جريدة الديار
السبت 20 أبريل 2024 07:44 صـ 11 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أسوار طرابلس شهادة وفاة شيطان الشرق الأوسط أردغان

عبدالرحيم أبوالمكارم حماد
عبدالرحيم أبوالمكارم حماد

تؤكد التجربة الليبية أمام الإحتلال الإيطالي أن إرادة الشعب الليبي أقوى من قهر القوة وبطش الإستعمار ، إذا توافر لهذه الإرادة الوعي الكامل والتضحية الباسلة، فدفاع الجيش الليبي الآن عن نفسه وأرضه وعرضه يصبح القضية العادلة التي يهون في سبيلها كل شيء.

الليبيين أقبلوا على الجهاد من أجل المحافظة على كيان وطنهم ، لأنهم شعروا أن سقوطه يعني ضياع الكلمة وضعف القوة، إضافة إلى أن شبح الاستعمار كان يزعجهم ، ويشفقون من وقوع أي قطر ليبي تحت أنياب الإيطاليين المتعطشة للدماء ، والانتقام ، واستنزاف الثروات، كما أن الإيطاليين ارتكبوا فظائع ضد الليبيين لإرغامهم على ترك المقاومة، كل تلك الأحداث الدامية والتجاوزات والاساءات كانت سببًا هامًّا في إصرار الليبيين على الجهاد حتى النهاية. وجدت إيطاليا أنها تحارب نوعية مختلفة من المقاتلين تحب الموت كما يحب جنودها الحياة،

لعنة الدم الليبي ها هي الآن التفّت حول عنق إردوغان ، وجعلته لا يرى سوى ما يريد أن يراه عبر ثقب أفكاره الضيقة التي يغطيها هي الأخرى عمى طموحات الهلال الإخواني. ولكن أحلام أردوغان العثمانية اصطدمت بوقائع صلبة، أبرزها ان الموقف الآن في ليبيا يتغير في الكثير من ملامحه وتفاصيله وحساباته ، إنتهت مرحلة قوامها التريث الحذر ، ،وبدات مرحلة أخري جديدة تماما قوامها الإستعداد للمواجهة علي أي مستوي وضد أي طرف مهما تكن النتائج ، والتداعيات ،الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر رافعا شعار خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، إذ إن عناصر الإحتلال التركي والمرتزقة السوريين وأعوانهم الخونة والمليشيات، أصبحت الآن هدفا مشروعًا لطائرات ولمدفعية وقذائف الجيش الليبي الوطني.

أردوغان بعد أن هزم في سوريا قرر أن ينتصر في ليبيا و أن يعيد الأتراك إلى شمال إفريقيا من بوابة ليبيا ، ليستولوا على خيراتها وثرواتها ،كما استولوا عليها إبان الإستعمار التركي ،هذا من ناحية ، من ناحية أخرى اتجه أردغان نحو ليبيا التي أصبحت بعد سقوط نظام القذافي قبلة الإرهابيين أو الملاذ الآمن للمجاهدين ،و لئن تمكن الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر من دحر الإرهابيين في شرق ليبيا فإن طرابلس و بعض مدن الغرب ضلت تحت سيطرة حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج والمليشيات الإرهابية، ذلك بعد أن سيطر الجيش الليبي المدعوم من عدة دول معادية للإخوان المسلمين كمصر و الإمارات والسعودية على شرق ليبيا و غربها و حاصر طرابلس حتى كاد يفتكها من حلفاء أردوغان وأتباعه فهرع هذا الأخير لنصرتهم بآلاف المقاتلين المتمرسين على القاتل من الإرهابيين أتباعه في إدلب ، و حول إسم “الجيش السوري الحر” إلى “الجيش الليبي الحر” و زودهم بأحدث الأسلحة بحرا و جوا و وضع تحت تصرفهم خرائط الناتو حتى تتمكنوا من صد هجوم الجيش الوطني الليبي و إسترجاع عدة مدن غرب ليبيا و خاصة قاعدة “الوطية “الإستراتيجية التي يستطيع من خلالها السيطرة على غرب ليبيا و حماية أمن طرابلس .

إلا أنه من المؤكد للجميع بأن مصير المشروع التركي في ليبيا هو هزيمة حتمية أخرى بعد الهزيمة " المرة " التي لحقت بأطماعها الجيوسياسية في سوريا والعراق . ليست الأحلام العثمانية والأطماع الإقتصادية وحدها هي من جعلت أردوغان يهرول بوجة القبيح، وبمجموعاته المسلحة إلى طرابلس، بل هو يحاول مجددا الهروب من الضغوط الداخلية وانخفاض شعبيته في الداخل لفضاء خارجي أوسع يستطيع من خلاله إعادة شعبيته، ولكنه سيهزم لا محالة على أسوار طرابلس في ليبيا ؛ لأن حكومة المليشيات والإرهاب مصيرها السقوط مهما بلغ الدعم والتأييد المقدم لها، وستكون أولى نتائج هذه الهزيمة سقوطا مدويا لأردوغان واهتزاز أركان نظامه الإرهابي أساساً.

وبالتزامن مع توقيع وزير دفاع تركيا ورئيس أركانها ، يوم الجمعة الماضي ، إتفاقية عسكرية مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة الإخواني السراج والمليشيات الإرهابية، التي تسيطر على طرابلس، وذلك لضمان مصالح أنقرة في ليبيا ، والتي تتيح لأنقرة التدخل المباشر. و إنشاء قوة عسكرية تركية في ليبيا، وكذلك تأسيس قاعدة عسكرية تركية وتدفع أنقرة بقوة لتعيين خالد الشريف القيادي فيما يعرف بـ"الجماعة المقاتلة" المقربة من تنظيم القاعدة، في منصب رئيس المخابرات في حكومة الوفاق الوطني ، فقد شن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجوما على منظومة الدفاع الجوي التركية ،ونجحت الغارات في تحييد منظومة دفاع جوي تركية من طراز هوك ، وتدمير 3 رادارات بالكامل. إذ تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوي التركية التي تم تركيبها مؤخراً في قاعدة الوطية ثبتتها القوات التركية يوم الخميس الماضي في القسم الغربي من القاعدة، وكان الجيش الوطني الليبي لهم بالمرصاد ،إذ إنه كان يراقب دخول وتركيب منظومة الدفاع الجوي لقوات الإحتلال التركي من طراز هوك مع ملحقاتها من رادارات طيلة الأيام الماضية ، وبعد أن تم إبلاغ وزير الدفاع التركي أثناء تواجده في مصراتة أن قاعدة عقبة بن نافع أصبحت جاهزة للإستخدام ، فقرر الجيش الوطني الليبي تدميرها عن بكرة أبيها بعد دخولها للخدمة ونسبة التدمير في المنظومة 100%.

تلك الغارات هي الأولى للجيش الوطني الليبي بعد الإعلان عن توقيع إتفاق عسكري بين تركيا وحكومة الوفاق، إثر زيارة قام بها وزير الدفاع التركي خلوصي آكار ورئيس أركانه للعاصمة طرابلس ، فيما أعتبر الجيش الوطني الليبي أن الإتفاق هو مس بالسيادة الليبية، متوعدا أنقرة والوفاق بمواجهة عسكرية مستمرة.والحفاظ على ليبيا ومطاردة الإرهابيين و الغزاة والمليشيات ليست المرة الأولى التي يخسر فيها اردغان الإرهابي بعض قواته أو أسلحته في ليبيا ، بتاريخ ٣١مايو أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عدد قتلى المرتزقة السوريين الذي أرسلتهم تركيا إلى ليبيا ارتفع إلى 339 قتيلا بينهم 20 طفلا دون سن الـ18، غالبيتهم من فصائل «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات وسليمان شاه».

وبالتالى فنهاية أردوغان ستكتب على شواطئ طرابلس إن أرسل جنوده إليها، فهناك أحفاد عمر المختار قادرون عازمون على سحق جنود السلطان. وستسقط معه كل الأحلام بإقامة إمبراطورية إخوانية على أنقاض الدولة الوطنية؛ إمبراطورية يقودها إردوغان الذي لا زال غروره يدفعه إلى الاعتقاد بأن اللعبة لم تنته بعد. أحلام العثمانلي شيطان الشرق الأوسط أردغان سيكتب الليبيين نهايتها كما، سطروا سلفا قصة الجهاد الليبي ضد الإستعمار الإيطالي ، بما فيها من تضحيات وأشلاء ودماء الأبرياء التي زادت على النصف مليون شهيد ليبي ، أدرك فيها مواطن الصحراء الليبية أن له قضية عادلة تستوجب الجهاد والتضحية والفداء ، وأن عشق الحرية والكرامة أقرب إلى نفسه من حب الحياة ؛ ومن ثم خرج بما يملك من سلاح بسيط، وتدريب متواضع لمواجهة إيطاليا القوة الغاشمة والآلة العسكرية الجبارة لفترة زادت على الثلاثين عامًا..