جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 02:33 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

خطوات ومحطات في رحلة موسيقي عصر النهضة ،وفنان الأوبرا الإيطالي  ” كلاوديو مونتيفيردي ”

كلاوديو مونتيفيردي
كلاوديو مونتيفيردي

المؤلف الموسيقي الإيطالي المتميز كلاوديو مونتيفيردي ( Claudio Monteverdi) ؛ (كريمونا 1567- البندقية 1643 م) كان من بين الذين ساهموا في وضع قواعد فن الأوبرا في إيطاليا و من أعماله الأوبرالية المشهورة: أورفيو (1607)، أريانا (1608)، عودة عولس (1641)، كما وضع تسعة كتب في فن المادريجال والكانتاتا، أحدثت أعماله ثورة حقيقة في اللغة الموسيقية الغربية.

كان "موتيفيردي" في حياته مُعلم الجوقة الترتيلية في كنسية القديس سان ماركو بالبندقية ،و لم تذكر كتب التاريخ شيئا عن حداثة هذا الفنان العظيم لذلك استند المؤرخون المحدثون على ما تناقلته الألسن أبا عن جد عن طفولة هذا الموسيقي، بالمقابل يعرف المؤرخون عنه كل شيء بعد أن اشتهر اسمه وبات يتكرر في كتب التاريخ كان والده والذي يدعى بالتازار رجلا شريفا ومثقفا وشجاعا، إذ كان يعامل مرضاه بصورة عادلة متساوية بغض النظر عن الطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها ،و كان لبالتازار خمسة أولاد اهتم بتعليمهم جميعا.

كان الحال مع والد موتيفيردي هو نفس الحال مع ابنه " كلوديو موتيفيردي " وكان هو الابن البكر الذي أظهر موهبة غير عادية في الفن الموسيقي، مما شجع والده على تأمين تعليمه لهذا الفن تحت إشراف رئيس الفرقة الموسيقية لكاتدرائية كريمونا أنطوان انجينيري Marc Antoine Ingegneri الذي حرس على تدريسه القواعد الموسيقية ، وكان انجينيري موسيقيًا معروفا ورجلا يتمتع بأخلاق حميدة ويعيش معيشة تقوى وخشوع ، و تحت إشراف هذا الأستاذ البارع حقق كلوديو تقدما سريعا، وتعلم العزف على الأورغن والكمان ولاحظ بدقة الأصوات الخاصة بكل آلة وكان أول مؤلف يعطي أهمية كبرى للألوان الأوركسترالية والتوزيع الأوركسترالي.

درب " كلوديو موتيفيردي " صوته ليصبح منشدا في الكنيسة ودرس فنون الكتابة الموسيقية وما لبث أن بارز أستاذه في فن الطباق الموسيقي والذي كان أستاذه يعتبر أفضل من مارسه في ذلك العصر، وإضافة إلى دراسته الموسيقية تعلم مونتيفردي العلوم المدرسية مما مكنه في المستقبل من اكتساب ثقافة استثنائية. تعلم مونتيفردي الأشكال الموسيقية من أستاذه انجينيري وما لبث وأن أدمج مختلف الأساليب في بوتقة واحدة لخدمة الموسيقى الغنائية التي أصبح رائدها مثل مونتيفردي في عصر النهضة الازدهار الموسيقي فعرفت موسيقاه بأنها" موسيقى فنان ناضج " ، و رغم أنه لم يكن طفلا معجزة مثل موزارت فقد أظهر منذ سن الخامسة عشر موهبة موسيقية فألف مقطوعات قدمها إلى أكاديمية الفنون في كريمونا فأعجب رجال الأكاديمية بها مما شجع مونتيفردي على الاستمرار في التأليف الموسيقي .

في عام 1582 نشر كلاوديو مونتيفردي أول مجموعة أعمال له في مدينة البندقية وكانت بعنوان « Sacra Cantiunculae » ضمت 20 مقطعا غنائيا لثلاثة أصوات ، وفي عام 1583 نشر مجموعته الثانية التي حملت عنوان « Madrigali Spirituali » في مدينة بريشيا و أهدى هذه المجموعة الثانية إلى « Alessandro Fraganesco » أحد أثرياء مدينة كريمونا وراعي الفنانين الذي قدم خدمة إعلانية جيدة للصغير مونتيفردي عندما قدم في قصره بعض مقطوعات المجموعة الأولى من أعمال مونتيفردي.

إقرأ أيضًا
” مادلين أولبرايت ” : أول امرأة تتسلم منصب وزير الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية