جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 04:26 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

لماذا تريد أوكرانيا دبابات ”ليوبارد 2” الألمانية؟

ليوبارد2 الألمانية
ليوبارد2 الألمانية

في الآونة الأخيرة، كثر الحديث عن دبابات ليوبارد2 الألمانية، ومدى احتياج أوكرانيا لها لصد الهجمات الروسية على أراضيها، ووصل الأمر إلى اجتماعات سرية بين عدد من مديري المخابرات الغربيين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبحث الأمر، إلا أنه في النهاية خرجت ألمانيا لتشترط اتفاق الحلفاء قبل منح الضوء الأخضر لتسليم هذه الدبابات إلى كييف، الأمر الذي بدد على ما يبدو آمالاً أوكرانية في اتخاذ قرار سريع بهذا الشأن.

بينما أعلنت الولايات المتحدة وفنلندا عن حزم مساعدات عسكرية كبيرة، قبل اجتماع وزراء الدفاع في قاعدة رامشتاين الجوية، الذي انصب التركيز فيه على ما إذا كانت ألمانيا ستسمح لدول أوروبا التي تستخدم دباباتها من طراز "ليوبارد2" بإعادة تصديرها إلى أوكرانيا.

وتشمل الشريحة الجديدة 59 مركبة مصفّحة من طراز برادلي تُضاف إلى 50 مركبة مدرّعة خفيفة من هذا النوع، كان التعهّد بها في 6 يناير، فضلًا عن 90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر "ستوفر لأوكرانيا لواءين مدرعين" حسبما قال البنتاجون في بيان.

وكذلك، سيسلِّم الجيش الأمريكي أوكرانيا 53 مركبة مدرّعة مضادة للألغام (MRAP) و350 مركبة نقل همفي طراز M998.وبهذه الشريحة الجديدة، ترتفع المساعدات العسكريّة الأمريكيّة لأوكرانيا إلى 26.7 مليار دولار منذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير.

ومع الاهتمام الكبير بالدبابة ليوبارد2، نشرت صحيفة الجارديان البريطانية تقريرًا شرحت فيه مهام هذه الدبابة، ولماذا تريد أوكرانيا الحصول عليها؟

وأوضحت الصحيفة، أن "ليوبارد2" تعد دبابة قتال رئيسة ألمانية الصُنع، يبلغ مداها نحو 500 كيلومتر (311 ميلاً)، مشيرة إلى أنها دخلت الخدمة لأول مرة عام 1979، وتبلغ سرعتها القصوى 68 كم/ساعة وهي مجهزة بمدفع أملس الجوف عيار 120 ملم كسلاح رئيس، ومُسلحة بمدفعين رشاشين خفيفين.

وإلى جانب استخدامها من الجيش الألماني، تنتشر "ليوبارد2" على نطاق واسع في أوروبا، حيث تستخدمها 12 دولة، إضافة إلى كندا.

وبينت الصحيفة، أن هذه الدبابات أُرسلت للمشاركة في حروب كوسوفو، والبوسنة، وأفغانستان، وسوريا ،من قِبل تركيا، إلا أنه دُمر عديد منها بقذائف مضادة للدبابات.

وعن أسباب الاهتمام الأوكراني بها، أوضحت الصحيفة، أن أوكرانيا تقول إنها بحاجة ماسة لمدرعات ثقيلة في حربها ضد الغزو الروسي، لافتة إلى أن كييف لديها عدد محدود من الدبابات، ومعظمها من الحقبة السوفيتية.

وأشارت إلى أنه إضافة إلى تأكيد اعتقادها بأن موسكو تعتزم شن هجوم جديد كبير خلال الأشهر المقبلة، ترى كييف وعديد من حلفائها أن الحرب ستنتهي بسرعة، إذا هُزمت موسكو بساحة المعركة في هجمات أوكرانيا المضادة لاستعادتها أراضي تحتلها روسيا.

وبحسب الصحيفة، رغم تحقيق أوكرانيا انتصارات مهمة بمعركة كييف بداية الحرب، وكذلك في إقليم خاركوف، وحول إقليم خيرسون في الجنوب، فإن نقص الدبابات عرقل دعم عملياتها، بينما تواجه القوات الروسية التي تستخدم دبابات طراز "تي-90" أكثر تطورًا وقدرة قتالية إلى حد كبير.

وترى "الجارديان" أن انتشار دبابات ليوبارد2 على نطاق واسع، بما في ذلك في بولندا المجاورة التي ترغب في إمداد أوكرانيا بها، يجعلها مناسبة لكييف.

وذكرت أوكرانيا أنها بحاجة إلى 300 دبابة، بينما أشار محللون غربيون إلى أن 100 دبابة قد تُغير على الأرجح موازين الحرب.

ولتبيان أسباب الخلافات بشأن تسليم الدبابات ليوبارد2 إلى كييف، أوضحت "الجارديان" أنه لأن الدبابات جرى توريدها إلى دول بموجب تراخيص تصدير، يمكن لألمانيا الاعتراض على إعادة التصدير، رغم أن بولندا أبدت استعدادها، الخميس، لتجاهل ألمانيا وتصدير دباباتها.

وبحسب الصحيفة كان موقف ألمانيا متضاربًا، إذ تفضل اتباع نهج متعدد الأطراف بشأن توريد الأسلحة إلى أوكرانيا، بدلاً من أن يُنظر إليها على أنها تتحرك من جانب واحد.

وأشارت إلى أنه رغم أن ألمانيا زودت أوكرانيا بكمية كبيرة من المعدات، بما في ذلك سيارات مدرعة، فإنها كانت تعاني تقليدها الخاص بمناهضة النزعة العسكرية، في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ كان يُنظر إلى توريد دبابات قتال رئيسة على أنه يمثل إشكالية، بسبب قدراتها الهجومية.

وحاولت ألمانيا ربط توريد الدبابات بتحالف أوسع سيوفر دبابات أخرى، تشمل "أبرامز" الأمريكية، وهي دبابة يرى خبراء أنها أقل ملاءمة للحرب في أوكرانيا، بسبب استهلاكها الكبير للوقود.

وعن أسباب الخلاف، نقلت "الجارديان" عن معارضين لتسليم الدبابات الألمانية إلى كييف، تصورهم أن توريد هذه الدبابات يمثل تصعيدًا لتورط دول حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الحرب، ما يزيد خطر توسع نطاقها.

وتقول أوكرانيا إنها لن تستخدم الدبابات إلا داخل حدودها المعترف بها دوليًا، بينما يقول مؤيدون لها إن موسكو هي التي واصلت تصعيد الصراع، وحشد مزيد من القوات، واستهداف البنية التحتية المدنية، ووجهت تهديدات مُبطنة بضربات نووية.