جريدة الديار
السبت 6 ديسمبر 2025 09:31 صـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

”متحور ستراتوس يطرق الأبواب… ما الذى ينتظرنا وكيف نستعد؟”

متحور "ستراتوس".. إنذار جديد للعالم ورسالة طمأنة للمصريين

كيف نتعامل معه؟ وما المطلوب من الحكومة والأهالى؟

فى الوقت الذى يتابع فيه العالم صعود متحور كورونا الجديد المعروف باسم "ستراتوس" XFG، تعود ذاكرة المصريين إلى الأيام الأولى للجائحة: قلق، أخبار متسارعة، وتحذيرات من الأطباء.
لكن الحقيقة – كما يؤكد خبراء الصحة – أن الوضع ما زال تحت السيطرة، وأن المطلوب هو وعى احترازى لا أكثر، خاصة بعد ظهور إصابات فى دول عدة، كان آخرها إصابة الفنانة غادة إبراهيم التى خرجت لتحذر جمهورها من خطورة التهاون فى ارتداء الكمامة.

ما الذى يجعل "ستراتوس" مختلفًا؟

متحور ستراتوس هو امتداد لسلالة نيمبوس شديدة العدوى، وقد اكتُشف لأول مرة فى جنوب شرق آسيا، قبل أن يظهر فى 38 دولة حول العالم.
تقول منظمة الصحة العالمية إنه متحور تحت المراقبة، بسبب قدرته الأكبر على الهروب المناعى وانتشاره السريع، خاصة بين غير المطعمين أو من لم يصابوا بكورونا من قبل.

ورغم سرعة انتشاره، لا يوجد حتى الآن دليل على أنه يسبب مرضًا أشد خطورة، لكن الأطباء يحذرون من أن انخفاض المناعة عالميًا قد يفتح الباب أمام موجة إصابات جديدة.

ما هى أعراض المتحور الجديد "ستراتوس"؟

تتشابه أعراضه مع كورونا التقليدى، وأبرزها:

إرهاق وارتفاع حرارة

سعال جاف وضيق تنفس

التهاب و"حرقان" فى الحلق

صداع وآلام عضلية

اضطرابات معدية وغثيان

ضبابية التفكير

فقدان ضعيف لحاستى الشم والتذوق

ويشير الأطباء إلى أن السلالة الشقيقة "نيمبوس" قد تسبب التهاب حلق يوصف بـ "حد السكين" نتيجة شدته.

كيف يتعامل المواطن مع متحور ستراتوس؟

مع تزايد الحديث عن المتحورات، يشعر كثيرون بالحيرة: نرجع للكمامة؟ نرجع للعزل؟ هل الوضع خطير؟
الإجابة المختصرة: التعامل بالعقل والهدوء.. لا إفراط ولا تفريط.

١ — ارتدى الكمامة فى الأماكن المغلقة

ليس مطلوبًا ارتداؤها فى الشارع، لكن فى:

المترو

المصالح الحكومية

العيادات

الزحام الشديد

فهى ما زالت وسيلة فعالة جدًا لمنع العدوى.

٢ — افتح النوافذ

التهوية الجيدة تقلل العدوى بنسبة أكثر من 70%.
فى مصر، ومع اعتدال الشتاء، فتح الشباك 10 دقائق له تأثير كبير.

٣ — لو عندك أعراض.. خليك فى البيت

ليس خوفًا عليك فقط، بل رحمة بالآخرين، خصوصًا:

كبار السن

أصحاب الأمراض المزمنة

الأطفال

٤ — التطعيم مهم ولو جرعة واحدة

اللقاح لا يمنع الإصابة بنسبة 100%، لكنه يمنع المضاعفات الخطرة التى تكلف المواطن والدولة الكثير.

٥ — راقب الأعراض غير المعتادة

أى التهاب حلق شديد جدًا أو تورم فى الغدد يجب تقييمه طبياً، لأنه قد يشير إلى سلالة "نيمبوس".

ماذا يجب أن يفعل أولياء الأمور؟

الأطفال ليسوا فى منطقة الخطر الكبيرة، لكنهم الأكثر نقلاً للعدوى.

نصائح سريعة للأهالى:

تشجيع الطفل على غسل اليدين قبل الأكل وبعد العودة من المدرسة.

إرسال كمامة مع الطالب ليرتديها فى الفصول الضيقة أو وقت الزحام.

عدم إرسال الطفل للمدرسة إذا كان يعانى سعالًا شديدًا أو حرارة.

تعليم الأبناء عدم تبادل الزجاجات – الأقلام – المناديل.

توفير ماء وزجاجة شخصية للطفل.

فى النهاية.. صحة الأسرة تبدأ من البيت قبل المدرسة.

ماذا يجب على الحكومة أن تفعل؟

رغم أن الوضع لا يدعو للذعر، فإن هذا المتحور يحتاج إلى استراتيجية واضحة تتعامل معه مبكرًا، وأبرز ما يجب أن تفعله الحكومة خلال الفترة المقبلة:

١ — خطة إعلامية هادئة وواضحة

توضيح الحقائق بدون تهويل أو تقليل، لمنع الشائعات التى تربك الناس وتؤثر على الاقتصاد.

٢ — إعادة تنشيط برنامج التطعيم

خاصة للفئات المستهدفة:

كبار السن

مرضى الأمراض المزمنة

العاملين فى الصحة

طلاب الجامعات

٣ — تجهيز المستشفيات والعيادات

ليس لزيادة الأسرة فقط، بل لتوفير:

أدوية مضادة للفيروسات

بروتوكولات علاج محدثة

تدريب الطواقم الطبية على السلالات الجديدة

٤ — مراقبة المدارس والجامعات

بشكل غير مرهق، عبر:

متابعة غياب الطلاب

توفير كمامات فى المدارس الأكثر ازدحامًا

تحسين التهوية داخل الفصول

٥ — دعم الاقتصاد فى حالة توسع الانتشار

إذا ظهرت موجة حقيقية، يجب توفير:

دعم للشركات الصغيرة

تسهيلات للقطاع غير الرسمى

مرونة فى ساعات العمل وتقليل التكدس

٦ — مراقبة المطارات والموانئ

بشكل احترازى دون تعطيل حركة السفر أو الاستثمار.

رسالة للمواطن المصرى

متحور ستراتوس ليس عدوًا جديدًا يخيفنا، بقدر ما هو جرس إنذار بأن كورونا لم يختفِ، وأن الوعى هو خط دفاعنا الأول.

نحن بلد استطاع أن يعبر الأزمة الأولى بسلام، واستطاع أن يوازن بين الصحة والاقتصاد.
ومع ظهور هذا المتحور، المطلوب أن نكمل المشوار بـ:

وعى

التزام بسيط

وعدم الانسياق للشائعات

والأهم: أن نتعامل مع الأمر على أنه مسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة، وأن صحة المصريين فوق أى اعتبار.