جريدة الديار
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 02:04 صـ 26 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
نميرة نجم: التواطؤ بالصمت على الجرائم ضد الإنسانية يقوض السلم والأمن الدوليين رئيس البريد” تكرم أبناء العاملين المتفوقين دراسياً القومي للإعاقة يتابع منظومة خدمة المواطنين ويشدد على سرعة الاستجابة وحل الشكاوى البحيرة ترفع درجة الاستعداد لمواجهة حالة عدم الاستقرار وسقوط الأمطار المتوقعة اليوم موعد وتفاصيل منحة عيد الميلاد للعمالة غير المنتظمة لعام 2026 قطار ركاب يتعرض لحادث بمطروح والسيطرة على آثار التصادم جارية ضبط مئات العبوات من الأدوية البيطرية المنتهية وغير المرخصة بالبحيرة البيئة والقانون في البحيرة: إزالة 7 حالات تعدٍ على أراضي الدولة والزراعة وفاة فتاة بالقاهرة الجديدة بعد إلقاء نفسها من مبنى جاكلين عازر توجه بالجاهزية القصوى ومتابعة تجمعات مياه الأمطار بالمحافظة القبض على متهم أرسل فيديوهات مخلة مفبركة لأميرة الدهب وابتزها ماليًا رئيس جامعة المنصورة ورئيس محكمة النقض رئيس مجلس القضاء الأعلى يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مجالات التدريب والتثقيف القانوني

الشيخ أحمد علي تركي يكتب: مِنْ وُعُودِ اللهِ لِعِبَادِهِ

إِنَّ مِنْ جَلائِلِ نِعَمِ اللهِ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَرْزُقَهُ تِلاوَةَ كِتَابِهِ، وَتَدَبُّرَ آيَاتِهِ، فَيَقِفَ عِنْدَ تِلْكَ الهِدَايَاتِ الرَّبَّانِيَّةِ وَالمَراشِدِ الإِلَهِيَّةِ، وَيَرَى أَسْرَارَ اللهِ فِي كِتَابِهِ الكَرِيمِ الَّتِي تُعِينُ الإِنْسَانَ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ هَذَا الكَوْنِ، وَالسَّيْرِ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ آمِنًا مُطْمَئِنًّا، يَقِيهِ اللهُ شَرَّ الفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، فَيَكُونُ القُرْآنُ العَظِيمُ رَبِيعَ قَلْبِهِ، وَنُورَ بَصَرِهِ، وَجِلاءَ حُزْنِهِ، وَذَهابَ هَمِّهِ، وَقَائِدَهُ وَسَائِقَهُ إِلَى رَبِّهِ وَجَنَّاتِهِ مَعَ أَوْلِيَائِهِ :

﴿الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا﴾

وَإِنَّ اللهَ ﷻ الَّذِي خَلَقَ هَذَا الكَوْنَ العَظِيمَ قَدْ جَعَلَ لَهُ نِظَامًا وَسُنَّةً :

﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا﴾.

وَقَدْ أَنْزَلَ اللهُ كِتَابَهُ العَزِيزَ لِيَكُونَ قَائِدًا وَدَلِيلًا لِلإِنْسَانِ فِي هَذَا الكَوْنِ، وَمُوصِلًا لَهُ إِلَى السَّعَادَةِ، وَمُجَنِّبًا لَهُ مَسَالِكَ الشَّقَاءِ .

وَقَدْ قَالَ اللهُ لِنَبِيِّهِ:

﴿مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾

إِذَنْ فَمَنِ المُنْتَفِعُ بِالقُرْآنِ؟

وَالجَوَابُ :

﴿إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى﴾

ومَنِ الَّذِي أَنْزَلَهُ؟

وَالجَوَابُ :

﴿تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى﴾.

إِنَّ مِنْ أَسْرَارِ القُرْآنِ وَبِشَارَاتِهِ تِلْكَ الوُعُودَ الرَّبَّانِيَّةَ الَّتِي تَنْشَرِحُ لَها الصُّدُورُ، وَتَطْمَئِنُّ بِها القُلُوبُ .

وَمِنْ تِلْكَ الوُعُودِ وَعْدُ اللهِ فِي قَوْلِهِ:

﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾

وَمَاذَا بَعْدَ هَذَا الوَعْدِ العَظِيمِ .

وَكَيْفَ بِإِنْسَانٍ يُفَوِّتُ عَلَى نَفْسِهِ هَذَا الفَضْلَ العَظِيمَ! إِنَّ التَّوْفِيقَ لِلدُّعَاءِ نِعْمَةٌ، فَكَيْفَ بِالنِّعْمَةِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى الدُّعَاءِ وَهِيَ الإِجَابَةُ، وَالدُّعَاءُ قَدْ يُرَادُ بِهِ الطَّلَبُ مِنَ اللهِ، وَالإِجَابَةُ تَكُونُ بِتَحْقِيقِ ذَلِكَ المَطْلُوبِ، أَوْ بِإِعْطَاءِ الدّاعي مَا يَكُونُ أَفْضَلَ مِمَّا طَلَبَ، أَوْ بِإِعْطَائِهِ ثَوَابَ دُعَائِهِ فِي الآخِرَةِ .

﴿وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾

أَوْ بِدَفْعِ سُوْءٍ عَنْهُ لا يَعْلَمُهُ.

وَقَدْ يُرَادُ بِالدُّعَاءِ العِبَادَةُ نَفْسُهَا .

وَلِذَلِكَ قَالَ اللهُ ﷻ بَعْدَ وَعْدِهِ العَظِيمِ:

﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾

وَالإِجَابَةُ مَعْنَاهَا الثَّوَابُ :

﴿وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾،

وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ:

الدُّعَاءُ هُوَ العِبَادَةُ .

وَمِنْ وُعُودِ اللهِ قَولُهُ لِعِبَادِهِ:

﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾

وَأَيُّ شَرَفٍ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَذْكُرَكَ اللهُ ﷻ فَيَكُونُ ذَلِكَ المَذْكُورُ مَوْصُولًا مِنَ اللهِ بِالتَّأْيِيدِ وَالتَّسْدِيدِ وَالبَرَكَةِ وَالخَيْرِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ، مُثَابًا مِنْ رَبِّهِ بِالحَيَاةِ الطَّيِّبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالجَزَاءِ الأَحْسَنِ فِي الآخِرَةِ.

وَمِنْ أَعْظَمِ الذِّكْرِ ذِكْرُ الإِنْسَانِ رَبَّهُ فِي الرَّخَاءِ لِيَذْكُرَهُ فِي الشِّدَّةِ، وَيُنَجِّيَهُ كَمَا نَجَّى نَبِيَّهُ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ؛ فَإِنَّ تَسْبِيحَ يُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ كَانَ سَبَبًا فِي نَجَاتِهِ .

وَمِصْدَاقُ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ فِيهِ:

﴿فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾

وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ خَاصًّا بِيُونُسَ عَلَيْهِ السَّلامُ بَلْ هُوَ عَامٌّ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ .

يَقُولُ الحَقُّ ﷻ:

﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾.

وَمِنْ وُعُودِ اللهِ قَولُهُ:

﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ﴾

وَالشُّكْرُ يَكُونُ بِالقَلْبِ بِإِخْلاصِ العَمَلِ للهِ، وَبِاللِّسَانِ بِجَرَيَانِ الشُّكْرِ عَلَيْهِ، وَبِالْجَوَارِحِ بِاسْتِعْمَالِهَا فِي طَاعَةِ اللهِ وَتَجْنِيبِهَا مَعْصِيَتَهُ، ومِنَ الشُّكْرِ التَّوْبَةُ مِنْ قَرِيبٍ مِمَّنْ عَصَى .

وَفِي الأَثَرِ:

كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ .

وَإِنْ حَصَلَ الشُّكْرُ كَانَتِ الزِّيَادَةُ، زِيَادَةٌ فِي النِّعَمِ المَوْجُودَةِ، وَإِعْطَاءٌ لِلنِّعَمِ المَفْقُودَةِ :

﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.