جريدة الديار
الإثنين 4 أغسطس 2025 10:09 مـ 10 صفر 1447 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع
محافظ البحيرة تتابع إنتظام سير انتخابات مجلس الشيوخ 2025 وغلق الصناديق.. وتشيد بوعي المواطنين والاقبال المتزايد ابو هانى: العملية الانتخابية تسير بشكل جيد.. وانعقاد دائم لغرفة عمليات الجبهة الوطنية بالرحمانية لمتابعة انتخابات ”الشيوخ 2025” الحوار يناقش اليمن والاصطفاف الوطني ” صور ” الأمن المصري ينجح في تحديد هوية قائد السيارة المتهور في الغربية 4 ملايين ناخب بالبحيرة يستعدون للمشاركة في الانتخابات كشف ملابسات فيديو التعدى على شخص بمركبة توك توك بالقاهرة رئيس شركة البحيرة لتوزيع الكهرباء يدعو العاملين للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 نائب محافظ الدقهلية يشارك اجتماعا موسعا بوزارة التموين بالعاصمة الإدارية لمتابعة مشروع المنطقة اللوجستية وتفعيل التعاون الاستثماري. وزيرة التضامن الاجتماعي أدلت بصوتها في انتخابات مجلس الشيوخ بروتوكول تعاون بين بنك مصر وصندوق دعم الصناعات الريفية لرقمنة التعاملات المالية وكيل صحة الدقهلية يتفقد وحدة عزبة الشال ومستشفى أجا .. ”جولة صباحية مفاجئة” آلاف طالب بجامعة سوهاج يتوجهون إلى اللجان بمسيرة حاشدة

”تصوير سرادقات العزاء: بين انتهاك حرمة الموقف وثقافة الاستعراض”

 سرادق عزأء
سرادق عزأء

في السنوات الأخيرة، باتت بعض العادات الغريبة تشق طريقها إلى مناسبات العزاء، لتضيف طبقة من الجدل إلى ما كان يومًا مناسبات خالصة للتأمل والسكينة. واحدة من هذه الظواهر التي أثارت استياء واسعًا هي استخدام الهواتف المحمولة في التصوير داخل سرادقات العزاء، وخصوصًا أثناء تلاوة القرآن الكريم، حيث بات البعض يوثق اللحظات بطريقة قد يُنظر إليها على أنها انتهاك لحرمة الموقف.

في إحدى القرى بمحافظة الشرقية، وأثناء تلاوة القرآن الكريم في عزاء أحد وجهاء القرية، فوجئ الحاضرون بعدد من الأشخاص يرفعون هواتفهم المحمولة لتصوير القارئ والمجلس بأكمله. المشهد أثار موجة غضب بين الحضور، خاصة أن المناسبة تتطلب الخشوع والاحترام. أحد المشيعين، ويدعى الحاج عبد الرحمن السيد، قال بغضب:
"لماذا تحول العزاء إلى منصة استعراض؟ أين هيبة الموقف واحترام حرمة الموت؟ أصبحنا نرى البعض وكأنهم في مهرجان، لا في وداع شخص عزيز."

القُرّاء الذين يؤدون دورهم في تلاوة القرآن الكريم عبروا عن استيائهم أيضًا من هذه الظاهرة. الشيخ أسماعيل الطنطاوي ، أحد القُرّاء المعروفين في المنطقة، أوضح قائلاً: "لا أستطيع التركيز عندما أرى أشخاصًا يوجهون الكاميرات نحوي أثناء التلاوة. الموقف يحتاج إلى سكينة وخشوع، لا إلى تسجيلات واستعراضات تنشر لاحقًا على مواقع التواصل."

من جانبه، أكد الدكتور أحمد صبري، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، أن هذه الظاهرة تعكس تغيرًا في القيم الاجتماعية، حيث أصبحت التكنولوجيا تفرض نفسها على كافة تفاصيل حياتنا، حتى في المواقف التي تتطلب جلالًا واحترامًا خاصًا. يقول:
"لقد تحولت مناسبات العزاء إلى فضاء افتراضي يختلط فيه الحزن بالاستعراض. البعض يتعامل مع العزاء كفرصة لإظهار حضوره الاجتماعي عبر الصور والفيديوهات، متناسين تمامًا قدسية الموقف."

بينما يرى آخرون أن التصوير في بعض الحالات له دواعٍ عملية، مثل توثيق المناسبة لمن لم يتمكن من الحضور أو مشاركة العزاء مع أفراد العائلة المغتربين. أحمد عبد الحليم، شاب يعمل في إحدى دول الخليج، يقول:
"غالبًا ما أطلب من أشقائي تصوير أجزاء من العزاء لأشعر بأنني شاركت في الوداع ولو عن بُعد. ولكن بالطبع يجب أن يتم ذلك باحترام ودون إزعاج الحضور."

ورغم هذه التبريرات، يبدو أن الغالبية العظمى من المجتمع ترفض هذه الممارسات. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، دارت نقاشات حادة حول الظاهرة، إذ دعا البعض إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع استخدام الهواتف المحمولة داخل سرادقات العزاء.

من الناحية الدينية، أوضح الشيخ عبد الرحمن موسى، عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، أن التصوير أثناء قراءة القرآن في العزاء يُعد تعديًا على حرمة المناسبة. وقال:
"يجب أن يكون العزاء لحظة خالصة للخشوع والذكرى، لا للتصوير والمشاركة عبر الإنترنت. احترام الموقف جزء من أخلاقياتنا الإسلامية."


وأخيرا يتطلب الوضع الحالي وقفة جادة لإعادة تقييم السلوكيات في مناسبات العزاء. ربما تكون التكنولوجيا نعمة في أوقات كثيرة، ولكن في هذه اللحظات المؤثرة يجب أن تُستخدم بحكمة، بما يتماشى مع قيمنا وتقاليدنا الأصيلة. حرمة الموتى واحترام الأحياء أولى من صور وفيديوهات لا هدف لها سوى الاستعراض.