جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 05:51 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

الشــعب فاســد .......

الشعب فاسد والإتهامات الباطلة بحكم العقل ، التي لا تنتهي ولا تتوقف على أصل الفساد بمجتمعنا وإنتشاره ، وتجد الردود جاهزة فتصبح مثلاً ( الحكومة الفاسدة من المجتمع الفاسد ، والمجتمع الفاسد من الحكومة الفاسدة ) ، وبالتالي لا نعرف من هو الأصل والسبب في الإصلاح والإفساد ، الحكومات أم المجتمعات ! لكن قلنا هذه الفلسفة باطلة ، فلا بد من الوقوف على أصل الفساد ، ( المجتمع أم الحكومة ) !
غالبا ما تشير أصابع المجتمع على الحكومة بالاتهام ، في كل ما يحصل بالبلد من فساد ، وسوء وتدهور للأوضاع وبلاء نازل ويبرئ نفسه من كل هذا ، وكأنه مجتمع ملائكي نقي من العيوب ، لا يوجد فيه تاجر غش في بضاعته ، ولا مهندس خان الأمانة ، ولا طبيب فاسد في مهنته ، وهكذا بقية طبقات المجتمع الأخرى ، تجد فيها الغش والفساد والخيانة والرذيلة ، بطبيعة الحال لا نتكلم بمنطق ( الإجماع ) وانما بالأعم الأغلب ، قال تعالى:(وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ الطريف بالأمر، إن الحكومة ، لا تعترض ، ولا يردوا على الاتهامات الموجهة إليهم ، وهم سكوت عنها ، والسكوت إقرار واعتراف بها ، وما بين اتهامات المجتمعات، وسكوت الحكومات عنها ، فمن هو السبب الرئيسي والحقيقي في الفساد !
الله جل وعلا ، يعطينا الإجابة عن هذا السؤال، في كتابه الكريم في عدد من الآيات الكريمة، فقد قال تعالى ( إنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) , وقال ( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) ، وقال ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ) , وغيرها من الآيات بعض الباحثين الإسلاميين في الشأن الإجتماعي ، أستدل على علو وانحطاط المجتمعات ، من خلال الآيات و الاحاديث والروايات، فذكر أربعة عوامل أساسية ، فعوامل العلو من تعاليم ديننا الحنيف على سبيل الذكر وليس الحصر ( العدل والوحدة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتقوى والخلق الكريم ) أما عوامل الانحطاط هي ( الظلم، التفرقة والتشتت وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والفسق والفجور والفساد الأخلاقي ) .
مجتمعنا فيه كثير من الفساد ونخشى أن يصبح فيه الفساد، ظاهرة إجتماعية مقبولة بمجتمعنا وإذا ما أصبحت كذلك لا سمح الله ولم ننتبه من غفلتنا ونرجع الى انفسنا ولم نتب الى الله من أفعالنا سيكون مصيرنا ومستقبلنا كالشعوب والأمم السابقة الهلاك ونزول البلاء علينا كالمطر ومن هنا أقول وأوجه قولى إلى من هم على قدر من الثقافة الفكرية المجتمعية هل الشعب فاسد أم الفساد فى طبقات معينة .