لكل اسم حكاية.. تعرف على أسباب تسمية محافظة البحيرة

جميعنا نعيش فى مراكز وقرى وأحياء لها اسمها وكنيتها، نرددها كثيرا دون التركيز في تلك المعاني و نتعرف في السطور التالية علي معنى اسم محافظة البحيرة.
وتعتبر محافظة البحيرة من أعرق محافظات مصر يوغـل فى القـدم تاريخها وكانت تسمى فى الماضى بمقاطعة أو إمارة ” أيمنتى ” وكانت عاصمتها مدينة ” بديت ” والتى كانت أيضا عاصمة مملكة الشمال والتى بنيت فى أواخر أيام البطالمة لتكون مدينة ملحقة بدمنهور .
وكانت هذه المقاطعة واحدة من 20 مقاطعة يتألف منها الوجه البحرى ، أو مملكة الشمال ، وقد تولت مقاطعة ” أيمنتى ” الزعامة على باقى مقاطعات الشمال بعد توحيدها .
و قد انبعث منها مبادئ الحضارة المصرية القديمة والتى تتمثل فى اتخاذ أبجدية للغة الهيروغليفية ومبادئ القانون المدنى وتنظيم الجيوش وتسليحها وتعبئتها وغير ذلك من التشريعات والمبادئ الحضارية ، وكان لمقاطعة ” أيمنتى ” السبق فى أول محاولة للوحدة مع مملكة الجنوب غير أن هذه الوحدة لم تدوم طويلا حيث تحطمت بعد فترة محدودة على صخرة الزمن ، ثم جاء الملك ” مينا أو نارمر ” ويقال أن أمه إحدى أميرات الشمال أعاد الوحدة إلى وضعها الصحيح ، ومن ثم فإن الوحدة الثانية فى تاريخ البلاد .
وقد مرت هذه المقاطعة بجميع الأحقاب التاريخية ابتداء من عصر ما قبل التاريخ ثم العصر الفرعونى القديم ثم العصر اليونانى الرومانى ثم القبطى وأخيرا الفتح الإسلامى وقد تلاحظ أن لفظ ” البحيرة ” قد وجد فى الخرائط التى صدرت بعد الفتح الإسلامى لمصر وقد أطلق على الكور ( المقاطعات ) الواقعة غرب رشيد وهذه الكلمة فى اللغة هى تصغير لكلمة ” بحرة ” وهى تعنى البقعة الفسيحة من الأرض المنخفضة كما يعلل البعض هذه التسمية لوجود عدد من البحيرات فى شمال الإقليم والتى لم تكن منفصلة عن بعضها البعض ، وتمثل مساحات شاسعة من المياه وكثيرا ما كان المؤرخون والجغرافيون يخلطون فيما بينها ـ والعاصمة مدينة دمنهور فإنها إحدى المدن العريقة بالقطر المصرى ولها تاريخ عتيد حافل يمتد إلى أزمنة سحيقة فى عصور ما قبل التاريخ.
حيث كانت فى وقت من الأوقات عاصمة مملكة الشمال وكانت بالتالى مصدر إشعاع حضارى ومركز دينى هام لعبادة الإله حورس وبنيت فيها المعابد الكبيرة لعبادته وأصل الكلمة بالهيروغليفية ( دمى ـ ن ـ حور ) أى مدينة الإله حور .
وقد مرت مدينة دمنهور بعصور تاريخية متلاحمة واصبح معروفا انه يوجد تحت المدينة الحالية آثار المدن البائدة ، فقد أطلق على مدينة دمنهور اسم ” هرمو بولس بارفا ” أو ” هرمو بولس الصغرى ” نسبة إلى الإله ” هرمس ” وتفسير ذلك انه كان يوجد معبدين داخل المدينة الواحدة أحدهما وهو الأول والأقدم بناه قدماء المصريين لعبادة الإله ” حـورس ” والثانى وهـو الأحـدث بنى فى العصـر اليونانـى للإله ” هرمس ” ويلاحظ أن الاسم الذى شاع فى النهاية هو الاسم المصرى القديم ” دمنهور ” بينما استبعد الاسم اليونانى الدخيل .