جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 10:08 صـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

علمانيونا والإسلام

د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي
د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي

العلمانية أو العالمانية بمعناها الواسع أو الليبرالية بمعناها الضيق أو الفكر الحر أو فصل الدين عن الدولة وحتى عن الممارسات الشخصية أو أيًّا كانت تسميتها أو صفتها أو معناها .

ونحن نتحدث هنا تحديدًا عن معتنقوها والمؤمنين بها من العرب على اختلافهم . على الرغم مما تطرحه من أفكار وممارسات شمولية لها أهداف وغايات وتوجهات رائدة كما يراها معتنقيها إلا أنه في الحقيقة نجد أن كل هم معتنقيها العرب وشغلهم الشاغل محاربة ومهاجمة الإسلام ، دون غيره من الديانات الأخرى ، وكأن تلك النظريات والأفكار من وجهة نظر العرب وجدت لمحاربة ومهاجمة الإسلام والإساءة له ، فماذا عن المسيحية واليهودية كديانات سماوية أخرى ؟ وماذا عن الهندوسية والبوذية والكونفوشية ؟ أليست تلك ديانات أيضا ولها كتب وعقائد وأتباع ؟ ألا يوجد لجميع تلك الديانات على اختلافها رجال دين سواء كانوا شيوخا أو قسيسين أو رهبانًا أو حاخامات أم أن المعنيين هنا هم شيوخ الدين الإسلامي فقط دون غيرهم ؟ أليس من الحرية والفكر الحر أن اختار ما أشاء أم أن الحربة تكون في كل شئ خاصة الجنس والخمر إلا أنه لا حرية في اختيار الدين والالتزام به واتباعه لا سيما إن كان هذا الدين هو الدين الإسلامي .

لعل الأحداث الأخيرة المتعلقة بظهور فيروس كورونا أظهرت عداءهم للإسلام وكل ما جاء فيه . فقد شاهدنا عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي العالم أجمع بكافة فئاته ودياناته وطوائفه وهم يلجؤون ويلوذون بخالقهم أيًّا كانت تسميته أو صفته لديهم إله أو رب أو ابن الرب أو الله ، كل ومعتقده ، فلم ينتقد أي من هؤلاء إلا المسلمين الذين لجأوا إلى الله ، فهاهم يقارنون بين إغلاق كنيسة القيامة للحد من انتشار فيروس كورونا الذي يعد الأول من نوعه منذ 92 عامًا وبين إغلاق المساجد ففي الأول تم الإغلاق بهدوء وسلام حسب رأيهم دون عويل وبكاء على عكس إغلاق المساجد التي تبعها بكاء ونحيب ودراما والعديد من التصرفات المبالغ فيها حسب رأيهم .

كما شاهدنا جميعًا القساوسة في إيطاليا يحلقون بالمروحيات لرقية المدن الإيطالية من الأعلى لطرد شبح فيروس كورونا بعيدًا عنها مستخدمين أسلوب الرقية ورش المياه المباركة . كما صلت أمريكا كلها بقرار رسمي من البيت الأبيض للقضاء على فيروس كورونا .

هذا هو الغرب معبود العلمانيين العرب لم يتخل عن الدين بل اعتبر الرجوع إلى الدين بالصلاة والاستغفار حلا للوقاية من هذا المرض بعد أن عجز العلماء والأطباء عن الوصول للحلول الناجعة لدحر هذا الفيروس .

ومع ذلك لم نسمع أي إساءة أو انتقاد لتلك الأفعال وكأنهم فقدوا ألسنتهم أو أصيبوا بالخرس ، ولكن ماذا سيحدث لو أن هذا الفعل قام به مسلمون أو أي عمل من تلك الأعمال المشابهة لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها ولاعتبروا مثل تلك التصرفات ضحك على الذقون واستدرارا للعواطف واتجارا بالدين وغيرها من الأوصاف التي لها بداية وليس لها نهاية كعادتهم .

ومع اقتراب شهر رمضان المبارك حاولوا التشكيك بالفتاوى التي تدعو لصيام الشهر بعيدًا عما بطرحه البعض من أن الصيام وعدم شرب الماء سيمكن الفيروس من اختراق جسم الإنسان . ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ستستمر الإساءات والتشكيك في الإسلام من قبل مدعي الحرية من العرب .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل د. إبراهيم عبدالرحمن الشرقاوي