عاصفة زلازل.. ماذا يتنظر العالم بعد الجمعة الهادئة؟

منذ وقوع زلزال تركيا وسوريا المدمر يوم 6 فبراير الماضي، وتعيش البلدين حالة يرثى لها، بسبب كثرة تسجيل الهزات الارتداية التي تزيد عن آلاف الهزات، فيما أكد مدير قسم الزلازل وتخفيف المخاطر بإدارة الكوارث التركية، السبت الماضي، أن الهزات الارتدادية تحدث كل 3 دقائق، متوقعا استمرار هذه الحالة لمدة عامين.

وبالفعل تسجل تركيا عدد كبير من الزلازل بشكل يومي، في إشارة إلى صدق توقع المسؤول التركية، وفي إطار ذلك فقد سجلت إدارة الكوارث التركية اليوم هزة ارتدادية بقوة 4.4 درجة على مقياس ريختر في ولاية أديامان، بينما أعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أن هزة ارضية بقوة 4.1 درجة ضربت المناطق الحدودية التركية السورية، وقد وقع فجر السبت على الساعة 3:03 بتوقيت جرينيتش.

وأوضح المركز أن مركز الزلزال وقع على بعد 14 كيلومترا شمال شرق مدينة أنطاكيا التركية، وعلى عمق 10 كيلومترات.

أقل الأيام تسجيلا للزلازل

وأمس الجمعة، سجل المركز السوري للزلازل، هزة أرضية بقوة 3.1 درجة على مقياس ريختر شمال اللاذقية، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء السورية "سانا"، فيما أعلنت هيئة الكوارث والطوارئ التركية أن زلزالا بلغت شدته 5 درجات على مقياس ريختر ضرب محافظة "كهرمان مرعش" الواقعة جنوبى البلاد، كما ضرب الزلزال مقاطعة "أونيكيسوبات" بالمحافظة، ووقع على عمق 6.5 كيلومتر.

ومع استمرار الهزات الارتدادية لزلزال تركيا المدمر الذي وقع 6 فبراير، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، إن تركيا شهدت عاصفة الزلازل منذ 6 فبراير منها زلزالين بقوة أكبر من 7 ريختر، و4 زلازل أكبر من 6 ريختر، وعشرات الزلازل بقوة أكبر من 5 ريختر، وآلاف الزلازل من 2 درجة حتى 4 درجات، راح ضحيتها أكثر من 50 ألف قتيل.

وأضاف شراقي، في توضيح نشره على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، أنه لأول مرة منذ زلزال 6 فبراير المدمر، شهدت الأراضي التركية أمس، مجموعة قليلة من الزلازل، وعددها 7 زلازل بقوة تتراوح من 2 ريختر إلى 4 ريختر، معظمها على امتداد فالق شرق الأناضول.

إمكانية التنبؤ بالزلازل

وأوضح شراقي، أن غالبا ما يحدث بعد الزلازل الكبيرة مجموعة من الزلازل الأقل قوة وهي (التوابع aftershocks)، وتستمر أيام أو أسابيع وأحيانا سنوات، ولكن فى بعض الحالات قد يحدث زلزال كبير مرة أخرى كما حدث فى تركيا فى زلزال 17 أغسطس 1999 بقوة 7.6 ريختر حيث حدث زلزال آخر فى 12 نوفمبر 1999 بقوة 7.4 ريختر، ولكن لم يتكرر الأمر، في بعد زلزال 1939 والذي كان بقوة 7.8 ريختر فى تركيا.

وشدد شراقي، على أنه لا أحد يستطيع علمياً أن يتنبأ بحدوث زلزال أخر كبير أو عدم حدوثه، ولكن هناك على مستوى العالم مناطق فى أحزمة الزلازل وعلى رأسها دول المحيط الهادي مثل اليابان والفلبين وإندونسيا سنغافورة وسومطرة ونيوزيلاند، وأمريكا الوسطى وشيلى يليهم الصين وتركيا وإيران ثم قبرص وكريت وغالبا مايحدث عندهم زلازل يوميا، ويبلغ متوسط الزلازل على مستوى العالم حوالى 200 زلزال أعلى من 3 ريختر يومياً.

العالم الهولندي يحذر مجددا

من جانبه حذر العالم الهولندي فرانك هوجربيتس، العالم مجدداً، من كوارث قد تأتي قريباً، وغرّد عبر حسابه الرسمي على “تويتر”، أنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، كانت هناك تقلبات متعددة في الغلاف الجوي، موضحا أن هذه التقلبات جعلت من الصعب الوصول لتقديرات معقولة حول المناطق المحتملة التي قد تضربها الزلازل.

وتابع قائلاً: "كن في حالة تأهب إضافي في الأيام المقبلة.. فقط في حالة تأهب".