جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 03:02 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ناصر خليفة يكتب: وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ

لا بأس فيما مُنع الناس عنه من التواجد داخل معابدهم، بسبب "كورونا" منعاً للتجمع والإحتكاك وتجنبا للعدوى والضرر وانتشار الوباء .. فكل الأماكن يجوز فيها الصلاة، فالصلاة اتصال بالله، والله موجود في كل مكان وزمان ..

لكن عندما نأتي لقضية صوم "الفريضة" في رمضان، هذا الشهر الكريم الذي ينتظره المسلمون من كل عام، لما فيه من بركة وخير وطاعة وعبادة، فهو شهر القرآن الكريم، وما فيه من تجليات وروحانيات، لا توجد في أي شهر غير رمضان، هذا الشهر الذي نحتفل بعد قضائه بعيد سُمي بعيد رمضان عيد الفطر المبارك، هو عيد فرحة المسلمين بتمام شهر الصيام ..

ما يهمنا في الحديث عن شهر رمضان هذا العام هو وجود هذا "الفيروس" المنتشر في العالم كله فهل نصوم أو لا نصوم .!؟

أولا: الصيام ليس شعيرة جماعية متقاربة، أي لا تستلزم اقتراب الصائمين من بعضهم البعض وتلامسهم وعليه فإن الصيام لا ينقل الفيروس !.

ثانيا: ليس كل "المسلمين" مصابين بفيروس كورونا، لأن المصاب لا يبقى بالبيت حتى نقول له الصيام مضر بصحتك،! فهو ليس من المرضى الذين أجاز لهم الشرع الافطار وقضاء الايام بعد رمضان عند شفائهم! لكنه سرعان ما يعزل ويوضع في الحجر الصحي فخرج عن دائرة الصائمين ! اما الباقون فليس لديهم للإفطار حجة ولا عُذر ! .

الصوم ليس فيه مخالفة للقرارات الاحترازية التي اتخذتها وفرضتها الدولة ! وليس فيه كسرا للحظر وليس فيه نقلا للعدوى ! .

ومن ناحية عموم الجوانب الصحية للصيام، فلو كان صوم المسلمين -في رمضان وغير رمضان- ؛ فيه من الضرر الصحي البدني او النفسي أثر؛ لكان جميع المسلمين في عداد الموتى بسبب فقط الصوم ! لكن الله الذي آمنا به فرض علينا الصيام وقال إن فيه خير للصائمين، لأنه لم يفرض علينا عملا ولا قولا إلا وفيه للعباد خير كبير ولم يحرم علينا عملا ولا قولا إلا وفيه للناس شر كبير .

اقول للمطالبين بعدم الصيام خوفا على صحتنا ! من "كورونا" ؛ ان من قدر علينا الابتلاء هو من فرض علينا صوم رمضان .. فمن أراد الصيام فليصم ومن اراد الأفطار فليفطر، لكن لا يفسد علينا شهرا مباركا، ندعو الله أن نبلغه ويبلغنا أياه لما فيه من خير وبركة ورحمة ومغفرة وعتق من النار .

تعلمون جميعا أن كثيرين يكسروا الحظر عن قصد وعلم أو جهل وتواكل وسلبية، وأكاد أجزم أن لو المقاهي والكافيهات مفتوحة لجلس الناس عليها بأكثر مما كانوا يجلسون ..!ولا امتنع بعض الناس عن الملاهي لو انها متاحة ! تعلمون جميعا أنه لم يمتنع المدخنون عن سجائرهم ولم يترك المشيشون شيشهم! ولم يمتنع الناس عن التزاحم عند المولات والسوبر ماركيتات! ولم يمتنع الناس ولم ينعزلزا عن الشوارع والطرقات والتجمعات إلا من رحم ربي ! فلماذا نكرس ل"فزاعة" صوم رمضان الذي فيه خير لنا من كل النواحي ..

فلقد نزلت آيات الصيام المحكمات قطعية الثبوت قطعية الدلالة، فلا تحتاج لتفسير ولا لتأويل، وليست في حاجة فتاوى بشرية "كورونية"، غير معلوم مقاصدها ولا واضحة نواياها .. !.

قال الله تعالى في محكم التنزيل: {أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (١٨٤) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(١٨٥) سورة البقرة .

..صوموا تصحوا ..

اللهم بلغنا جميعا شهر رمضان ..

وكل عام وأنتم جميعا بخير .