقليم "دارفور"، اتفاق السلام، أواخر أكتوبر 2020، وقد حقق ذلك نسبة كبيرة من الهدوء في الإقليم.

 أما خلال الشهر الماضي، فقد شهدت الأوضاع الأمنية توترا أدى إلى مقتل المئات، وتم إحصاء أكثر من 200 حادثة عنف بمناطق الإقليم المختلفة نتيجة تصاعد المواجهات القبلية، والتي كان أحدثها: الاشتباكات الدموية بين القبائل العربية و"المسيرية" في منطقة جبل "مون" بولاية غرب دارفور.

 بلغ عدد الضحايا أكثر من 200 شخص، وفق هيئة "محامي دارفور"، مما أدي ذلك إلى فرار نحو 10 آلاف مواطن إلى دولة "تشاد" المجاورة، وفقا للوكالات الإنسانية، وكان معظمهم من النساء والأطفال، فضلا عن حوادث نهب مواشي بعض المواطنين، وأسفر عن ذلك اندلاع الصراعات عقب تحشيد قبلي مسلح من الطرفين.

وبدورهم، وقع زعماء القبائل العربية وقبيلة "المسيرية" في منطقة جبل "مون" بولاية غرب دارفور قبل أسبوع، تعهداً بوقف الأجواء العدائية بينهما في المنطقة، ويلتزم بموجبه الطرفان وقف كل أنواع التصعيد إلى حين قيام مؤتمر للصلح؛ للنظر في تفاصيل وأسباب النزاع، حيث تعهد قادة الطرفين بتحمل تبعات ومترتبات المساءلة القانونية في حال خرقهم بنود التزامهم.

ويُذكر أن النزاعات التي نشبت وتطورت إلى حروب قبلية بين الطرفين، كانت إما بسبب الأرض أو المرعى أو مصادر المياه المختلفة أو الغابات، وربما الحدود الإدارية أهلية كانت أم محلية.

إذن، فتوقيع اتفاقات صلح بين أطراف النزاع لا يعني نهايته، ولا يمكن الحديث عن سلام دائم ما لم تتم معالجة النزاعات وفق الأعراف والتقاليد المعترف بها، كآليات نهائية لفض النزاعات عبر استخدام الهياكل الاستشارية التقليدية الموجودة أصلاً بمناطق النزاع.

ويقول مراقبون ومتخصصون أن فشل وانهيار مؤتمرات الصلح يرجع إلى أسباب رئيسة أهمها: ضعف الإدارة الأهلية، وتضاؤل نفوذها ومكانتها بين أفراد القبيلة، وفقدانها قوة قبضتها في فرض تنفيذ القوانين والأعراف القبلية المرعية منذ القدم، بالإضافة إلى عدم الاستعانة بممثلين من أطراف الصراع غير من يحملون السلاح، أو من ابتعدوا زمناً من القبيلة، فضلاً عن تدخل بعض المستفيدين من أجواء الحرب في عمليات النهب والسلب.

ويرى الباحث في شؤون النزاعات القبلية "محمد يوسف السنوسي"، أن مؤتمرات الصلح ليست قادرة على حسم القضايا الخلافية، فهي فقط تلجأ إلى حلول توفيقية من شأنها تأجيل حدوث التقاتل القبلي، لكنها لا تزيل مسبباته، مما يجعله قابلاً للانفجار في أي وقت.

منظمات إنسانية ترصد حوادث العنف بالإقليم:

رصدت منظمات إنسانية أكثر من 200 حادثة عنف في مناطق الإقليم المختلفة خلال عام 2021، أدى ذلك إلى مزيد من عمليات النزوح الجديدة، ويعيش معظم النازحين داخل السودان المقدر عددهم حوالى ثلاثة ملايين في ولايات دارفور الخمس؛ حيث أكدت الوكالات الأممية إن الوضع هناك يزداد سوءاً، وسيحتاج نحو 6.2 مليون شخص في أنحاء الإقليم -وهو ما يشكل نصف السكان-إلى مساعدات إنسانية عام 2022.

كما شهد الإقليم احتكاكات متكررة بين الرعاة والمزارعين حول المرعى والأرض والمياه قبل اندلاع حرب تمرد تحمل دوافع سياسية، إضافة إلى انقسام تركيبة دارفور السكانية إلى قبائل أفريقية وأخرى عربية، بعضها مستقر والأخرى بدو راحلين يمتهنون الرعي المتنقل.