جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 12:21 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

شيرين توفيق تكتب: كرسي الاعتراف

الميزة اللي بنكتسبها لما بنكبر في السن، اننا بنعترف بمشاعرنا و أخطائنا ببساطة وشجاعة،
خصوصاً اخطائنا، سواء قديمة أو جديدة بنقول من غير كسوف.
اما عن مشاعرنا... فهي خلاص بقينا نخبطها في الوِش ... انا معجب بيك.. انا مشدود لك...انا بحبك.
او انا ما بحبكش ياض.
بنتحرر من بعض القيود وبنرمي الأحمال الزيادة وبنبقى أخف،
بنتكلم حتى عن الجزء اللي كنا بنخجل منه ونغمض عينينا لما نفتكره ونخاف يشوفوه اللي حوالينا،
بنقول بصراحة انا كنت مُغفل لما عملت كذا،
انا اتنصب عليا.. انا حد استغلني ولعب بمشاعري... انا اخدت اكبر مقلب في حياتي.
أو نقول انا كنت ندل لما عملت كذا وبعترف بغلطتي.
أصل خلاص مابقاش حد بيحاسبنا الا نفسنا،
و زي ما الأحكام بتسقط بالتقادُم.. غلطاتنا وهبلنا واحكامنا المُعلبة سقطت بالتقادُم، وانتهت صلاحية أي هفوة عملناها بقصد أو غير قصد ما دمنا أدركنا انها كانت هفوة ومش هتتكرر.
بنبتدي نفكر خارج الإطار العقيم بتاع "شكلي هيبقى وحِش"
طب ما يبقى وحِش ... اللي مش عاجبه ما يتعاملش معانا.
احنا سددنا فواتير اختياراتنا وغلطاتنا طول عمرنا،
اعتذرنا وخلّصنا حساباتنا مع الناس، ما بقيناش مديونين بالإعتذار لحد غير نفسنا.
بنحاول نعيش برة التابوت اللي كنا حابسين نفسنا فيه وشاربين غِرا وعاملين حساب الناس.
حقنا كبشر اننا نتحرر شوية من نظرتنا بـ "غِيرة" لكل شخص عاشها ببساطة وما مشيش عالكتالوج واختار رِضاه الشخصي وقناعته.
اتجوز، ما اتجوزش، طلّق، سافر، هاجر، مشي حافي، ركب عجلة، ركب الهوا ....مش مهم، المهم انه عمل اللي يرضيه.
ما احنا لو فضلنا خايفين من نظرة الناس هنبقى زي الثور اللي بيحطوا حلقة في مناخيره علشان يسحبوه منها ويتحكموا فيه ويفضل تحت سيطرتهم.
واحنا ف زمن كورونا ونيازك ومش ناقصين غم والله ولا تحكُمات من حد،
ربنا خلقنا علشان نعيش ونفكر ونبتكر ونغلط ونصلح ونكتب ونمسح ونشتم ونبلع لساننا وقت اللزوم ونستمتع بكل يوم.
إحنا ما جيناش الدنيا معانا كتالوج علشان نعيش حياتنا بكتالوج.
نضبِش ونغلط ونتعلم ونسمع نصيحة ونقول نصيحة.
وأخر الليل الواحد مننا ينام وهو رئيس جمهورية نفسه ... ده هيدينا مبرر قوي اننا نصحى من النوم واحنا مقررين اننا نفُكها شوية ونعيش ما دام لسه العُمر ما خلصش.
ف على سبيل الاعتراف... انا شكلي هَاحبك.