جريدة الديار
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 06:48 مـ 21 جمادى أول 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
مشاجرة بسبب المرور في القاهرة: ضبط قائد سيارة نقل ومرافقه بعد فيديو صادم جولات ميدانية لعدد من المقار الانتخابية بمركزى حوش عيسى وايتاى البارود لمتابعة انتظام العملية الانتخابية مصر تثبت ريادتها في مكافحة سرطان الثدي: انضمام للتحالف العالمي يفتح آفاقًا جديدة هذه الممارسات غير مقبولة.. مدبولي يوجه نصيحة للمصريين زوار المتحف الكبير كريستيانو رونالدو يعلن موعد اعتزاله كرة القدم النيابة تحيل 13 متهما للمحكمة بتهمة البلطجة وترويع المواطنين بالإسماعيلية الداخلية تكشف ملابسات مشاجرة انتخابية بالأقصر: العصي الخشبية سلاح المتهمين نقدم تعويضات.. مدبولي: حريصون على ألا يضار أي مواطن من تطوير علم الروم أزمة جديدة تهدد ريال مدريد.. فينيسيوس يشعل الصدام بسبب راتب مبابي خلاف على التسول يؤدي إلى اعتداء بالضرب في الجيزة: الداخلية تضبط المتهم منخفض جوي يضرب البلاد خلال الساعات المقبلة.. والأرصاد تحذر من عدم استقرار الطقس إقبال ملحوظ من الناخبين على لجان الاقتراع بمراكز البحيرة في ثاني أيام انتخابات مجلس النواب” صور ”

مدحت الشيخ يكتب: نظرة يا حكومة

لم يعد عناء المواطن مجرد شعور عابر، أو شكوى تذروها الرياح، بل أصبح حالة عامة تتغلغل في تفاصيل الحياة اليومية للمصريين.

فكل بيت اليوم يحمل همًّا اقتصاديًا ثقيلًا، وكل أسرة تحاول أن توازن بين احتياجاتها الأساسية وواقع أسعار لم تعد تعرف الاستقرار.

لقد أصبح الغلاء عنوان المرحلة، يفرض سطوته على كل شيء؛ من رغيف الخبز إلى عبوة الدواء. التضخم أكل مدخرات البسطاء، والتجار استغلوا الموجة فزادوا الطين بلة، والنتيجة أن الفقراء ازدادوا فقرًا، والطبقة الوسطى التي كانت صمام الأمان للمجتمع تكاد تختفي تحت ضغط الالتزامات اليومية، من مصروف المدارس إلى فواتير الكهرباء والمياه والغاز.

المواطن لا يطلب المستحيل، ولا يبحث عن ترف، بل يريد أن يشعر بأن الحكومة تدرك حجم معاناته. يريد أن يرى أثر القرارات الاقتصادية على مائدته لا في نشرات الأخبار، وأن يجد في السياسات الإصلاحية ما يُنصفه لا ما يزيد أعباءه.

من حق الناس أن تسأل: إلى أين نمضي؟ وما الجدوى من كل تلك الإجراءات إن لم تترجم إلى تحسن في مستوى المعيشة؟ الإصلاح الاقتصادي لا يُقاس فقط بمعدلات النمو، بل بقدرة المواطن على تلبية احتياجات أسرته الكريمة دون إذلال أو اقتراض دائم.

نعم، ندرك أن الدولة تواجه تحديات داخلية وخارجية معقدة، وأنها تبذل جهدًا في ملفات شائكة من الاستثمار إلى الحماية الاجتماعية، لكن المطلوب اليوم أن تكون الأولوية للمواطن البسيط، فهو أساس الاستقرار، وبدونه لا يمكن لأي خطط أو أرقام أن تصمد.

نظرة يا حكومة.. فالمواطن لم يعد يحتمل مزيدًا من الصبر دون أمل، ولا مزيدًا من الوعود دون نتائج ملموسة.

نظرة تعيد التوازن بين الاقتصاد والإنسان، بين الإصلاح والرحمة، بين الحسابات الرقمية وواقع الناس.

فقد آن الأوان لأن يشعر المواطن أن الدولة ليست بعيدة عنه، وأن قراراتها تصدر من قلب الشارع لا من مكاتب مغلقة.

فالنهوض الحقيقي لا يبدأ بالمشروعات الكبرى وحدها، بل يبدأ حين يشعر المواطن بالأمان في يومه وغده.

وهنا فقط، يمكن القول إننا نسير على الطريق الصحيح.