جريدة الديار
الخميس 25 أبريل 2024 01:31 مـ 16 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

تحذير من الدهون المتحولة .. ”الصحة العالمية”: مصر في منطقة الخطر

تعبيرية
تعبيرية

حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر الدهون المتحولة، مؤكدة أنها تعرّض نحو 5 مليارات شخص حول العالم للإصابة بأمراض القلب والوفاة.

وحدد تقرير حديث للمنظمة 9 بلدان تسجل فيها أعلى نسبة تقديرية من وفيات أمراض القلب التاجية الناجمة عن تناول الدهون المتحوّلة، وجاءت مصر في منطقة الخطر ضمن هذه البلدان مع أستراليا وإيران وباكستان ودول أخرى.

وأكدت المنظمة أن أفضل الممارسات للقضاء على الدهون المتحوّلة تتمثل في "تطبيق حد إلزامي وطني بمقدار غرامين من الدهون المتحولة المنتجة صناعيا لكل 100 جرام من إجمالي الدهون في جميع الأغذية".

ودعت المنظمة في تقريرها إلى "تطبيق حظر إلزامي وطني على إنتاج أو استخدام الزيوت المهدرجة جزئيا -التي تعد المصدر الرئيسي للدهون المتحولة- كمكون في جميع الأغذية، من أجل القضاء على هذه الدهون".

وعدّد أطباء ومتخصصون في التغذية العلاجية ، أضرار الدهون المتحولة على صحة الإنسان، وصحة القلب على وجه التحديد، داعين إلى تنويع مصادر الدهون والزيوت لتلافي أضرارها.

في البداية، تعرّف الدكتورة أميرة نصار، استشاري التغذية العلاجية، الدهون المتحولة بأنها "زيوت نباتية يتم هدرجتها بوسائل معينة لتحويلها إلى حالة متجمدة لتكون في درجة حرارة الغرفة، وتشمل السمن النباتي والزيوت المهدرجة".

وأضافت نصار بحسب "العين الإخبارية" أن الدهون المتحولة يشاع استخدامها في صناعة الحلوى والمخبوزات وفي الأغراض المنزلية، لكونها رخيصة الثمن ولقدرتها على حفظ خواص المواد الغذائية لفترة طويلة، مؤكدة أن تغيير مواصفات الزيوت وتحويلها إلى دهون مشبّعة يجعل أضرارها أكثر بكثير من فوائدها.

وأوضحت "نصار" أن أضرار الزيوت المتحولة تتمثل في "ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسمنة وتقليل التركيز"، كما أنها ترفع نسبة الدهون الضارة في الدم، ولا تعود بأي فائدة على الدهون الصحية، مشيرة إلى أن جسم الإنسان يحتوي على نوعين من الدهون: دهون مفيدة عالية الكثافة "HDL"، ودهون ضارة منخفضة الكثافة "LDL"، ويؤشر ارتفاع نسبة الدهون عالية الكثافة على صحة الإنسان.


ووفقًا لاستشاري التغذية العلاجية، تعمل الدهون المتحولة والمهدرجة على خفض نسبة الدهون مرتفعة الكثافة وزيادة الدهون منخفضة الكثافة في جسم الإنسان، على عكس الدهون الطبيعية التي تأتي من المكسرات والزبدة الفلاحي، وهي التي تزيد من نسب الدهون عالية الكثافة.

ومع ذلك، تحذر "نصار" من فرط تناول الزبدة الفلاحي حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية، داعية في الوقت نفسه إلى ضرورة التنويع من مصادر الدهون والزيوت، وعدم الاقتصار على نوع معين: "كلما نوّعنا بين الزبدة والسمن البلدي وزيوت عباد الشمس والذرة والزيتون كلما انعكس ذلك بالإيجاب على صحتنا، لأن كل نوع له خصائصه، والتنويع يزيد من فرص الجسم في الحصول على فوائد كل نوع".

واختتمت "نصار" بالإشارة إلى أضرار الدهون المتحولة على الأطفال، لأنهم "أكثر فئة معرضة لهذا النوع من الدهون لكثرة تناولهم الحلوى التي تعتمد بشكل أساسي على الزيوت المهدرجة، والآثار الجانبية لهذه الزيوت تتراكم بأجسامهم وتظهر مع التقدم في العمر، وبالتالي أصبحنا نرى أمراض القلب والسكر والسمنة تداهم الأشخاص في الأربعينات والعشرينات، بعدما كانت شائعة بين كبار السن".

من جهته، يقول الدكتور أسامة حمدي، أستاذ أمراض الباطنة والسكر، إن الدهون في الطعام بعضها مفيد وبعضها الآخر ضار، موضحًا أن "النوع المفيد هو الدهون الأحادية غير المشبعة، مثل الموجودة في المكسرات والأفوكادو والزيتون، وهي تخفّض الكوليسترول الضار (LDL)، ويزيد من الكوليسترول النافع (HDL)، وتحمي القلب من أمراض تصلب الشرايين".

ويضيف "حمدي" أن مصادر الدهون الأخرى مثل زيت الذرة وعباد الشمس والكتان، تعرف بالدهون المتعددة غير المشبعة، وهذا النوع ليس ضارًا، ولكنه لا يزيد نسب الكوليسترول النافع، موضحا أن بعض مصادر الدهون مثل زيت النخيل وزيت جوز الهند تحتوي على نسب عالية من الدهون المشبعة، وبالتالي ترفع الكوليسترول الضار، ولهذا لا ينصح بها لمرضى القلب.

ودعا أستاذ أمراض الباطنة والسكر إلى تناول الدهون المفيدة من المصادر الطبيعية مثل "السمن البلدي، والقشدة، والأسماك، والأجبان والبيض"، محذرًا في الوقت نفسه الإفراط في تناولها حتى لا تؤدي إلى زيادة الوزن، كما دعا إلى الابتعاد عن الدهون والزيوت المهدرجة ومنتجات اللحوم المصنعة، مثل "اللانشون، والهوت دوج، والبلوبيف".

بدورها، ترى الدكتورة سلوى نزيه، أخصائية أمراض الباطنة في مصر، أن الدهون المتحولة "من أكثر الأسباب المؤدية لأمراض القلب والأوعية الدموية والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني"، موضحة أن الدهون المتحولة يتم الحصول عليها بإضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة فتتحول إلى الحالة المجمدة (الهدرجة)، لإطالة عمر المنتج".

وأوضحت "نزيه" أضرار الدهون المتحولة، ومنها: "الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، لأنها ترفع الكوليسترول الضار بالجسم وتعمل على زيادة نسبة الدهون الثلاثية وتزيد معدل كتلة الجسم، فضلًا عن دورها في الإصابة بالسمنة وأمراض الضغط"، داعية إلى ضرورة اتباع نظام غذائي صحي يتضمن بدائل الدهون المتحولة مثل استخدام زيت الكانولا وزيت الزيتون، والحد من تناول اللحوم المصنعة والأطعمة المقلية".

كما دعت أخصائية أمراض الباطنة إلى زيادة الاعتماد على الخضروات والفاكهة في النظام الغذائي لأنها غنية بالفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى الاعتماد على الحبوب الكاملة الغنية بالألياف الطبيعية، والتقليل من الدقيق الأبيض والمعجنات بشكل عام، وكذلك الحد من استخدام الملح، وتقليل السكريات المضافة إلى أقل من 10٪ من السعرات الحرارية اليومية، والمداومة على ممارسة الرياضة اليومية.