علي زرزور يكتب: مريم قاهرة الصمت وقاهرة المعز

حينما يتحول الحب إلى الم والألم إلى امل و قوة وإرادة تقهر المستحيل وتصنع المعجزات حينما يؤمن الإنسان بالقوة التى بداخله بقدرته على التغيير وعلى هزيمة الإعاقة وتحويلها إلى رسالة تحدى ونموذج يجب أن يطبق فى مساء جميل من داخل قاعة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل مساء أول أمس الأحد ٣١ أغسطس بنقابة الصحفيين بقلب القاهرة.
فتح الدكتور والأكاديمي والسياسي البحرينى فؤاد صالح شهاب قلبه ليروى قصة حبه لابنته مريم هذا الحب الذي تحول إلى الم ثم تحول إلى قوة وإرادة قهرت المستحيل عندما ولدت حبيبته وابنته مريم فؤاد بعيب فى السمع أفقدها قدرتها على السمع وقرر الأطباء أن مريم طالما لا تسمع فهى لن تتكلم كانت البداية في القاهرة رحلات مكوكية من الاب وإقامة فى القاهرة لسنوات من الام تتحمل بكل شجاعة المسؤلية تؤمن ببنتها وزوجها وأسرتها وقدرتها على التحدى وهاهى محبوبة ابيها وعشقه مريم تتعلم وتنهل من العلم وتقبل عليه.
حيث تمتعت مريم بنسبة ذكاء عالية مكنتها من الاستيعاب بكل سهولة وحققت المستحيل وتكلمت من يستمع إلى كلمات مريم وبلاغتها ودقتها وفصاحتها لا يمكن أن يصدق أنها لم تسمع يوما تلك الكلمات او الحروف لقد سمعت الحروف وقرأتها بعقلها وعينينها متقدة الذكاء وكانت القاهرة حاضنة لحفل تدشين الطبعة الثالثة من سيرة مريم أو السيرة المريمية كما يحب أن يسميها ابيها كتاب ابنتى حبيبتى سميتها مريم هو كتاب يروى قصة إنسانية فى غاية التأثير ويجسد حالة من الوفاء والحب فقد احب كل الحضور مريم تكريما لها ولأبيها.
واضحت حكاية مريم نموذجا إنسانيا فريد يحتذي به فى كلمتها خاطبت مريم الحضور بقولها " اقول لكم اليوم بصوت كل من لم يتح له أن يقول إن أبناءكم من ذوى الهمم لا يريدون شفقة بل يريدون فرصة يريدون من يأخذ بأيديهم لا ليمشي بهم بل ليفتح لهم الابواب ليصنعوا طريقهم بأنفسهم أما رسالتى لاهالى ذوى الاعاقة انتم لا تملكون أبناء عاجزين بل تملكون كنوزا تنتظر من يكتشفها ويؤمن بها ويستثمر فيها حملت رسالة مريم فؤاد رسائل عميقة عن معنى التمكين وكرامة الإنسان وقدرته على تحدى المستحيل كلمات مريم كانت مؤثرة جدا أبهرت الحضور، مؤكدة أنها لم تعد قصة شخصية لفتاه تحدت الإعاقة وصنعت منها قضية تهم المجتمع بأكمله بل العالم أجمع تحية إلى مريم فؤاد وتحية إلى الاب والملهم والمقاتل الشجاع فؤاد شهاب
