جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 05:48 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الرحمة من صفات الإنسانية

إيناس الشناوي
إيناس الشناوي

الرحمه صفة من صفات الخالق عز وجل واشتق الله اسم الرحمه من اسمه ومن وجهه نظري الرحمه بمعناها انك تكون انسان رحيم بغيرك ذو قلب رحيم يتسع لهذا الكون والإنسان بلا رحمة لا يصح ان يكون انسان فهي صفة متلازمة في الانسانية منذ الوجود وحتي العدم ولولا رحمه الإنسان باخيه الانسان ما وجد مخلوق آمن علي وجهه هذه الارض.

والرحمة مضادها القسوة وهي تجرد الانسان من كل معاني الانسانية وكل معاني الوجود.

فيصبح ينهش لحم اخيه الانسان مثل الحيوانات في الغابه.

ومعني الرحمة اصطلاحا (الرحمة رقه تقتضي الاحسان الي المرحوم وقد تستعمل تاره في الرقة المجردة وتاره في الاحسان المجرد عن الرقة والرحمة خلق من الاخلاق الاسلاميه وصفة لازمه لشريعه الاسلام ولرسولنا الكريم محمد والرحمه صفه من صفات الخالق عز وجل واشتق الله من الرحمه اسم الرحمن وللرحمه اثر كبير علي النفس فهي تبعث علي صالح الاعمال ومن ثم تعيش في كنف الامن والامان.

فنحن نحتاج للتراحم فيما بيننا نحتاج لهذا الخلق العظيم وصفاته الربانيه.

وفي الحديث المتفق عليه عن ابي هريره رضي الله عنه قال..قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.

جعل الرحمه مائه جزء فامسك عنده تسعه وتسعين وانزل في الأرض جزءا واحدا.

فمن ذلك الجزء تتراحم الخلاءق حتي ترفع الدابه حافرها عن ولدها خشيه ان تصيبه ومن دلائل عظمه القران في تصويره الرحمه بين الازواج.

في قوله تعالي. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ سوره الروم ايه ٢١ والموده اعمق الحب والرحمه ابلغ من الموده واكثر صدقا في التعامل لما فيها من انكار للذات والتسامح والعفو والكرم ومن رحمه الله تعالي في تشريع العبادات أن رخص في التيمم عند فقدان الماء يقول الله تعالي وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا ومن التيسير في تشريع العبادات أن رخص الله للمسافرين الفطر في رمضان فقالي تعالي أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ والرحمه صفه لله عز وجل لا تشبه صفه البشر فهو الرحمن الرحيم فنحن نتعبد لله وحده باسماءه وصفاته.

وكلما زاد هدي العبد زادت رحمه الله له وقد جعل الله الرحمه صفه اصيله في رسولنا الكريم فقالي تعالي.. لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ سوره التوبه ايه ١٢٨ويقول تعالي. فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ بل الله تعالي ارسل رسوله محمد وجعله رحمه لكل البشر فقالي تعالي وما ارسلناك الا رحمه للعالمين ويقول الشيخ الغزالي.

لقد اراد الله ان يمتن علي العالم برجل يمسح الامه ويخفف احزانه ويرثي لخاطياه ويستميت في هدايته وياخذ ويناصر الضعيف ويقاتل دونه قتال الام عن صغارها ويخضد شوكه القوي حتي يرده انسان سليم الفطره لا يضري ولا يضغي.فارسل محمدا عليه الصلاه والسلام وسكن في قلبه من العلم والحلم وفي خلقه من الايناس والبر وفي طبعه من السهوله والرفق وفي يده من السخاوه والندي مما جعله ازكي عباد الله رحمه واوسعهم عاطفه وارحبهم صدرا. وفي عرض ما سبق تتجلي رحمه الله تعالي بعباده ورحمه وتيسيره لهم في العبادات .

ورحمته تعالي في ارسال سيدنا محمد معلم الانسانيه معني الرحمه فالله سبحانه وتعالي أرحم بعباده منهم وارحم علي الابن واحن عليه من أمه .

فلماذا لا نتعلم الرحمه من الله سبحانه وتعالي وترحم بعضنا؟ كبيرنا يرحم سفيرنا والقوي يرحم الضعيف ؟ فمن لا يرحم لا يرحم. جعلني الله واياكم من ذوي الرحمه والانسانيه.