الثلاثاء 19 مارس 2024 04:49 صـ 9 رمضان 1445 هـ
بوابة الديار الإليكترونية | جريدة الديار
رئيس مجلس الإدارة أحمد عامررئيس التحريرسيد الضبع

أحمد سلام يكتب: الرئيس مبارك.. إلي الأبد !

أحمد سلام
أحمد سلام

ثلاثون عاما في الحكم فترة لم يحظ بها ملك.. إنها ثمرة تعديل دستور1971 الذي بموجبه صار من حق رئيس الجمهورية أن يظل في الحكم لمدد أخري كان ذلك في عام 1980 لأجل استمرارية الرئيس السادات في حكم مصر فإذا به يستشهد في السادس من أكتوبر 1981 قبل أن تنتهي فترة حكمه الثانية.

ورث مبارك الحكم عن سلفه مثلما فعلها سلفه وعاشت مصر علي وتيرة الدولة العميقة التي تعد كل شيء ليكون الحاكم في موقعه طالما القلب ينبض ولا أنسي أبدا مقولة الأستاذ محمد حسنين هيكل في ندوة دعي إليها في معرض القاهرة الدولي للكتاب كنت حاضرا فيها أوائل التسعينيات حيث قال أن الرئيس مبارك وصل للحكم بطلقة رصاص !.

وقتها أحدثت مقولة الأستاذ محمد حسنين هيكل عاصفة من الغضب في دوائر السلطة ولكنها الحقيقة.

حديث تداول السلطة بمصر موضع أحاديث كثيرة يرونها هجوما علي نظام الحكم والواقع يسمح بطرح مستساغ للتاريخ مفاده حتمية تحديد مدة رئيس الجمهورية في الحكم مهما كان له قبول شعبي وهذا ما تعمل به الولايات المتحدة الأمريكية فترة رئاسة أربع سنوات تسمح بفترة أخري بعد إنتخابات ونادرا ما ظل رئيس أمريكي لفترة واحدة وهو ماحدث مع الرئيس كارتر وهناك من لم يكمل سنواته الأربع وهو الرئيس نيكسون الذي اسقطته فضيحة ووتر جيت ليكمل نائبه جيرالد فورد باقي فترته الرئاسية.

كان ملفتا للنظر أن يطلب رئيس الجمهورية تخفيض فترة الحكم من سبع سنوات إلي خمس سنوات فعلها جاك شيراك علي ما أتذكر في فرنسا.

بقاء رئيس الجمهورية في الحكم لأجل غير مسمي ردة علي الديمقراطية وتفتح الأبواب أمام السلطة المطلقة التي هي مفسدة مطلقة.

الطريقة المهينة التي خرج بها الرئيس مبارك من الحكم بعد ثورة يناير 2011 أساءت كثيرا لتاريخ الرجل وسببت له إهانة في أرذل العمر وكان بيده أن يكتفي بمدتين وبفارق ولكنه تعديل الدستور الشيطاني الذي حدث في نهاية عهد الرئيس السادات والذي خاطب الأنا داخل الإنسان المصري المولع دوما بالسلطة !.

كانت روسيا بوتين محل علامات تعجب مؤخراً بعد تعديل الدستور الذي سمح للرئيس بوتين بالبقاء بالسلطة رغم إعلانه سلفا أنه لن يغير الدستور ليستمر في الحكم لأجل غير مسمى وكانت البداية قبل 21 عاما .

بقاء رئيس الجمهورية في الحكم مادام القلب ينبض لسان حال نظام حكم الرئيس مبارك الذي تشبث بالسلطة بدعم من الدولة المصرية العميقة التي لا تموت أبدأ وتستمر من حاكم لحاكم .فقط الشعب من يضع النهاية إذا كانت لأجل غير مسمي !.

الرئيس مبارك في الحكم مدي الحياة .خرج حزينا مقهورا وياليته انتصت .

يبقي الحاكم لأجل مسمي برضا الشعب .

الشعوب إذا من تضع النهاية لنظام الحكم إذا جمح .!