جريدة الديار
الجمعة 26 أبريل 2024 08:59 مـ 17 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

دينا الشافعي تكتب : خمسة فئران ومقشة

دينا الشافعي
دينا الشافعي

ألقت بمقشتها بعنف لتسقط على الأرض بعد يأست من طرد تلك الفئران اللعينة التي- رغم صغرها -أحتلت شرفتها وهي غائبة في سفرة طويلة.و بعد صراع لتطردهم دام أكثر من ساعة, أسرعت تحت المياه تغتسل علَّها تتطهر من آثارهم , أحست أنهم يلحقون بها بفرائهم الرمادية المتربة الخشنة و أيديهم الدقيقة اللزجة الوردية اللون وأسنانهم الحادة القاطعة أنهم يتسلقون جسدها العاري تحت المياه فرحين , يحاولون الولوج إليها مستشعرين نصرهم يستهدفون الثغرات ,أحدهم من أسفلها وأثنان عبر أذنيها , اسرعت لتسد فمها بكلتا يديها فإذا بأحدهم ينجح في الدخول من أنفها فيما بقى واحد نجح في الوصول إلي قمة رأسها ليتسلى باللعب في شعرها. أخذت تقفز و تقفز وصرخاتها محبوسة مع القهر بداخلها,أحدهم أستطاع الوصول إلي شريانها الأورطي ومنه إلي قلبها ممزقاً صماماته فيختلط الدم الفاسد بالصالح ويمنع عن خلاياها الأكسجين فتختنق. ونجح ثانٍ في أختراق رحمها ليمضغ أبنائها وبناتها ويتركها عقيماً مقطوعة الرحم فيذرها فرداً لا أمل لها في الحياة. فيما ظل ذلك اللعوب يلهو بفروة رأسها يقضم شعراتها من الجذور ليتركها صلعاء و يجردها من تاج جمالها بطوله وسواده اللامع ونعومته الحريرية وكثافته, ليسقط شعرهاعند قدميها يكسو الأرض سواداً ,تريد أن تتحسس رأسها لتدرك ما تبقى منه, ولكن خوفها على فمها يمنعها من أن ترفع يديها عنه. الماء بارد جداً برودة أيامها ويداها مقيدتان , نجح فأرين في أن يستوطنوا أذنيها بالوصول الي مخها كلٌّ منهما أخذ يلتهم فصاً منه , إذن هي النهاية كان العصب البصري أول ما انقطع لتضحى عمياء فتغوص في الظلام ولكنها مازالت تسمع صراخهم الحاد البغيض وهم في نشوتهم بما يلتهمون منها ,ثم سقطت, لم تعد ساقيها قادرتان على حملها, هي الآن مشلولة , نصفها الأسفل لايتحرك ولكنها تحارب بكل ما تبقى لها من قوة , كي لا تترك فمها لهم .