جريدة الديار
الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 02:21 صـ 19 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
رانيا بكري تكتب: تحطيم الموروثات بين القناعة والحرية في حياة الإنسان المعاصر مدحت الشيخ يكتب: برلمان الأحلام الأمطار تربك حركة السيارات على طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعي إزالة 14 عقارًا بدون ترخيص في الخانكة بالقليوبية بعد اعتراض من السكان الأمطار الرعدية تسبب تعطيل الدراسة في مدارس مطروح والمعاهد الأزهرية رئيس جامعة المنصورة يختتم فعاليات مؤتمر «تطوير الدراسات القانونية في الجامعات المصرية والعربية» لتعزيز الوعي الوطني .. وفد طلابي من جامعة دمنهور في زيارة لقاعدة محمد نجيب العسكرية خلافات فيس بوك تنتهي بجريمة قتل بشعة في البحيرة: حبس 3 متهمين 4 أيام مصدر أمني يكشف حقيقة وفاة ضابط شرطة: الجماعة الإرهابية وراء الشائعة مقبرة القليوبية: مشادة بين شركاء بسبب تقسيم المقبرة ونقل رفات الموتى دون علم أحدهم الدجل والاحتيال: القبض على شخص يزعم قدرته على العلاج الروحاني بالإسكندرية أحكام متفاوتة في قضية الفعل الفاضح بطريق المحور: براءة ومحكوميات بالحبس

مدحت الشيخ يكتب: نظرة يا حكومة

لم يعد عناء المواطن مجرد شعور عابر، أو شكوى تذروها الرياح، بل أصبح حالة عامة تتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية للمصريين.

فكل بيت اليوم يحمل همًّا اقتصاديًا ثقيلًا، وكل أسرة تحاول أن توازن بين احتياجاتها الأساسية وواقع أسعار لم تعد تعرف الاستقرار.

لقد أصبح الغلاء عنوان المرحلة، يفرض سطوته على كل شيء؛ من رغيف الخبز إلى عبوة الدواء. التضخم أكل مدخرات البسطاء، والتجار استغلوا الموجة فزادوا الطين بلة، والنتيجة أن الفقراء ازدادوا فقرًا، والطبقة الوسطى التي كانت صمام الأمان للمجتمع تكاد تختفي تحت ضغط الالتزامات اليومية، من مصروف المدارس إلى فواتير الكهرباء والمياه والغاز.

المواطن لا يطلب المستحيل، ولا يبحث عن ترف، بل يريد أن يشعر بأن الحكومة تدرك حجم معاناته. يريد أن يرى أثر القرارات الاقتصادية على مائدته لا في نشرات الأخبار، وأن يجد في السياسات الإصلاحية ما يُنصفه لا ما يزيد أعباءه.

من حق الناس أن تسأل: إلى أين نمضي؟ وما الجدوى من كل تلك الإجراءات إن لم تترجم إلى تحسن في مستوى المعيشة؟ الإصلاح الاقتصادي لا يُقاس فقط بمعدلات النمو، بل بقدرة المواطن على تلبية احتياجات أسرته الكريمة دون إذلال أو اقتراض دائم.

نعم، ندرك أن الدولة تواجه تحديات داخلية وخارجية معقدة، وأنها تبذل جهدًا في ملفات شائكة من الاستثمار إلى الحماية الاجتماعية، لكن المطلوب اليوم أن تكون الأولوية للمواطن البسيط، فهو أساس الاستقرار، وبدونه لا يمكن لأي خطط أو أرقام أن تصمد.

نظرة يا حكومة.. فالمواطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الصبر دون أمل، ولا مزيدًا من الوعود دون نتائج ملموسة.

نظرة تعيد التوازن بين الاقتصاد والإنسان، بين الإصلاح والرحمة، بين الحسابات الرقمية وواقع الناس.

فقد آن الأوان لأن يشعر المواطن أن الدولة ليست بعيدة عنه، وأن قراراتها تصدر من قلب الشارع لا من مكاتب مغلقة.

فالنهوض الحقيقي لا يبدأ بالمشروعات الكبرى وحدها، بل يبدأ حين يشعر المواطن بالأمان في يومه وغده.

وهنا فقط، يمكن القول إننا نسير على الطريق الصحيح.