جريدة الديار
السبت 27 أبريل 2024 05:45 صـ 18 شوال 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

ناصر خليفة يكتب: نحن والهوية.. ولازال الجدل مستمرا !

ناصر خليفة
ناصر خليفة

يُعرف البعضُ الهويةَ بأنها : إدراك الفرد لذاته ثم يتسع هذا التصور ويتفاعل داخل كل العلوم الإنسانية ليشمل الهوية الاجتماعية، والثقافية، والعرقية، وجميعها مصطلحات تشير إلى توحد الذات مع وضع اجتماعي، أو تراث ثقافي معين.

من هنا تبدأ مشكلة "الهوية" مع الحالة المصرية .من نحن؟!، سؤال بمثابة قضية لم تُحسم بعد ! فالأزمة مستمرة وعلى مر تاريخنا الحديث والمعاصر، ابتداءا بالفتح العربي الإسلامي لمصر مرورا بقومية ثورة يوليو وعروبة الرئيس عبدالناصر وانتهاءا بمحاولات التيارات الإسلامية تحويل مصر لولاية إسلامية على يد جماعة الإخوان .

لذلك ظل البعضُ عالقاً في "مجادلات" تحديد الهوية فيما يخص مصر، وهل هي عربية إسلامية أم قبطية أم فرعونية، إلى آخر "الهُويات" المتناوبة والمتباينة على المجتمع المصري عبر تاريخه المديد !، والتي بدورها انعكست على واقعنا الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والديني والثقافي والتعليمي .. حتى تكاد لا تعرف توجها واحداً، ولا نمطاً ثابتاً متفقاً عليه من جميع الأطياف الثقافية والإجتماعية والسياسية !.

ثم وجدنا أنفسنا بين شد وجذب من هنا وهناك .. ولا جديد وتظل الأزمة.. "أزمة هوية" وإن شئت قل "محنة هوية"، فمنذ سنوات وقضية الهوية المصرية أصبحت فريسة بين مخالب جبهتين أو أكثر وكل جبهة تعمل على إقصاء الآخر !.

فلدينا تيار إسلامي يريد لمصر "هوية إسلامية" وجبهة تطالب بإقصاء كل ما هو إسلامى، لأنهم يرون الإسلام دخيلاً على مصر، ويعترونه غزوا ونكبة ! ثم وصفه آخرون بالاحتلال العربي لمصر، في حين يؤيد آخرون الفتح الإسلامي لمصر لأن المصريين عانوا كثيرا بسبب الحكم الروماني في فترات عصيبة، فترات وصفت بالقسوة والظلم والجبروت والقهر.

لذلك جاء الفتح الإسلامي لمصر كبداية مرحلة الازدهار والعدل للمجتمع المصري بعد رحيل الرومان . إذن نحن أمام نسخ مختلفة للتاريخ المصري لا يُجدي معها اعتماد رواية رسمية واحدة، لكن المؤكد أن مصر بدت طيلة تاريخها أمة قائمة بذاتها، عاصرت طبقات حضارية مختلفة تفاعلت معها لكنها لم تغص فيها بالكلية، فاحتفظت بالسمات المصرية الأصيلة .

يرحل الجميع وتبقى مصر خالدة بنيلها العريق وشعبها الأصيل.