جريدة الديار
الجمعة 19 أبريل 2024 06:45 مـ 10 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ما التخدير الأفضل النصفي أم الكلي .. أطباء يجيبون

أرشيفية
أرشيفية


قبل نحو قرنين من الزمان، ابتدع الأطباء العديد من الطرق الطريفة لتخدير المريض أثناء إجراء العمليات الجراحية، مثل تقييد حركته بمساعدة مجموعة من الممرضين ذوي البنية الجسدية القوية ،أو اللجوء قبل إجراء الجراحة إلى ضرب المريض خلف جمجمته بواسطة جسم حاد فيفقد وعيه لفترة وجيزة، بعد ذلك اكتشف العلماء النباتات والعقاقير المخدرة التي كان لها تأثيرات جانبية كبيرة، تؤدي أحياناً إلى الموت، مثل الكوكايين الذي يسبب عند استنشاقه الدوار، والأفيون والماريغوانا اللذين كانا يستعملان للتخفيف من الآلام.

السنباطي: عيد الإعلاميين يحمل التطوير الحقيقي والعودة لتصدر المشهد

وقد تطور علم التخدير الذي أصبح تخصصاً مستقلاً بذاته مع اكتشاف الكيميائي الأميركي صموئيل غوثري سنة 1831 مادة الكلوروفورم، وهو عبارة عن سائل لا لون له، لكن رائحته مميزة جداً، وكانت تلك المادة تضمن تخديراً سريعاً ومريحاً للمريض، وقد كان يستخدم في تخدير المريض عبر استنشاقه.

وفي هذا الصدد أكد الدكتور محمد أسامة الجوهري ، أخصائي التخدير ، يتم تحديد نوع التخدير بمعرفة طبيب التخدير بعد مناقشة الجراح ومعرفة الإجراء الجراحي المطلوب ومناظرة الحالة مبدئياً من حيث التاريخ المرضي للحالة هل تعاني من أمراض مزمنة أو أمراض متعلقة بخلل في سيولة الدم أو هل تتعاطى أي علاج قد يؤثر في التخدير وهل سبق ان تعرضت لأي نوع تخدير ذي قبل وهل حدثت منه مشكلات ذي قبل من عدمه إن كانت الحالة تم تخديرها سابقاً ومعرفة حالة القلب والصدر وضغط الدم والنبض ومعدل التنفس وباقي العلامات الحيوية وطلب فحوصات ومراجعتها كتحاليل معينة ورسم قلب كهربي و موجات صوتية على القلب إذا ما كانت حالة القلب تستدعي التقييم لوجود شك في المعلومات المعطاه من المريض أو من رسم القلب أو كون المريض يعاني من أمراض بالقلب أو كون المريض يتعدى عمره الخمسون ربيعاً

وتابع أخصائي التخدير ، بعد الكشف الطبي على المريض ومناظرته وذلك كله بعد معرفة الإجراء الجراحي المطلوب أولا من الجراح يحدد طبيب التخدير خطته لتخدير المريض ويختار ماهو أنسب لحالته الصحية سواء نوع التخدير أو حتى الأدوية المستخدمه ما ينفع منها وما لا ينفع ويجب تفاديه وإختيار الأنسب بما يحقق مبدأ المنفعة للمريض ، فمبدأ جلب الضرر مرفوض وإن كانت الغاية منفعة المريض

وأردف الدكتور الجوهري ، في حالة كون الجراحة عاجلة أو طارئة ووجود ما يهدد الحياة يتم إبلاغ أهل المريض وتوقيعهم بالموافقة على إجراء الجراحة العاجلة مع العلم بالخطورة التي قد تهدد الحياة ويطلب طبيب التخدير ما يتراءى له كحجز سرير بالعناية المركزة ما بعد الاجراء الجراحي سواء تم افاقة المريض أو استخرج الحالة من العمليات للعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي أو كطلب مشتقات الدم حال توقع الحاجة لها في الجراحة و كذلك طلب توفير أي عقاقير خاصة لحالات معينة

وأكد طبيب التخدير ، يمكن التمييز بين عدة أنواع من التخدير : التخدير الكلّي وهو أن ينام المريض, لا يشعر بالوجع وعضلاته مرتخية ، والتخدير النّاحي ( الجزئي ) وهو أن المريض يفقد الإحساس بمنطقة معينة من الجسم يتم تخديرها بنظام معين ، وتكون عضلاته في تلك المنطقة مرتخية. ومن أشهر أنواع التخدير الناحي والأكثر انتشارا التخدير النصفي
وهو تخدير النصف السفلي للجسم ، والنوع الثالث هو التخدير الموضعي وهو تخدير مكان معين من الجلد أو من الجرح بكريم تخدير أو حقن الجزء المراد

وأوضح الدكتور الجوهري ، أن التخدير النصفي يتضمن حقن المخدر الموضعي والمسكنات داخل العمود الفقري بالقرب من الحبل الشوكي ولكن ليس فيه يحقن بالسائل حوله فيتم تخدير الأعصاب في هذه المنطقة التي تغذي الجزء السفلي من الجسم ، والذي بدوره يؤدي إلى تخدير مناطق معينة في جسم الإنسان،

وأضاف الطبيب ، من أشهر الآثار الجانبية لهذا النوع من التخدير الصداع وهو من أكثر أعراض التخدير النصفي شيوعاً، في يوم العملية أو اليوم التالي، تزداد حدته عند الوقوف أو رفع الرأس مدة طويلة غالباً ما يتحسن مع مرور الوقت، عن طريق الراحة، وشرب السوائل، وتناول الباراسیتامول ، ويفضل بعد الخروج من العمليات أول يوم أن ينام المريض مسطح ولا يرفع رأسه كثيرا إلا عند الحاجة الماسة .

وتابع الدكتور محمد ، يشعر المريض خلال الدقائق الأولى بتأثير المخدر النصفي، إذ يبدأ بالشعور بالحرارة والتنمل في الجسم، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، والشعور بالغثيان نتيجة انخفاض ضغط الدم، ومن المحتمل أن يحدث الغثيان كتأثير جانبي للأدوية المُسكنّة أيضاً.

وأكد أخصائي التخدير ، أن بعض الأشخاص يتوهمون آلام في الظهر بعد التخدير النصفي وهو غير صحيح فالآن تستخدم إبر خاصة بالتخدير النصفي ذات سمك أو قطر صغير جدا يكاد يحاكى قطر شعرة فروة الرأس تقريبا ولا تؤثر على أوتار الظهر فهذه المشاكل كانت موجودة بالفعل قديما حيث كانت الإبر غليظة وسميكة وتؤدي إلى تهتك في أربطة الظهر لكن الآن الإبر ذات سن رفيع ولا تسبب أى مشاكل للظهر ويعتمد ذلك أيضا على احترافية طبيب التخدير أن يعطي تخدير موضعي قبل وخذ إبرة التخدير النصفي حتى لا يشعر المريض بألم

وأوضح دكتور محمد الجوهري ، أما بالنسبة للتخدير الكلي يحدد في حالات معينه يقررها طبيب التخدير وإن كان هناك إختيار فالتخدير الموضعي أو التخدير الناحي ( الجزئي) أفضل لانهم آمن بكثير من التخدير الكلي ، فقد يتعرض كبار السن، أو ذوي المشكلات الطبية الخطِرة، خاصة مَن يخضعون لعمليات علاجية أوسع نطاقًا، لاحتمالية أعلى للإصابة بارتباك ما بعد الجراحة، أو التهاب الرئة، أو حتى السكتة الدماغية والنوبة القلبية. الحالات الخاصة التي يمكنها زيادة خطر الاصابة بمضاعفات خلال الجراحة تتضمن: التدخين ، النوبات المرضية ، انقطاع النفس ، الانسدادي النومي ، السمنة ، ارتفاع ضغط الدم ، داء السكري ، السكتة الدماغية ، كل هذه الأعراض يمكن تفاديها بالتخدير النصفي حيث أن المريض يكون فائق بالكامل سواء أثناء الجراحة أو بعدها حيث يشعر بتسكين الألم ومخدر جزئيا ولذلك يتم تلافي أى أخطار

وأكد الدكتور الجوهري ، بعض المرضى الذين يشعرون بالتوتر أثناء دخول العمليات فائقين أثناء الجراحة ممكن تفادي هذه المشكلة بإعطاء تخدير نصفي بالإضافه إلى عقار حتى يزيل التوتر ويجعلهم ينامون جزئيا لا يتذكرون ما حدث أثناء العملية لتجنب التخدير الكلي

وشدد دكتور محمد أسامة ، علي اتباع تعليمات الطبيب حول تجنب الطعام والشراب قبل الجراحة. لان التخدير الكلي يُرخِّي العضلات في الجهاز الهضمي ومجرى الهواء الذي يمنع مرور الطعام والحمض من المعدة إلى الرئتين.

وأوصى أخصائي التخدير ، بالصوم للأطفال الرضع الصيام يكون أربع ساعات ، أما بالنسبة للبالغين على الأقل الصيام أربع ساعات قبل الخضوع للجراحة ويمكن شرب سوائل صافية "بدون قطع " قبل ساعات قليلة من الجراحة، وأخذ بعض الأدوية المنتظمة مع مقدار قليل من الماء خلال فترة الصيام التي يخبر بها الطبيب ، وتجنب أى أدوية بدون وصفة طبية، لمدة أسبوع على الأقل قبل الإجراء. حيث قد تسبب تلك الأدوية مضاعفات أثناء الجراحة ، مناقشة أنواع المكملات الغذائية التي يتناولها مع الطبيب قبل الجراحة لانه يمكن لبعض الفيتامينات والعلاجات العشبية، أن تسبب مضاعفات أثناء الجراحة ، وإذا كان المريض يتعاطى أى نوع من أنواع المخدرات فيجب إبلاغ طبيب التخدير ولو بصفة شخصية قبل التخدير ويراعي الطبيب السرية في ذلك ويجب التحدث مع الطبيب بشأن أي تغييرات في الأدوية خلال فترة الصوم. وإذا كان المريض مصابًا بانقطاع النفس أثناء النوم، أن يناقش حالته مع الطبيب .