جريدة الديار
الأربعاء 24 أبريل 2024 07:18 صـ 15 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أيه بدير تكتب: لا تأكلوا الملوخية

ايه بدير
ايه بدير

فى بداية الأمر أرحب بكم فى أرض مصر وإذا أردتم أكل الملوخية فلا أهلاً ولا سهلاً بكم فى عهد (الحاكم بأمر الله ) .

( المنصور بن العزيز بالله نزار ) الملقب ب ( الحاكم بأمر الله )، أحد حكام الدولة الفاطمية، المتولي الخلافة على مصر والشام فى سن الحادية عشر من عمره ؛ يأمر بتحريم أكل الملوخية .

مفسراً البعض ذلك إلى أصل تسمية الملوخية من الملوكية ، فهى طعام للملوك ولا يصح أن يتناولها عامة الناس .

أما الرأى الثانى وهو الأرجح يقول حرمها بحجة أن( معاوية ) يحبها؛ خصم (على بن أبى طالب) فى زمن الفتنة الشديد ولم يكتفى بتحريم الملوخية فمنع الجرير لميل السيدة عائشة له وأكلها منه ، ومنع بيع العسل والعنب معللاً أن الخمرة تُصنع منهما ، إضافة إلى تحريم أكل وصيد السمك الخالى من القشر ، ولعب الشطرنج ، قتل الكلاب ، وإضطهد أهل الذمة فمنعهم دخول الحمامات والمسيحيين يرتدون صلبان كبيرة الحجم فى عنقهم واليهود يرتدون اللون الأسود ، آخرها أن يخرج المسيحين من بلاد المسلمين على الرغم من أمه التى اعتنقت المسيحية ! .

توالت هذة القرارت حتى وصلت إلى تغيير كلام الأذان ، وتحريم صلاة التراويح ،تحريم الغناء ،حرق الكنائس 'حيث بداية الحروب الصليبية' ، الأمر بهدم جامع (عمرو بن العاص) ، وحرق أحياء القاهرة ،حتى طاح به عقله ينبش قبر النبى ليأتى به إلى مصر وحين فشل حاول ثانية ولكن هذة المرة لقبر سيدنا (أبى بكر) و ( عمر بن الخطاب ) .

أكنت الحاكم بأمر الله أم جعلت منك إله ! ليس غريب بعد كل هذا أن يدعى أنه إله ويتبعه ( البهرة ) وهم طائفة من الهند يرتدون الأبيض ولهم معتقداتهم الخاصة .

مر الكثير على التاريخ من شخصيات غريبة الأطوار ؛ ومن أغربهم (الحاكم بأمر الله) . فأختلف المؤرخون حوله ؛البعض وصفه بالجنون ،فى حين البعض الأخر يرونه رجل تقى يحكم بأمر الله ؛ ربما تصيبك الدهشة .. ولكن (للحاكم بأمر الله) وجهاً أخر .

فهذا «كان يهتم بنشر العلم، فأنشأ دار الحكمة في مصر ودعا إليها خيرة العلماء في مختلف العلوم والفنون وأجرى عليهم المرتبات الكبيرة، وهيأ الوسائل لهم ليتفرغوا للبحث والدراسة والتأليف، وأقام في دار الحكمة مكتبة عظيمة حوت ما لم يجتمع مثله في مكتبة من مكتبات ذلك العهد. كما بنى عدة مساجد».

وبعد كل هذا كانت هي النهاية لمثل هذا الرجل صاحب القرارات الغريبة والتناقض فى شخصه ففي يوم الثالثة عشر من فبراير بعد عمر يناهز ستة وثلاثون سنة وجدو دمئاً على ثيابه بالمقطم ولم يجدوا جثته ، ناسبون هذا الفعل لأخته (ست الملك ) وشاع البعض أنه سيأتى مرة أخرى فإنه (المهدى المنتظر )والأغلب من الشعب لم يهتم بالأمر خوفاّ لتكون أحد ألاعيبه كحرقه لأحياء القاهرة وغيرها .

هذة كانت نهاية (الحاكم بأمر الله ) فنسأل الله العفو والعافية في كل شئ ...

الكاتبة / آية بدير