جريدة الديار
الثلاثاء 30 أبريل 2024 07:02 صـ 21 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
اختتام فعاليات دورة الإسعافات الأولية لأعضاء أندية التطوع بالدقهلية الشباب والرياضة تواصل مشروع مركز تدريب الفتيات بمركز التنمية الشبابية بإستاد المنصورة الإعدام شنقا لطبيب تجميل لاغتصابه طفلة شقيقة زوجته وكيل وزارة الصحة بالشرقية يتفقد مركز الفحص والمشورة لمرضى نقص المناعة بالزقازيق بالأسماء ... إصابة 8 أشخاص بحادث تصادم بين 3 سيارات في البحيرة الحكم بالإعدام على قاتل ”محمد الجميل ” بسبب بوست على فيس بوك فى البحيرة إصابة شخصين إثر انفجار ماسورة غاز في شبين القناطر ” صور ” ضبط أكثر من 130 طن أسماك مجمدة مجهولة المصدر بكوم حمادة وإيتاى البارود رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي بمطار القاهرة انطلاق فعاليات دورات تنمية سياسية للشباب بإدارة شباب دكرنس بالدقهلية .. ”البرلمان والتعليم المدنى” روسيا تعلن إسقاط 22 مسيرة أوكرانية وتدمير قنبلة أمريكية الصنع بنك الاستثمار القومي ينفي ما تردد حول منح قرض بمليار جنيه لهيئة سكك حديد مصر

محمد خليفة يكتب:” شمويل” الإسرائيلى الذى سمع الله ندائهٌ فنصرهٌ على” جالوت”!

محمد خليفة
محمد خليفة

نواصل سلسلتنا عن قصص الأنبياء، ومع قصة نبى الله " شمويل" عليه السلام، الذي يسمى "شمعون"، وتعني إسماعيل، وهو غير نبي الله إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، هو شمويل ويقال أشمويل بن بالى بن علقمة بن يرخام بن اليهو بن تهو بن صوف بن علقمة بن ماحث بن عموصا بن عزريا. قال مقاتل هو" أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى من أعلام المفسرين صاحب التفسير المسمى "تفسير مقاتل: وهو من ورثة هارون"، وقال مجاهد" وهو مُجاهِد بْن جَبْر ويُقال: جُبيروهو إمامٌ وفقيه وعالمُ ثقة وكثير الحديث، وكان بارعاً في تفسير وقراءة القرآن الكريم والحديث النبوى؛ .: "هو أشمويل بن هلفاقا ولم يرفع في نسبه أكثر من هذا، فالله أعلم... وهناك رواية للإمام المفسر أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبى كريمة السُدّي القرشي بإسناده عن ابن عباس وابن مسعود والثعلبي وغيرهم أنه لما غلبت العمالقة من أرض غزة وعسقلان على بني إسرائيل وقتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا من أبنائهم جمعا كثيرا وانقطعت النبوة من سبط لاوى ولم يبق فيهم إلا امرأة حٌبلى، فجعلت تدعو الله عزوجل أن يرزقها ولدا ذكرا، فولدت غلاما فسمته أشمويل، ومعناه بالعبرانية إسماعيل، أي سَمَع الله دعائي.

تبدأ أحداث القصة بعد تتابع الأنبياء على بني إسرائيل من بعد موسى عليه السلام في فلسطين، وانفصال النبوة عن الحكم، نتيجة تجبّر الملوك الذين انتشر فيهم الفجور والفسق، والظلم والاستعباد، وصارت سنتهم قتل الأنبياء، فكلما أرسل لهم نبى قتلوه، وأصبح بنو إسرائيل في ذلة، وكثرت فيهم الحروب والقتل والهزائم، وكانوا يحملون في كل قتال تابوتاً وضعت فيه بقايا أثار سيدنا موسى عليه السلام، مثل ألواح التوراة والعصى، وبعضاً من أثار هارون عليه السلام، فكانوا كلما ضعفوا رأوا ذلك التابوت، ليتقوّوا به، ويشدوا عزائمهم، وعندما كان قتالهم مع قبيلة "العماليق"، الذين كانوا ضِخَام البِنية، هُزموا هزيمة نكراء، وقٌتِل منهم خلقٌ كثير، وأُخذوا التابوت، حتى أصبحوا مشردين ضعفاء أذلاء، فأخذ الصالحون فيهم يدعون الله تعالى أنْ يَلمَّ شَملِهم، ويجمع كلمتهم، إلى أن أرسل الله إليهم النبي" شمويل" وعندما جاءهم عليه السلام، بدأ يدعوهم إلى العودة إلى الله تعالى، والاستغفار عما كان منهم من العصيان وقتل الأنبياء، فرجعوا تائبين، وبدأ يلم شملهم وشعثهم بعد الضعف والشتات الذي أصابهم، وسألوه أن يجعل عليهم ملكاً، وأن يكتب الله تعالى عليهم الجهاد ليقاتلوا الملوك الظلمة، ويرجعوا إلى أرض فلسطين، بعد ما طردوا منها، لكن نبى الله تعالى خاف أن ينكثوا أمر الله، إذا استجاب لهم، إذ قال "هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا"، " قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا" ، فدعا شمويل عليه السلام ربه أن يفرض القتال عليهم، ففرض، وجعل عليهم رجلاً يقال له طالوت، وقد كان كبير الجسم ، يتمتع برجاحة وهو من ذرية بنيامين، وكان يعمل فى دباغة الجلود، كما جاء فى بعض الروايات، إلا أنّهم رفضوا حكمه، لأنه رجل بسيط و فقير، ولكونه من ذرية بنيامين، وقالوا" أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ" ، فبين لهم نبيهم أن هذه إرادة الله تعالى، وليس من اختياره هو، وقال تعالى حكاية عن شمويل عليه السلام حين رد عليهم "إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ، وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ. وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ"، فرفض بنو إسرائيل أمر الله تعالى غروراً واستكباراً أن يحكمهم رجل من عامة الناس، يذكر انّ " طالوت هو بن قيش بن أفيل بن صارو بن تحورت بن أفيح ابن أنيس بن بنيامين بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل.

قال عكرمة والسدى: كان سقاء، وقال وهب بن منبه كان دباغاً وقيل غير ذلك. والله أعلم؛ ولكى يجمع "شمويل" عليه السلام كلمة بني إسرائيل، ويثبت لهم أن اختيار طالوت مَلِكاً عليهم جاء بأمر الله، أتاهم بمعجزة، وهي نزول تابوت موسى الذي أخذه العماليق، من السماء، فلما رأوه أيقنوا ذلك، ورضوا بطالوت ملكاً، قبل أن يتجهزوا للقتال تحت إمرته ومرافقته؛واشتد عليهم العطش، أوحى الله تعالى لنبيه بأنه سبحانه سيختبر صبرهم وصدقهم، فبلّغ عليه السلام ذلك لطالوت الذي أخبرهم : إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ"- يذُكر أنّ هذا النهر يقع بين فلسطين والأردن بما يعرف بنهر الشريعة، وبيّنّ لهم أن المسموح في الشرب من هذا النهر هو فقط الاغتراف غرفة واحدة وأن هذا الأمر ابتلاء واختبار من الله تعالى ليحذروا من الشرب منه، ويتجاوزوه إلى غيره، امتثالاً لأمر الله، ونجاحاً في هذا الابتلاء، لكنهم مع كل ذلك التنبيه، ومع ما رأوا من إنعام الله تعالى عليهم بجمع الكلمة بعد الفرقة والبلاء، كفروا بنعم الله تعالى، وعصوا أمره، فشرب أكثر الجيش من النهر، ولم يمتثل سوى 300 وبضعة عشر جندياً فقط، وهو عدد يقارب عدد المسلمين في غزوة بدر، وقيل إن الذين تجاوزوا النهر مع طالوت، هم 4 آلاف مقاتل فقط، رجع منهم 3 آلاف و700 جندياً عندما رأوا جيش العدو، وبقي 300 وفي تلك المواقف التي يبتلي الله تعالى بها بني إسرائيل عبرة يتعلمها الإنسان من أنّ الله تعالى لا يظلم الناس، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، فما كان من قتل وتشريد وضعف في بني إسرائيل سببه عصيانهم وذنوبهم وبعدهم عن الله تعالى، وافتراؤهم على أنبيائهم بالتكذيب والسخرية والاستهزاء والقتل، وصدق الله تعالى إذ يقول: "وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"، وهو سبحانه لا يغيّر حال قوم حتى يٌغيّروا ما بأنفسهم،،، ولمَّا تجاوز طالوت ومن بقى معه النهر، وصلوا إلى جيش العدو بقيادة رجل يقال له جالوت، وكان معه 100 ألف مقاتل، أصابوا جيش طالوت بالذعر والإحباط من مجابهتهم، فكيف يستطيعون ملاقاة جيش كامل قوامه 100 ألف مقاتل، وهم 300 رجل، بينما مُنع أكثر من 79 ألف جندي من القتال لفشلهم في امتحان الله تعالى لهم! لكن علماءهم حثوهم على الجهاد، وذكروهم بأن هذه الجيوش والأعداد إنما هي أسباب، وأن النصر الحقيقي بيد الله تعالى" الأرقام فيها خلاف كبير بين المؤرخين" فمن أراد النصر فعليه أن يثق بالله تعالى ويعتمد عليه، ثم يأخذ بالأسباب المعينة عليه، ثم إن الله هو الموفق لما فيه الصلاح، لذلك نعتهم الله تعالى في كتابه بأجمل الأوصاف فقال: "قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ"، فوصف درجة ثقتهم بتوفيق الله باليقين، بأنّه معهم، وأنهم ملاقوه سبحانه، وهو ما بينه النبي، صلى الله عليه، بأعلى درجات الإيمان، بأن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وفي قوله صلى الله عليه وسلم يوصي ابن عباس رضي الله عنه: "احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ"، فثبت بنو إسرائيل مع طالوت، وواجهوا جيش جالوت. [email protected]