جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 09:17 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

موائد الرحمن| موروث تاريخى تخطى الألف عام.. ولهذا منعها العثمانيون

تمثل موائد الرحمن موروثا تاريخيا بمصر فهى عمل خيرى كان دائم الانتشار بحلول شهر رمضان الكريم لإطعام الآلاف من الصائمين لغير القادرين والقادرين أيضا، فلم تكن تلك العادة مقتصرة على فئة بعينها، بل كانت تقام رغبة من صاحبها لأخد ثواب إفطار صائم طوال الشهر الكريم.

وعندما نتحدث عن إقامة موائد الرحمن في مصر يجب أن نتحدث عن أول مائدة رحمن والتي أقيمت عام ٨٨٠ م وقد أقامها أحمد بن طولون في السنة الرابعة من ولايته وأخبرهم بأنها ستستمر طوال أيام شهر رمضان الكريم.

وظلت تختفي وتعود إلى أن تراجعت في عصر المماليك والعثمانيين بسبب الحروب، وفي القرن العشرين بدأت فى العودة مرة أخرى وذلك تحت رعاية حكومية لبنك ناصر الاجتماعى، الذى كان يقيم مائدة بجوار الجامع الأزهر الشريف، يفطر عليها أربعة آلاف صائم من أموال دافعى الزكاة.

وقد كانت أول مائدة رحمن قبطية، أقيمت من أجل الإفطار فى رمضان بحى شبرا، وتحديدا عام 1969 حين أقام القمص صليب متى ساويرس راعى كنيسة مار جرجس، مائدة إفطار للمسلمين والمسيحيين فى شهر رمضان بميدان الأفضل بشبرا، ومنذ هذا الوقت بدأت موائد الرحمن فى الانتشار حتى أصبحت توجد فى معظم الميادين والشوارع المصرية.

وهناك الكثير من الشخصيات في المجتمع المصرى بمختلف مكانتهم سواء كانوا هؤلاء من رجال الأعمال، أو الشخصيات العامة، أو الفنانين، أو حتى الأشخاص العادية الذين لديهم القدرة المادية يتهافتون على إقامة مثل هذه الموائد لكسب ثواب إفطار الصائمين.

وعند اجتياح فيروس كورونا العالم عام ٢٠٢٠ اختفت وتم منع إقامة موائد الرحمن في بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا والحد من التجمعات، وربما يكون حل محلها الكرتونة الرمضانية والتي تحتوي على بعض المواد الغذائية ويتم توزعها على غير القادرين في منازلهم.