جريدة الديار
السبت 12 يوليو 2025 04:01 مـ 17 محرّم 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

وزيرة البيئة تستقبل سفيرة المكسيك بمصر لبحث سُبل التعاون الثنائي ومُتعدد الأطراف في مُواجهة التحديات البيئية

إستقبلت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، سفيرة المكسيك بمصر السيدة ليونورا رويدا چوتيريز، لبحث سُبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين و مُتعدد الأطراف في مجالات البيئة و مُواجهة التحديات البيئية، و ذلك بحضور السفير رؤوف سعد مُستشار الوزيرة للإتفاقيات مُتعددة الأطراف و مُمثل وزارة الخارجية.

و قد تلقت الدكتورة ياسمين فؤاد، فى بداية اللقاء التهنئة على إختيارها كأمينة تنفيذية جديدة لإتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتصحر، و هي مُهمة تمس إحتياجات العديد من الدول ليس فقط لتزايد تحدي التصحر، و لكن تقاطعه مع تحديات أخرى مثل تغير المناخ و التنوع البيولوجى، حيث أعربت السفيرة عن ثقة بلادها في الدور الكبير الذي ستلعبه الدكتورة ياسمين فؤاد في هذا الملف لخبراتها الكبيرة في العمل البيئي و كونها مُمثلة لمصر التي تتشابه في طبيعتها بشكل كبير مع المكسيك و الدول النامية بشكل عام.

و اكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، على خصوصية العلاقة بين البلدين في مجال البيئة خاصة بعد تسلم مصر رئاسة مُؤتمر الأمم المتحدة لإتفاقية التنوع البيولوجي من المكسيك في ٢٠١٨، حيث مهدت المكسيك خلال رئاستها للمؤتمر الطريق لبدء صياغة الإطار العالمي للتنوع البيولوجي في دورة المُؤتمر برئاسة مصر COP14، و أيضًا على المُستوى الثنائي هناك تعاونا بين البلدين في مجال التحول الأخضر و الإقتصاد الدائرى.

و أضافت وزيرة البيئة، أن مصر خلال توليها رئاسة مُؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي COP14، أطلق فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية مُبادرة عالمية للربط بين إتفاقيات ريو الثلاث "المناخ و التنوع البيولوجي و التصحر" بعد أن تم العمل في كل منهم بمعزل عن الأخرى لفترات طويلة نظرًا لإرتباط التحديات الثلاث، و تم تسليط الضوء في المُؤتمر الذي إستضافته مصر نيابة عن إفريقيا على التصحر كتحدى يواجه الدول الإفريقية بشكل مُباشر، و مع فقد التنوع البيولوجي و تأثير المناخ كل يوم نفقد مزيد من الأراضي، مما يُؤثر على الأمن الغذائي.

و لفتت وزيرة البيئة، إلى أن الظروف الراهنة العالمية و التي تلوح بعدم الإستقرار لتزايد الصراعات في العديد من المناطق، و تزايد التحديات البيئية للمناخ، و إرتفاع أسعار الغذاء و تهديدات تأمين الغذاء، كلها عوامل تدفع نحو أهمية التصحر اكثر من التحديات البيئية الاخرى، مُوضحة أن مصر و المكسيك تتقاسم نفس الوضع باعتبارها من الدول الأقل تسببًا في تغير المناخ و لكنهم و دول أخرى يدفعون الثمن. مُشيرة إلى اهمية عام ٢٠٢٦ في إثبات مصداقية العمل مُتعدد الأطراف باعتباره فرصة مُهمة لتقديم دفعة قوية من خلال نتائج إنعقاد مُؤتمرات الامم المتحدة الثلاث المعنية بالتنوع البيولوجي و المناخ و التصحر، و فرص حشد التمويل من مرفق البيئة العالمية، لذا من المُهم ان نجمع النماذج الواقعية التي يُمكن تكرارها و البناء عليها و حشد الزخم السياسي و التضامن و أفضل سُبل حشد التمويل اللازم لإطلاق دعوة صحوة للعالم.

كما أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أنه يُمكن الإستفادة من التجربة المصرية في تنفيذ الحلول القائمة على الطبيعة، نظرا لتشابه طبيعة الشواطئ في مصر و المكسيك، و التحديات التي تواجهها نتيجة آثار تغير المناخ، حيث تقدم هذه الحلول نموذجًا حقيقيًا للربط بين الإتفاقيات الثلاث بتكلفة أقل في ظل قلة الموارد المُتاحة، فهي تحقق التَكيّف مع آثار تغير المناخ، مع تقليل فقد التنوع البيولوجي، و ضمان إمكانية إستخدام الأرض في الزراعة و تمكين الناس من تحقيق إستدامة نوعية الحياة، مُشددة على أن الدول يُمكن أن تعول على مصر في إستكمال التحالف البيئي مُتعدد الأطراف، إنطلاقًا من دور مصر و إلتزامها بالعمل مُتعدد الأطراف رغم الظروف المُتعاقبة عالميًا و إقليميًا.

و على المستوى الثنائي، أشارت وزيرة البيئة، إلى إمكانية التعاون في نقل القصة المصرية المُلهمة، في تحويل تحدي تراكم المُخلفات لسنوات، إلى تنفيذ منظومة مُتكاملة لإدارة المُخلفات بكل أنواعها، قامت على بناء تشريعي من خلال إصدار أول قانون لإدارة المُخلفات في ٢٠٢٠، يُركز على شقين هما فلسفة الإقتصاد الدائرى من خلال إعادة إستخدام المُخلفات، و ثانيًا تخارج الدولة من التنفيذ و الإدارة و التحول لإشراك القطاع الخاص، و قد عملت الدولة على تهيئة المناخ الداعم على مدار السنوات الماضية، بدءًا من إنشاء البنية التحتية للمنظومة و تشغيلها من خلال القطاع الخاص و إنطلاق عدد من قصص النجاح، بالاضافة إلى تحديد الأدوار و المسئوليات بين الجهات المختلفة لضمان فاعلية التنفيذ.

و من جانبها، أعربت سفيرة المكسيك عن تطلعها لتعاون مُثمر بين البلدين على المُستويين الثنائي و مُتعدد الأطراف، خاصة مع تشابه المشكلات و التحديات، المجالات التي يُمكن تبادل الخبرات و المُمارسات المُثلى فيها، و منها تجربة مصر في منظومة إدارة المُخلفات، و تحويل التحديات البيئية إلى فرص إقتصادية، مما يتيح الفرصة لتبادل الخبرات و تنفيذ البرامج المشتركة .

و أوضحت السيدة ليونورا رويدا چوتيريز، أن مصر والمكسيك سيكونان شركاء إستراتيجيين في العمل البيئي الثنائي و مُتعدد الأطراف، خاصة في مجال تأثير التصحر على الزراعة الذي يُعدّ تحدي لدولة المكسيك، و أيضًا تحدي السيول، و الذي تعمل على مُواجهتهما خلال التخطيط الوطني لتنمية الزراعة، باستنباط أفضل المُمارسات لتطوير الطريقة التقليدية في الزراعة التي تعتمد عليها المكسيك حتى الآن، و أيضًا تحدي تطوير التعليم فيما يخص التنوع البيولوجي و الإستدامة في مختلف المجالات.